جل آغا/ أمل محمد ـ يعمل “ديدار خلف” بمشروعه الزراعي “الخضار الصيفية” بجهدٍ ورعاية، لضمان نجاحه والذي يعتبره مصدر رزق ودعماً للاقتصاد المحلي، وكما تمنى من الجهات المعنية بتقديم الدعم الكافي لهم، لأن ذلك يعود بالنفع على المزارع والمصلحة العامة.
على بعد عدة أمتار من قريته “شيخ ابراهيم” التابعة لمدينة جل آغا يحمل ديدار خلف “38” عاماً مجرفته وزوادته في كل يوم ويبدأ العمل بكلِّ جهد في أرضه التي تبلغ مساحتها ستة هكتار، نتيجة قلة الأمطار لم يزرع خلف أرضه كباقي الأعوام بمحصول القمح، فقرر أن يحول أرضه البور إلى مشروع لزراعة خضروات الصيف بمختلف أصنافها والبطيخ.
يعمل خلف مدرّساً وإلى جانب عمله هذا فإنه ينسق وقته للعمل في أرضه، فهي مصدر رزق الرئيسي له ولعائلته، وأثناء عمله وهو يقوم بحرث أرضه وتحويلها لبستنة وتقسيم الأرض على شكل سواقي التقت صحيفتنا “روناهي” بديدار خلف حدثنا عن عمله بقوله: “الموسم الزراعي هذا العام لم ينجح، عدا المحاصيل المروية وهي أيضاً كانت نسبتها قليلة، ونحن المزارعون خسرنا كثيراً في هذا العام، فمع بداية كل موسم زراعي كنت أزرع القمح أو الحنطة ولكن هذا العام تركت أرضي بوراً، واليوم أنا بصدد زراعة الخضروات الصيفية من خيار وبندورة وباذنجان إلى جانب زراعة البطيخ”.
دعم الاقتصاد المحلي
عدم نجاح الموسم الزراعي هذا العام مشكلة واجهت جميع المزارعين في المنطقة، فندرة الأمطار وعدم هطولها في الوقت المناسب خلّف كثيراً من الخسائر للمزارعين: “يعتمد الاقتصاد المحلي على الزراعة في المنطقة، وكما شاهدنا فلم ينجح الموسم الزراعي هذا العام، وهذا بدوره يؤثر سلباً وبشكلٍ مباشر على الاقتصاد المحلي، ولتفادي الخسائر نقوم بزراعة الخضار في الأراضي كمصدر دخل، هذه العملية ناجحة في منطقة المناخ المناسب وتحتاج للكثير من المياه وهنا المشكلة”.
ويتابع خلف حديثه عن مشكلة المياه بقوله: “الخضروات تحتاج للكثير من السقاية، قمت بتحويل المياه لأرضي عبر السواقي من بئر مجاور لأرضي، ولكن هذه العملية تحتاج للكثير من المازوت، وهنا نطالب الجهات المعنية ولجنة الزراعة في المنطقة بتوفير المازوت للمزارعين لتفادي الخسائر، فنحن لا نعتمد على الكميات التي تقوم الجهات المعنية بتقديمها لنا فهي كميات لا تكفي ونضطر لشراء المازوت الحر وهذا مُكلف”.
الرعاية والمراقبة لنجاح المشروع
يستعد خلف بعد أن حوّل أرضه لسواقي وأحواض بأن يزرع كافة أنواع الخضروات الصيفية وهذا العمل يحتاج للكثير من الجهد والرعاية والمراقبة لضمان نجاح المشروع: “نراعي عدم زيادة الرطوبة في التربة لعدم تعفن الجذور والسقاية بكلِّ حذر، هذا المشروع يحتاج للعمل لمدة ثلاثة أشهر حتى نحصل على المحصول ونتائج مُرضية، الأمر مُتعب ولكنه مصدر رزق”.
يجلس “ديدار خلف” بجسده المنهك على الأرض ويرتشف القليل من المياه ويأخذ قسطاً من الراحة ليُعاود العمل من جديد، فالتوقيت أمر مهم في ضمان نجاح مشروعه الزراعي، كما وتمنى المزارع “ديدار خلف” من الجهات المعنية بالنظر لحال المزارعين وتقديم الدعم الكافي لهم لأن ذلك يعود بالنفع على المزارع والمصلحة العامة ككل.
مناطق آليان التابعة لمدينة جل آغا تُعرف بزراعتها للخضروات إلى جانب باقي المحاصيل الزراعية، ويعتمد غالبية الأهالي في المنطقة على شراء الخضروات من المشاريع الزراعية المحلية لأنها تكون طازجة وأفضل من الخضار الذي يُزرع في البيوت البلاستيكية.