روناهي / تل حميس – تُعتبر صعوبة النقل بين القرى في ريف مدينة تل حميس من أبرز التحديات اليومية التي يواجهها السكان، خاصةً العاملين في قطاع التربية والتعليم، كما نوه أحد معلمي الريف الجنوبي لمدينة تل حميس إلى أن تحسين البنية التحتية لوسائل النقل وتعزيز الأمن في الطرقات هو خطوة أساسية نحو التنمية المستدامة وتحقيق التقدم في المنطقة.
يواجه العامل في الريف عبئاً إضافياً مقارنةً بزميله في المدينة، حيث تنعدم الخيارات البديلة كالحافلات أو سيارات الأجرة الجماعية التي تعد متوفرة بشكلٍ كبير في المدن، فهذه الخيارات تجعل من التنقل في المدن أمراً سهلاً وميسوراً، بينما يظل التنقل في الريف معضلة قائمة تستهلك وقتاً وجهداً ومالاً، كما هو الحال للعاملين في الريف الجنوبي بمدينة تل حميس.
المواصلات معاناة لا تنتهي
ولمعرفة المزيد عن صعوبة هذه المواصلات في ريف تل حميس التقت صحيفتنا “روناهي” بأحد معلمي الريف الجنوبي لمدينة تل حميس “جهاد محمد المطر” من سكان قرية “الجيسي” والذي بيّن لنا جزء من معاناته اليومية لعدم توفر طرق معبدة، حيث تبعد مدرسته في قرية “الفسطاط” حوالي 30 كيلومتر فيتم نقله في مواصلات جماعية قال: “نحن جميع المعلمين في ريف تل حميس الجنوبي نعاني بشكلٍ يومي من صعوبة في المواصلات، حالنا كحال جميع أهالي قرى تل حميس”.
وتابع المطر: “ما يزيد المشكلة صعوبةً هو فصل الشتاء حيث الأمطار الغزيرة والطرق الموحِلة التي تحول بيننا وبين الانتظام في أوقات الدوام فلا نستطيع الخروج من منازلنا، فلم تقتصر المشكلة على العاملين وحدهم بل تعدت إلى السكان العاديين، فعدم وجود طرق معبدة للكثير من قراهم زاد من معاناتهم في تأمين احتياجاتهم اليومية ونقل مرضاهم وخصوصاً في فصل الشتاء، إما بالنسبة لفصل الصيف حيث الغبار الكثير نتيجة الطرق الترابية والذي يسبب بالكثير من الحوادث لركوبهم الدراجات النارية”.
وأضاف: “لقد حاولت مؤسسة التربية بوضع حلول لعلاج المشكلة من خلال تنظيم عملية نقل جماعي للمعلمين باستخدام سيارات مخصصة لنقلهم من وإلى المدارس المنتشرة في القرى المختلفة”.
العقبات التي تواجه العاملين في الريف
ومع ذلك فإن هذه العملية تواجه العديد من العقبات لعل أبرزها هو صعوبة تجميع المعلمين في نقطة واحدة للانطلاق، فأفادنا المطر: “بسبب الطبيعة الجغرافية للقرى الريفية، التي تتسم بالمسافات المتباعدة والطرق غير المعبدة، يجد المعلمون أنفسهم مضطرين إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى نقاط التجمع، مما يُسبب تأخيراً وإرهاقاً يومياً، كما أن التباين في أماكن إقامة المعلمين يزيد من تعقيد عملية النقل الجماعي، حيث يتطلب ذلك تنسيقاً دقيقاً لضمان وصول المركبات إلى جميع القرى في الوقت المناسب، إضافةً إلى ذلك، فإن سوء حالة الطرق في بعض المناطق يزيد من صعوبة التنقل، خاصةً في فصل الشتاء، عندما تصبح الطرق موحلة وغير صالحة للاستخدام، هذا الأمر لا يؤثر فقط على المعلمين، بل ينعكس أيضاً على انتظام العملية التعليمية، حيث قد يتسبب التأخير أو عدم انتظام النقل في عرقلة سير اليوم الدراسي”.
فتتجلى معاناة النقل بين العاملين أيضاً في القطاعات المختلفة في الريف، كما نوه إليها المطر “ففي ظل غياب وسائل النقل العامة، يصبح امتلاك وسيلة نقل خاصة امراً ضرورياً وليس مجرد رفاهية، فيجد العاملون أنفسهم مضطرين لإنفاق جزء كبير من دخلهم على شراء وصيانة السيارات الخاصة أو استئجار مركبات نقل فردية مكلفة للوصول إلى أماكن عملهم، سواءً كانت في القرى المجاورة أو في المدن القريبة”.
الحلول التي تساعد في التخفيف من مشكلة المواصلات
لمواجهة تحديات النقل في ريف تل حميس، يمكن تبني مجموعة من الحلول التي تساعد على تحسين الوضع الحالي، نظراً لما يتعرض له السكان والعاملين في جميع القطاعات والحلول هي “زيادة عدد المركبات المخصصة للنقل الجماعي، حيث يمكن لمؤسسة التربية توفير عدد أكبر من السيارات المخصصة لنقل المعلمين، مع وضع خطط لجمعهم من نقاط أقرب إلى أماكن إقامتهم لتقليل الجهد والوقت اللازمين للوصول إلى المدارس، كما يجب تحسين البنية التحتية للطرق من خلال تعبيد الطرق بين القرى ليُحدِث فرقاً كبيراً في تسهيل عملية التنقل، خاصةً في الفصول الممطرة التي تجعل الطرق غير صالحة للاستخدام.
ففي الختام بيّن المعلم “جهاد محمد المطر” صعوبات المواصلات بين مدينة تل حميس وريفها بأنها تحدياً كبيراً يستدعي الانتباه والمعالجة “إن تحسين البنية التحتية لوسائل النقل وتعزيز الأمن في الطرقات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي مباشر على حياة الأفراد والمجتمعات المحلية، لذا فأن معالجة هذه القضايا ليست مجرد ضرورة لراحة المواطنين بل هي أيضاً خطوة أساسية نحو التنمية المستدامة وتحقيق التقدم في المنطقة”.