No Result
View All Result
المشاهدات 18
نوري سعيد
رغم أن السلطة الجديدة في دمشق تعتبر تركيا دولة صديقة لسوريا، ومع إن الأخيرة ما تزال مُصرّة على احتلال الشريط الحدودي مع سوريا من عفرين حتى دجلة وبعمق 20كم، ليس هذا فقط بل تريد احتلال حلب أيضاً والوصول إلى عمق الأرض السوريّة، وإقامة قواعد عسكرية دائمة في حمص وحماة، هذا يعني إنها دولة محتلة، لا كما تدّعي بإنها تقف إلى جانب الشعب السوري بالرغم من إن النظام البعثي البائد قد سقط، طبعاً هذا بخلاف القوى الأخرى المتواجدة على الساحة السورية، فأمريكا موجودة فقط لمحاربة داعش وروسيا تتواجد بشكلٍ شرعي في المياه الدافئة بموجب اتفاق رسمي مع النظام السابق لمدة ٤٥ عاماً، وحتى إيران لم تكن تطمع يوماً باحتلال الأرض السوريّة بشكلٍ مباشر، ولكن كانت علاقاتها مع النظام مذهبية لذا يمكن القول بأن سوريا لن تبلغ بر الأمان إلا بكف تركيا التدخل في شؤونها بحجة إن الإدارة الذاتية تشكّل خطراً على الأمن القومي التركي، ولنفترض بأن ذلك صحيح فهل حلب تابعة للإدارة الذاتية؟! ولماذا تريد ضم شنكال والوصول إلى الموصل وكركوك؟ إن دلَّ هذا على شيء إنها تريد إعادة أمجاد السلطنة والعثمنة فتركيا لم تكتفِ بحكم الوطن العربي ومناطق الشرق الأوسط ٤٠٠ سنة، بل تريد الآن استعادة أمجاد تلك الفترة من خلال دعم داعش والإخوان المسلمين، وإذا كان للنظام التركي باع كبير في إسقاط النظام البعثي في سوريا، فهذا لا يعني أن تجعل سوريا محمية لها وأن تقوم بفرض أجنداتها، على النظام الجديد فهي ترفض أن يمنح النظام أية امتيازات للشعوب السوريّة وبالأخص الشعب الكردي، وعدم دعوة النظام للكيانات السياسية السوريّة حضور مؤتمر الحوار الوطني والمشاركة في لجنة صياغة الدستور وتشكيل الحكومة دليل على التدخّل التركي في الشأن السوري.
لهذا فعلى السلطات الجديدة في دمشق أن تضع مصلحة سوريا فوق كافة الاعتبارات الأخرى، لأن سوريا لم تعتدي يوماً على تركيا، ولا يمكن للشعب السوري أن يقبل أن تكون تركيا وصيّة عليه، وهنا يمكن القول: تركيا دولة جارة لسوريا ونحن محكومين بالجغرافيا ونريد علاقات حُسن الجوار معها، وأن تحترم تركيا السيادة السوريّة، وإذا كانت تركيا تحتج على تعاطف الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تضم كافة شعوب المنطقة مع حزب العمال الكردستاني فلماذا تتعاطف تركيا مع أتراك الايغور في الصين، وهم بعيدون عنها آلاف الكيلومترات، بينما يفصل بين الإدارة الذاتية وحزب العمال الكردستاني حاجز أسمنتي فقط، ومع ذلك تركيا تحرض الايغور ضد الصين، طبعاً نحن لا نحرض حزب العمال الكردستاني ضد تركيا، حزب العمال الكردستاني لا يحارب الشعوب، بل يحميها من سياسة الأنظمة الاستبدادية. ومن حق الحزب أن يدافع عن حقوق شعبنا الكردي المشروعة الذي يقارب تعداده الخمسين مليون وحقوق بقية شعوب تركيا المظلومة (سريان – آشور – أرمن، لاظ ) نعم نحن متعاطفون مع حزب العمال الكردستاني؛ لأننا أشقاء، ومع بقية الشعوب الأخرى طبعاً بقلوبنا.
No Result
View All Result