كوباني/ سلافا أحمد – باشر مزارعو مقاطعة الفرات بزراعة البساتين بالخضروات الصيفية لتأمين احتياجاتهم منها، حيث يعتبرون ذلك نوعاً من الاكتفاء الذاتي، وسط صعوبة تأمين مياه السقي لبساتينهم.
يبدأ المزارعون بزراعة شتل الخضروات في أوائل شهر آذار في البيوت البلاستكية تمهيداً وتحضيراً لموسم زراعة البساتين بالخضروات الصيفية، وبعد زراعة الشتلات في البيوت البلاستكية، يقوم المزارعون بحراثة أراضيهم، ليتم بعدها زراعة تلك الشتل التي تم تجهيزها قُبيل شهر تقريباً أي مع بداية شهر نيسان لكل عام، والتي تشمل جميع أنواع الخضار من البندورة، والباذنجان، الفليفلة، الكوسا، الخيار، والبعض من أنواع الفواكه كالبطيخ الأحمر والأصفر، إضافةً إلى زراعة الملوخية والفاصولياء في هذا الموسم.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
ويعتمد البعض من أهالي كوباني على زراعة البساتين كقوتٍ يومي لإعالة عوائلهم، والبعض الآخر يقوم بزراعة البساتين لتأمين احتياجات منازلهم من الخضرة والمؤونة الشتوية، ونجد في كل منزل من قام بزراعة بستان خاص، حيث يعتبرونه نوعاً من أنواع تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتقول الأم “هيفاء باقي” من قرية قورى الصغيرة: “في كل عام وبهذا الوقت بالتحديد نقوم بزراعة البساتين الصيفية، لتأمين احتياجاتنا من الخضرة والمؤونة الشتوية”.
وأضافت: “باشرنا بزراعة البساتين الصيفية، وسط أزمة حقيقية تواجه المنطقة من انعدام الطاقة الكهربائية، لذا غالبية الأهالي لم يزرعوا البساتين الصيفية لهذا العام”.
وأشارت هيفاء إلى عدم توفر الكهرباء نتيجة لهجمات المحتل التركي على محطات وسد تشرين، حيث شكل ذلك أزمة حقيقية في زراعة البساتين: “كوننا نعتمد في سقي البساتين على الآبار، وإن لم توجد الكهرباء لا نستطيع سقي البستان. لذا؛ نضطر إلى استخدام مولدات الكهرباء في سقاية البساتين، وهنا تكمن المشكلة الأكبر وهي قلة توفير مادة المازوت”.
ونددت المواطنة “هيفاء باقي” في نهاية حديثها بهجمات وانتهاكات الاحتلال التركي على المنطقة، وقالت: “تركيا تحاول مراراً وتكراراً النيل من إرادتنا بكافة الوسائل، لكننا مُصرين على مواصلة نضالنا ومقامتنا حتى دحر المحتل التركي من آخر رقعة من أرضنا”.