أكد، مهجرو مقاطعة عفرين والشهباء، أن عفرين ليست مجرد حجارة وأشجار، بل هوية كاملة متكاملة، والعودة إلى ديارهم ليست ممكنة دون توفر بيئة آمنة تحفظ كرامتهم وتصون حقوقهم، وطالبوا بتدخل دولي فعّال لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المستمرة في المنطقة.
عّبر مهجّرو مقاطعة عفرين والشهباء، الذين يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة في مقاطعة الطبقة، عن ألمهم العميق ومخاوفهم من العودة إلى ديارهم في ظل غياب أي ضمانات حقيقية توفر الأمن والاستقرار.
نطالب بالعودة المشرفة إلى بيوتنا
وحول الموضوع، تحدث لوكالة هاوار، المهجر، محمد المشهداني: “لقد أمضينا أعواماً في التهجير وتحمّلنا مرارات لا يمكن وصفها، خروجنا من عفرين، كان قسرياً ومؤلماً، ودافعنا عن بقائنا حتى الرمق الأخير، واليوم يريدون أن نعود، ولكن، كيف نعود، والأمور ليست على ما يرام، ونحن نرفض أن نعيش أسرى تحت سلطة من هجرونا، ويجب أن يكون هناك ضمانات للعودة
الآمنة”.
وأكد: “أي عودة يجب أن تُبنى على أسس الكرامة والعدالة، نحن لا نطالب إلا بحقوقنا، ولن نقبل بأقل منها، العودة لن تكون ممكنة إلا بضمان دولي يوفر الأمن ويحمي المدنيين، من القتل والخطف وسرقة الممتلكات، كما يجب محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحقنا، نحن نطالب بعودة مشرفة تعكس معاناتنا الطويلة”.
أما المهجر، حسني نجار، وهو أب لثلاثة أطفال، فقد شدد على أن الأمان والاستقرار، هما شرطا العودة الأساسية: “لا يمكن أن أُعيد عائلتي إلى منطقة تعاني من انتهاكات مستمرة وغياب القانون، نسمع يومياً عن عمليات السلب والقتل والإهانة، لذا نطالب بوجود جهة محايدة أو إدارة مدنية تضمن حماية السكان وحقوقهم”. واختتم، حسني نجار، حديثه بتوجيه نداء إلى الأمم المتحدة والقوى الدولية: “على الأمم المتحدة، التدخل لإعادة المهجرين إلى عفرين، لضمان
عودتهم الآمنة إلى بيوتهم، كما أنه من الواجب على القوات التركية أن تغادر المنطقة، لأن أسباب بقائها لم تعد موجودة”.
من جانبها، عبرت المهجرة، روزالين كوشان، عن أملها في العودة: “العودة إلى عفرين ليست مجرد الرجوع إلى مكان، بل إلى هوية وأرض وتاريخ، أرفض العودة إلى بيئة يسودها القمع والتهميش والانتهاكات، نحن نريد حياة كريمة نعيد فيها بناء مدينتنا، ونُعلّم أبناءنا بلغتنا وثقافتنا دون خوف”.
واختتمت، المهجرة، روزالين كوشان: إن “عفرين ليست مجرد حجارة وأشجار، بل هوية كاملة متكاملة، لذا، يجب استعادة الهوية أولاً، أولويتنا اليوم هي تحقيق الأمن والاستقرار، والحصول على الحقوق والعودة الكريمة”.
في ظل غياب الحلول السياسية، واستمرار الانتهاكات في المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا من الاحتلال التركي، يبقى صوت أهالي عفرين مرتفعاً، مطالبين العالم الوقوف إلى جانبهم لاستعادة حقوقهم المسلوبة، وأرضهم، وهويتهم، وكرامتهم.