قامشلو/ دلير حسن ـ منذ الآن تستعد بعض المدارس الكروية في مدينة قامشلو للبدء بموسمها الصيفي، والذي سوف يمتد لنهاية عطلة المدارس الصيفية، وتكمن أهمية هذه المدارس ببناء لاعبين كرة قدم تستفيد منهم الفرق والأندية الرياضية مستقبلاً، ولكن بات عددها يزيد بشكلٍ ملحوظ فهل هي ظاهرة سلبية أم إيجابية؟
وترفد العديد من المدارس اللاعبين في لعبة كرة القدم للفرق والأندية الرياضية إن كانت تلك التي تشارك في بطولات مقاطعة الجزيرة أو سوريا ككل، وهذا أمر إيجابي ويصب في خانة تطور اللعبة والحفاظ على استمرارها، ولكن هذه المدارس هل جميعها تفتح أبوابها لخدمة اللعبة والمنطقة؟ أم هي كما يقول عنها البعض مشروع تجاري بحت؟ حيث معظم هذه المدارس تتقاضى اشتراكات شهرية وفي العام الماضي كان يصل كل اشتراك إلى مبلغ 100 ألف ل.س، وهذا المبلغ اعتبره الكثيرون كبيراً ولا يمكن لمن هم أصحاب الدخل المحدود دفعه، وبذلك يحرم الكثيرون من ممارسة هذه اللعبة ذات الشعبية الأولى في العالم والمنطقة، بالرغم بأن العديد من هذه المدارس تراعي ظروف بعض العوائل الفقيرة وهي مجاناً لأبناء الشهداء.
وكانت قبل أعوام تتواجد عدة مدارس فقط لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ولكن في العام الماضي شهدنا تزايداً كبيراً في عددها، ولكن القضية الأكبر تكمن في العديد من النقاط الهامة لهذه المدارس؟
1ـ هل المبلغ المطلوب ملائم للأوضاع المعيشية للمواطنين بشكلٍ عام؟
2ـ هل الكادر الفني والإداري بالفعل مؤهل لاستلام مهام إدارة وتدريب هذه الأجيال المستقبلية؟
3ـ ليست كل المدارس كوادرها غير مؤهلين فهناك مُدربين أكفاء ولهم باع طويل في تدريب فئة القواعد الكروية، والاعتماد عليهم يزيد من فرصة نجاح المدرسة بعملها ورفد لاعبين قادرين أن يكونوا مستقبلاً مشرقاً لكرة القدم في المنطقة.
4ـ أغلب المدارس تنفي المزاعم التي تتهمها أنها تبحث عن الربح المادي لإخذها اشتراك من أهالي المتدربين، وتقول هي أسعار رمزية كي تسد المصاريف لحجوزات الملاعب وأجور المدربين والإداريين.
5ـ لماذا لا يتم توزيع ساعات اللعب لهذه المدارس مقابل أجور رمزية جداً على أرضية الملاعب التابعة للمجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة؟
6ـ لماذا يكون ملعبا الصداقة النرويجي أحدهما ضمن إستاد شهداء 12 آذار والآخر بجانب الصالة الرياضية بالمجان، وذلك بحسب الاتفاق الذي كان متفقاً عليه بين هيئة الشباب والرياضة والجهات التي دعمت مشروع بناء هذين الملعبين، ويتم أخذ أجور مقابل كل ساعة من الأكاديميات والمدارس الكروية للأطفال!
7ـ لماذا لا تكون هناك مدارس مجانية خاصة بالمجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة؟ أسوةً بأكاديمية الشهيد هيثم كجو التي افتُتحت بالعام الماضي، واحتضنت مئات الأطفال ومن كلا الجنسين، والإقبال كان كبيراً بسبب عدم وجود رسم اشتراك.
8ـ الأطفال في الملاعب أفضل من المكوث في الشوارع وتعلمهم للعبة كرة القدم أفضل من تعلم أشياء أخرى في الشوارع، ولكن هذا الأمر يصطدم مع الاشتراك المطلوب من قبل إدارات المدارس والتي تحرم الكثيرين من الانتساب إليها بسبب عدم قدرت أهاليهم لدفعها.
9ـ اختلاف الكثير من إدارات ومدربين المدارس على انتماء اللاعبين لها بعد أن تتنامى موهبتهم ويصبحون مع أندية أخرى في إقليم شمال وشرق سوريا أو الأندية التي تشارك في الدوري السوري، أو يصبح منهم لاعباً في المنتخب السوري لمختلف الفئات، ولقطع الشك باليقين، يتطلب أن يتم انتساب اللاعبين اعتباراً من هذا العام للمدارس وفق بطاقات وبيانات تثبت في أرشيف المعنيين بلعبة كرة القدم ضمن المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة، مثله مثل لاعبي الأندية الذين يتمتعون ببطاقة رسمية من أنديتهم مصدقة من المجلس الرياضي، علماً طالب المجلس سابقاً بتنظيم لوائح وانتساب اللاعبين للمدارس، ولكن هذا القرار مازال مجرد حبر على ورق، فضلاً أن المجلس الرياضي طالب المدارس كافة التي قدمت الترخيص لديه بالاجتماع يوم الخميس القادم بمقره بمدينة قامشلو الساعة 11 صباحاً، وهنا يتطلب الوقوف بجدية بقضية انتساب اللاعبين.
10ـ تنظيم بطولة لهذه المدارس في مدينة قامشلو، بشرط أن يُطبق ما تحدثنا عنه آنفاً وهو تنسيب اللاعبين للمدارس، وفقاً لبطاقات مُصدقة من المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة، حيث نظمت بطولات سابقاً، ولكن ظهرت تجاوزات عديدة فيها وأهمها كانت بإشراك لاعبين من خارج المدرسة، وذلك بسبب عدم وجود أي بيانات رسمية تحصر من هم المنتسبين لهذه المدرسة، بالإضافة لإشراك لاعبين بأعمار مزوّرة وهي ظاهرة منتشرة كثيراً في بطولات الفئات العمرية وهي دلالة على وجود مدربين وإداريين يضعون الألقاب فوق الأخلاق.
11ـ في حال إثبات حالات تزوير من قبل أي مدرسة يتطلب معاقبة المدرب والإداري لمدة عام وحرمانه من العمل في أي مدرسة كروية بالمقاطعة، وسحب الترخيص من المدرسة لعام كامل أيضاً، وذلك لسد الطريق أمام تكرار هذه التجاوزات وعمليات التزوير مستقبلاً وحتى يتطلب أن يطبق العقوبات نفسها في بطولات الفئات العمرية ببطولات مقاطعة الجزيرة للفرق والأندية.
إن المدارس الكروية كما ذكرنا هناك اختلاف في الرأي بخصوص عملها في المنطقة، ولكن إجمالاً انتساب الأطفال لتعليم كرة القدم أفضل من المكوث في الشوارع، وقضية رسوم الاشتراكات التي تشكّل عائق أمام الكثير من الأطفال من الممكن أن تُحل في حال عودة أكاديمية الشهيد هيثم كجو للبدء من جديد كما العام الماضي، حيث انتسب مئات الأطفال لها كونها كانت مجانية، وتم افتتاحها من قبل المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة.