قامشلو/ سلافا عثمان ـ نوّه مستشار المؤسسة العامة لإكثار البذار في إقليم شمال وشرق سوريا، إلى أن الواقع الزراعي لهذا الموسم يُصنّف بأنه “جيد إلى متوسط”، وكشف عن التوقعات بإنتاج يتراوح بين 45 إلى 50 ألف طن من البذار هذا الموسم.
ضمن خطتها السنوية لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي، تواصل المؤسسة العامة لإكثار البذار في إقليم شمال وشرق سوريا، تنفيذ برامجها الهادفة إلى توفير بذار القمح المحسّن والمعتمد للمزارعين، وبهدف دعم الخطة الزراعية لموسم 2025، بدأت المؤسسة منذ مطلع الموسم بالتعاقد مع المزارعين لزراعة حقول الإكثار، ومتابعة تنفيذ العقود ميدانياً، بالتوازي مع التحضيرات الفنية والإدارية المتعلقة بتخزين وتعقيم وغربلة البذار، وضمان جاهزية مراكز الاستلام والمعالجة.
1795 عقداً
عملت المؤسسة العامة لإكثار البذار في إقليم شمال وشرق سوريا ضمن جهودها المكثفة لتأمين البذار للمزارعين لموسم 2025، وفق الخطة الزراعية السنوية، حيث باشرت هذا العام بالتعاقد مع المزارعين لزراعة حقول إكثار القمح في مختلف مناطق الإقليم، وبلغ عدد العقود في مقاطعة الجزيرة 1035 عقداً، وفي مقاطعة الفرات 760 عقداً، ليصبح مجموع العقود في الإقليم 1795 عقداً.
وحول هذا الموضوع، أكد مستشار المؤسسة العامة لإكثار البذار في إقليم شمال وشرق سوريا “محمد معمي” لصحيفتنا: “وزعنا حتى الآن حوالي 3943 طناً من بذار القمح من أصناف القاسي والطري، وهي من المراحل الأولية المعتمدة، مثل المسجل والمعتمد، ولدينا توقعات بإنتاج يتراوح بين 45 إلى 50 ألف طن من البذار هذا الموسم”.
وتبلغ المساحة المتعاقد عليها لإنتاج البذار هذا العام نحو 127,572 دونم، مزروعة بأصناف محلية تم تطويرها من قبل مركز البحوث العلمية في هيمو، وأخرى من إنتاج مركز إيكاردا للبحوث الزراعية، ومن أبرز هذه الأصناف: روج آفا (واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، ستة، ثمانية، تسعة، عشرة)، دوما (واحد وستة)، بحوث (سبعة، تسعة، عشرة، أحد عشر)، شام (ثلاثة، خمسة، سبعة، تسعة)، جولان (اثنان)، ألتون باشا (اثنان وثلاثة)، تايغر الجزيرة (اثنان).
فيما أشار معمي إلى: “نركز هذا الموسم على إنتاج البذار من المراحل المعتمدة والمسجلة، وسعينا لزراعة 6000 دونم في مركز جودي بمنطقة ديرك، بأصناف في مرحلة الأساس، بهدف إنتاج بذار عالي النقاوة للسنوات القادمة”.
واقع الزراعة لهذا العام
أوضح معمي أن الواقع الزراعي لهذا الموسم يُصنّف بأنه “جيد إلى متوسط”، خاصةً في الأراضي المعتمدة على الطاقة الشمسية، حيث أن هذه الحقول تنمو بشكلٍ جيد، أما الحقول التي تعتمد على السقاية بالمحركات، فقد تأثرت سلباً بسبب نقص مادة المازوت، إذ لم تسقَ المزروعات سوى مرتين حتى تاريخه.
وذكر: “الزراعة وصلت الآن إلى مرحلة التسبيل، وهي من أهم المراحل، وتحتاج لسقاية فورية، لكن قلة الأمطار ونقص المازوت أثرا بشكلٍ واضح، فنحن في وضع أقل من المواسم السابقة”.
أعمال المتابعة والكشوفات
ونفذت لجان الحقلية عدة كشوفات ميدانية، أولها كان للتأكد من التزام المزارعين بالمواقع المخططة والكميات المزروعة وتاريخ الزراعة، أما الكشف الثاني فتضمن متابعة السقاية، إضافةً إلى الأسمدة الآزوتية، وتوجيه الفلاحين نحو مكافحة الأعشاب الضارة.
وتتابع المؤسسة توجيه اللجان الحقلية للتأكد من استكمال السقاية وتنقية الحقول من بقايا الشعير والأعشاب، خاصةً في الحالات التي لم تُجدِ فيها عمليات المكافحة.
باشرت المؤسسة بتجهيز العرّاءات لاستلام البذار، وتلبيسها بالأكياس النظامية، ثم ترحيلها إلى مراكز الغربلة لتعقيمها وغربلتها، إضافةً إلى تجهيز المستودعات لتخزين البذار المعقم بعد عمليات الغربلة، ونوه معمي إلى: “نقوم حالياً بصيانة مراكز الغربلة، خاصةً مركز قامشلو، وتل علو، والدرباسية، والحسكة، لتكون جاهزة لاستلام البذار فور البدء بعمليات الشراء”.
وزاد “ويبلغ المخزون المتوفر من الموسم الماضي نحو 7860 طناً من بذار القمح، منها 3162 طناً معقماً ومغربلاً جاهزاً، فيما سيتم غربلة الكميات الخام المتبقية فور الانتهاء من تجهيز المراكز”.
تجهيز مركز غربلة حديث في الحسكة
ضمن خطة تحسين جودة البذار، تعمل المؤسسة على تجهيز مركز غربلة حديث في محلج الحسكة، مخصص لمراحل البذار الأولية، ويهدف إلى الحفاظ على نقاوة البذار وإنتاج بذار عالية الجودة خالية من الأمراض، ويحتوي هذا المركز على غرابيل متطورة وغرافيت لفصل البذور التالفة والمحروقة: “من المتوقع أن يبدأ هذا المركز عمله بداية شهر حزيران القادم، وسنجري تجربة تشغيله للتأكد من كفاءته قبل بدء الغربلة الفعلية”.
واختتم مستشار المؤسسة العامة لإكثار البذار في إقليم شمال شرق سوريا “محمد معمي” حديثه: “معظم الحقول التي زرناها بحاجةٍ ماسة إلى السقاية، خصوصاً الدفعة الثالثة، نناشد هيئة الطاقة والزراعة الإسراع في تأمين مادة المازوت، حتى يتمكن المزارعون من تشغيل محركاتهم وسقاية محاصيلهم فوراً، فالنباتات الآن في طورِ السنابل وأي تأخير سيكون له تأثير كبير على الإنتاج”.