روناهي/ برخدان جيان ـ طالب مربو الماشية في كري سبي وعين عيسى بإيجاد برنامج دعم لمواشيهم من قِبل الجهات المعنية، مبينين بأنهم يواجهون عبئاً كبيراً هذا العام لتأمين الأعلاف والمراعي مما يُنذر بعواقبٍ وخيمة قد يشهدها هذا القطاع الحيوي.
وأثرت العوامل الجوية هذا العام وقلة الهطولات المطرية على المساحات الحقلية الزراعية التي تشكّل ملاذاً لمربي الماشية لاستخدامها كمراعي، وتأمين الأعلاف في أوقات الحصاد “بشكلٍ سلبي” على الثروة الحيوانية بالعموم، خاصةً توجه مربي الماشية خلال الأعوام الماضية لزراعة مساحات واسعة من المحاصيل الشتوية سواءً بعلاً أو رياً (قمح ـ شعير) والبقوليات لاستخدامها كأعلاف لماشيتهم، الأمر الذي حافظ على ثبات أسعار المواد العلفية وتوفرها في الأسواق.
برنامج الدعم…
ويعتمد برنامج الدعم من قبل الجهات المعنية في مقاطعة الفرات على إمكانيات متواضعة للغاية تقتصر على الدعم بمادة المازوت لقطاعات محدودة كـ (الدواجن ـ مزارع الأبقار)، وكميات مقننة من مادة النخالة العلفية، ويتم تسليم مادة النخالة فقط من خلال مراكز الأعلاف الموزعة في المنطقة للمربين الواردة أسماؤهم بحسب جداول الإحصاء التي يتم تجديدها بشكلٍ دوري بحسب الكشوفات الحسية، وبموجب البطاقة الشخصية لصاحب العلاقة، فيما يتجنب أغلب المربين استلامها بسبب تكاليف النقل.
وبموجب الإحصاء يتم توزيع مخصصات الأعلاف من مادة (النخالة)على مربي الثروة الحيوانية لعدة دفعات خلال السنة وتعتمد على توفرها، وبسعر 2500 ليرة سوريّة للكيلو الواحد، فيما يفتقر قسم الثروة الحيوانية بمقاطعة الفرات للقاحات الدورية المجانية أسوةً بالمقاطعات الأخرى.
تحديات كبيرة ومناشدات للجهات المعنيّة
وعليه يواجه مربو الماشية في كري سبي وعين عيسى تحديات كبيرة هذا العام حيث قال “أحمد رشيد” أحد مربي الأغنام في عين عيسى: “تربية الماشية تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على المراعي والأعلاف وهذان المقومان غير متوفران بالمستوى المطلوب هذ العام، حيث يبقى هاجس تأمين الأعلاف لمواشينا حاضراً، وحتى القيام بزراعة مساحات من الأراضي الزراعية المروية كمراعي لتخصيصها للماشية يُشكّل عبءً كبيراً وتكاليف تضاف على تربية الأغنام”.
ويضيف: “القيام بزراعة مساحات زراعية لتأمين المراعي يضطر المربي إلى بيع عدد من رؤوس الأغنام لسداد أثمان تكاليف الزراعة، في ظل انعدام الدعم الفعال من قبل الجهات المعنية، وكذلك توفير ما يتيسر من (شعير ـ نخالة ـ تبن…وغيرها) في أوقاتها وخاصة فصل الصيف حين تتوفر”.
من جهته يأمل المربي “عبد العزيز الأحمد” بزيادة الدعم من قبل الجهات المعنية لتأمين العلف لماشيته، وعدم اقتصارها على مادة “النخالة” بكميات خجولة وغير كافية لأغنامه، ويضطر إلى شراء الشعير من الأسواق بمبلغ 300 دولار أميركي للطن الواحد، مما يزيد أعباء مربي الماشية، فيما يبلغ سعر مادة النخالة٣٠٠ دولار للطن أيضاً فيما يتراوح سعر مادة التبن من (١٧٠٠- ٢٠٠٠) ليرة سورية للكيلو غرام في السوق السوداء.
ويضطر المربي الأحمد لشراء العلف من الأسواق رغم غلائه لعدم امتلاكه أراض زراعية وعدم توفر المراعي، على عكس مربي الماشية الذين يملكون أراضٍ زراعية ويحتفظون بكميات من الشعير ويستخدمون بقايا الحصاد لرعي الماشية، ويؤكد على أنه اضطر لبيع قسم كبير من أغنامه بسبب شراء الأعلاف، ودفع أثمان اللقاحات الدورية الباهظة دون وجود دعم من قبل الجهات المعنية.