كوباني/ سلافا أحمدـ حفاظاً على الإرث التاريخي لمنازل الطين وأهميتها، وسط التطور العمراني، الذي تشهده المنطقة، يواصل أبناء كوباني إعمارها على الإرث التراثي؛ لأنهم يعدونها مرآة تعكس حضارتهم التاريخية وتراثهم وثقافتهم.
ومع التطور العمراني والتقدم الصناعي في أنحاء العالم، اعتمد غالبية سكان المنطقة على بناء البيوت الإسمنتية في بناء المنازل، فيما لايزال هنالك العديد من الأهالي في الأرياف والقرى يقطنون في بيوت طينية، ويرفضون الابتعاد عنها، وخاصة النساء.
لايزال أهالي كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا يحافظون على إرث أجدادهم، والحفاظ على ثقافتهم، وفي التطور العمراني في المنطقة، يفضل أهلها السكن في البيوت الطينية، ويواصلون بناءها وترميمها.
ميزات البيوت الطينية
وتتميز البيوت الطينية ببرودتها في فصل الصيف، ودفئها في فصل الشتاء، فالمواد التي تصنع منها البيوت الطينية طبيعية، وعازلة للحرارة.
وفي الصدد، أشارت لصحيفتنا “روناهي”، المواطنة “وحيدة حمو” من قرية “قورى الصغيرة”، وهي من النساء التي تتمسك بتراثها وإرث أجدادها، وقد عمدت إلى السكن بغرفة طينية، بالرغم من أن بيتها مُشاد على الطريقة الحديثة.
ولفتت، إلى أن البيوت الطينية لها ميزات خاصة، حيث تتميز ببرودتها في فصل الصيف، ودفئها في فصل الشتاء، إلى جانب طبيعتها ورائحتها الجميلة: “البيوت الطينية لديها مقاومة للعوامل الجوية، وتناسب طقس المنطقة، لأنها تحتفظ بالبرودة صيفاً والدفء شتاءً”.
وأكدت، بأنها تفضل العيش في منازل طينية، حيث تعدها رمزا لحضارتهم وتراثهم.
طريقة بناء البيوت الطينية
وسلطت وحيدة الضوء على طريقة بناء المنزل الطيني: “تبدأ مرحلة صناعة الطوب بخلط الماء والتراب والقش لتتشكل عجينة طينية، تسكب في القالب الخشبي وتترك عدة أيام تحت أشعة الشمس حتى تجف وتصبح قابلة للاستخدام والبناء، مضيفةً، كما يستخدم البعض الحجارة في بناء المنازل الطينية”.
وبينت، بأنهم في الماضي كان يستخدمون البيوت الطينية في العديد من الأمور والاحتياجات: “كنا نستخدم في الزمن الماضي القبب الطينية لحفظ الشعير والقمح والتبن، حيث كانت تساعد على حفظها لسنوات عديدة، إضافة إلى استخدمها لإيواء المواشي، لأنها باردة صيفاً، ودافئة شتاءً، كما كنا نستخدم الغرف الطينية لحفظ المونة الشتوية، إضافة لاستخدامها مدخنة لتحضير الطعام على النار”.
وشددت المواطنة “وحيدة حمو” في ختام حديثها، ضرورة الحفاظ على التراث من الاندثار.