روناهي/ دير الزور ـ في مشهدٍ يُجسّد انعدام الإنسانية، وتجاهلًا صارخًا للقيم والأخلاق، أقدمت مرتزقةٌ تابعة للاحتلال التركي على تدنيس مزار الشهداء في مدينة منبج، مُخرّبين أضرحة من ضحّوا بأرواحهم لتحرير المدينة من براثن الإرهاب، في عملٍ جبانٍ أثار موجةً عارمةً من الاستنكار والغضب في نفوس أهالي منبج، ومجلس عوائل الشهداء، والمؤسسات المدنية.
الاعتداء على مزار الشهداء جريمة منافية للقيم والأخلاق
ويُشكّل هذا الاعتداء الآثم على أضرحة الشهداء، إهانةً بالغةً لتضحياتهم الجليلة، وجرحًا غائرًا في قلوب ذويهم، الذين يرون في هذه الأضرحة رمزًا خالدًا لأبنائهم، وشاهدًا على نضالهم البطوليّ، وعنوانًا لفخرهم بتاريخهم النضاليّ المُشرّف.
وفي السياق، أدانت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة دير الزور “فلك العثمان”، هذه الجريمة النكراء بأشدّ العبارات، مُؤكّدةً على أنّها “عمل لا إنسانيّ، لا يمتّ بصلةٍ إلى القيم والأخلاق، ولا يُمثّل إلاّ حقد مرتكبيه على تضحيات الشهداء، وإصرارهم على زرع الفتنة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد.”
وأكدت فلك: “تخريب أضرحة الشهداء لن يُقلّل قيمتهم وتضحياتهم، ولن يُثنينا عن مواصلة طريقهم، وتحقيق أهدافنا في بناء سوريا ديمقراطيةٍ حرّة، تسودها العدالة والمساواة، وتُكرّم فيها تضحيات الشهداء الذين بذلوا دماءهم رخيصةً في سبيلها”.
ووجّهت فلك نداءً عاجلًا إلى المنظمات الدولية والمجتمع الدوليّ، مُطالبةً بالتدخّل الفوريّ لوقف هذه الانتهاكات المُتكرّرة بحقّ أضرحة الشهداء، ومُحاسبة الجناة، وتوفير الحماية اللازمة لهذه الأضرحة، التي تُمثّل رمزاً للتضحية والفداء، وتُجسّد أسمى معاني البطولة والإيثار.
وأضافت: “شهداؤنا هم فخرنا واعتزازنا، ومهما حاولت المرتزقة تدنيس ذكراهم، سيبقون خالدين في قلوبنا، نبراسًا يُضيء دروبنا، وسنُواصل طريقهم، متمسّكين بمبادئهم، حتى تحقيق النصر، وبناء سوريا المستقبل التي استشهدوا من أجلها”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة دير الزور “فلك العثمان”، بالتأكيد، على أنّ هذه الجريمة النكراء لن تُثني عوائل الشهداء، وأهالي منبج، عن مواصلة نضالهم، وتمسّكهم بمبادئ الشهداء، حتى تحقيق العدالة، ومُحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ارتُكبت بحقّ الشعب السوريّ.