قامشلو/ ملاك علي ـ في مجتمعات لا تزال تتلمس دروب التغيير، تبقى الثقافة والفن من أهم المساحات التي تعبّر فيها النساء عن ذواتهن، وتحكي من خلالها قصص الصمود والأمل والحلم، ومن هذا المنطلق يأتي مهرجان “أدب وفن المرأة” بدورته العاشرة، الذي تنظمه هيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة، ليكون حدثاً ثقافياً بارزاً يحتفي بإبداعات النساء في مختلف المجالات الأدبية والفنية واليدوية، ويمنحهن منبراً للتعبير الحر عن قضاياهن وطموحاتهن.
يستعد مهرجان “أدب وفن المرأة”، الذي ستستضيفه مدينة قامشلو، خلال أيام 17 و18 و19 من نيسان الجاري، وضع آخر اللمسات التحضيرية، والذي يُعد مساحة فنية مفتوحة تجتمع فيها النساء من مختلف الشعوب والانتماءات، تحت شعار “الفن الحر بصوت ولون المرأة”، ليقدمن إبداعاتهن بألوان الحبر والريشة والخيط والكلمة، ويُجدّدن التأكيد على أن المرأة، حين تُمنح المساحة، تصنع فناً ينبض بالحياة والمقاومة.
تحضيرات المهرجان
وفي هذا السياق أوضحت الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة وعضوة لجنة التحضير للمهرجان فريال جولي: “أن التحضيرات لهذه الدورة بدأت في الأول من تموز من العام الماضي، وكان من المقرر إقامة المهرجان في الأول والثاني من شهر آذار، إلا أن الظروف الأمنية الطارئة التي مرت بها المنطقة حالت دون ذلك، فتم تأجيله إلى نيسان”.
وأضافت: أن اللجنة التحضيرية اتخذت رسالة القائد عبد الله أوجلان الموجهة إلى نساء العالم، أساساً ورؤية ملهمة لإقامة هذه الدورة من المهرجان”.
المهرجان سيقام لثلاثة أيام، ويشمل فعاليات متنوعة في ثلاثة مجالات رئيسية: الأدب، والفن، والأعمال اليدوية، وقد تم الإعلان مسبقاً عن شروط المشاركة، وخاصة في الأقسام الأدبية التي شملت فئات المقالة، والقصة، والشعر، وباللغات الثلاث المعتمدة.
وتابعت “فريال” أن اللجان التحكيمية باشرت عملها لتقييم النتاجات الأدبية في ثلاث مراحل، تهدف إلى انتقاء أفضل المشاركات من حيث الجودة والمضمون.
وفيما يخص الفنون التشكيلية، بينت فريال أن المهرجان هذا العام واجه تحديات عدة في استلام عدد كافٍ من اللوحات بسبب الظروف، إلا أن أكثر من أربعين امرأة من مقاطعة الجزيرة قدمن أعمالاً فنية متميزة، وأتيحت الفرصة لكل مشاركة للمساهمة بلوحة واحدة أو اثنتين حسب إمكاناتها، وتم تشكيل لجنة تحكيم خاصة لتقييم هذه الأعمال على ثلاث مراحل أيضاً.
وفي جانب الأعمال اليدوية، أعلنت فريال أن أكثر من خمسين امرأة سيعرضن أعمالهن خلال أيام المهرجان الثلاثة، في أماكن مخصصة داخل حديقة آزادي، تم تنظيمها بالتنسيق مع اللجنة التحضيرية.
وأكدت: “أن الهدف من هذا الجانب من المهرجان هو دعم مواهب النساء في الحِرف والفنون اليدوية، وإبراز قدراتهن التي غالباً ما تنمو بعيداً عن الأضواء”.
منصات الإبداع النسوي تتألق بثقافات متعددة وجوائز تحفيزية
ويُقام البرنامج الفني والأدبي يومياً على منصة مخصصة لمدة ساعتين، بينما تُخصص باقي الساعات لزيارة أجنحة الأعمال اليدوية والتفاعل معها، وتحدثت “فريال” عن تنسيق مسبق مع فرق فنية تضم دبكات نسائية، وفرقة من مدينة الرقة، بالإضافة إلى فرقة مسرحية نسائية، كما ستشارك شاعرات باللغة العربية والكردية. وسيُعرض خلال المهرجان “سنفزيون” يتضمن رسائل تهنئة ومشاركة مصوّرة من نساء من مختلف أنحاء العالم، ممن تمكنت اللجنة من الوصول إليهن، وأشارت إلى وجود رسائل من جنوب كردستان، والسويداء، وروسيا، ومناطق متعددة من داخل سوريا وخارجها، وإن هناك مشاركة من مؤسسة “كزي” الخاصة بشؤون المرأة، في فيلم قصير عن النساء سيتم عرضه في اليوم الثاني من المهرجان.
وفي اليوم الثالث، فسيُعرض سنفزيون خاص يُقدم خلاله ملخص شامل عن الأعمال والنتاجات المشاركة، إضافة إلى تقييمات لجنة التحكيم، وسيتم خلال اليوم الأخير أيضاً الإعلان عن أسماء الفائزات في المجالات الأدبية والفنية، وباللغتين الكردية والعربية.
وحسب ما قالته فريال ستُمنح الجوائز للمراتب: الأولى، والثانية، والثالثة، في كل مرحلة من مراحل التقييم. وأوضحت: “أن الهدف من توزيع الجوائز لا يرتبط بالتنافس، وإنما هو وسيلة تشجيع وتحفيز للنساء للاستمرار في إبداعهن”.
ونوهت إلى أن أسماء الفائزات ستبقى سرية حتى اللحظات الأخيرة من المهرجان، حيث تعلنهن لجنة التقييم، والتي تحتفظ بها حتى نهاية اليوم الثالث.
كما بيّنت أنه قد يتم حجب بعض الجوائز في حال عدم توافر الأعمال التي تستوفي معايير الفوز، وهذا يشمل أيضاً بعض مراحل تقييم اللوحات أو الأعمال اليدوية.
واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة وعضوة لجنة التحضير للمهرجان “فريال جوالي” حديثها بالتأكيد على أن هذا المهرجان يمثل منبراً حقيقياً لصوت المرأة، ومجالاً لإبراز مواهبها، وجسراً يربط نساء المنطقة بنساء العالم