روناهي/ قامشلو ـ بعد طولِ انتظار أخيراً برعاية المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة؛ تم افتتاح مركز تدريبي للعبة التايكواندو وآخر للعبة كرة الطاولة، وتأتي الخطوة بعد سنوات من الوعود والانتظار.
وتلعب المراكز التدريبية دوراً هاماً في رفدِ النجوم والمواهب وصقلها في الوقت نفسه، وخاصةً إنها تستوعب الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، وظهرت تجربة المراكز التدريبية رسمياً في عام 2017م، وانتهت بعد عام وكانت عبر مشروع “صدى” بإشراف من جمعية سوريا الأمل بالتنسيق مع المجلس الرياضي وقتها.
وتم تخصيص الصالات والملاعب بإستاد شهداء الثاني عشر من آذار من بقامشلو واحتضنت لمدة عام كامل الفئات العمرية للعديد من الألعاب الرياضية مثل: كرة القدم ـ الطائرة ـ السلة ـ الكاراتيه ـ الشطرنج ـ الطاولة، وكانت لكلا الجنسين، علماً كان الختام للمشروع بتنظيم أولمبياد رياضية، وكانت هي الأولى من نوعها في مدينة قامشلو.
خطوة في الطريق الصحيح
وبعد تجربة ناجحة إلى حدٍ ما لجمعية سوريا الأمل في قامشلو بالتنسيق مع المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة عبر مشروع “صدى”، وبعدها كنا بحاجة لتكرار التجربة للحفاظ على الاستمرارية، وحاول المجلس الرياضي أن يتولى الخطوة من قبله بفتح عدة مراكز تدريبية، ولكنها لم تتعدَ الخطوة أكثر من الإعلان عنها عبر شبكات التواصل الافتراضي، بينما على الأرض لم نشهد مراكز يتم دعمها بكل ما يُتطلب، لا وبل منها فقد تم الإعلان عنها، ولم نراها! مثل مركز تدريب التايكواندو في قامشلو في العام 2021، فقد أعلن المجلس الرياضي عن نيته لفتح مركز لتعليم رياضة التايكواندو القتالية، ولكن وقتها لم يحصل ذلك؟ ولم يصدر أي توضيح لماذا الخطوة لم تتم.
والآن أخيراً ومع دخولنا في العام 2025، تقرر البدء بفتح هذا المركز مجدداً، بعد فشل المحاولة السابقة، وسيكون هذا المركز بإشراف من المدربة “مالا رمضان”، كما افتتح مركز تدريبي للعبة كرة الطاولة وسيكون تحت إشراف المدربة “آلاء وحيد”.
المدربة “مالا رمضان” هي شابة في مُقتبل العمر ومثلها المدربة “آلاء وحيد”، وتسخير طاقتهما منذ الآن بمجال التدريب هو خطوة رائدة وبمكانها، لأنه يتطلب زج الفئة الشابة بعالم التدريب كون الكثير من الخبرات الرياضية خسرتها رياضة المقاطعة، فمنهم من هاجروا خارج البلاد، ومنهم رحلوا عن عالمنا، وفي المحصلة فتح المركزين للعبة التايكواندو وكرة الطاولة خطوة مهمة جداً، ويتطلب دعم هذه الخطوة من خلال رفد هذين المركزين بالأدوات والمستلزمات المطلوبة، كونهما يعتبران قاعدة أساسية سيُستند عليهما مستقبلاً من خلال المتدربات والمتدربين الذين سينضمون لهذين المركزين.
ومن المقرر وبعد أن انتهينا من عطلة عيد “الفطر” السعيد البدء وبدون توقف بنشاط المركزين، علماً كانت قد أُقيمت حصة تدريبية واحدة لمركز لعبة كرة الطاولة أثناء شهر “رمضان” المبارك، وبحسب المدربة آلاء وحيد بأن التدريبات سوف تبدأ بعد نهاية عطلة عيد الفطر السعيد، فضلاً أن أكثر من عشر لاعبات حضرنَ الحصة التدريبة الأولى للعبة كرة الطاولة، وهو عدد مُبشر، والذي بكل تأكيد سوف يزيد مع الأيام.
وتندثر الكثير من المواهب في الفئات العمرية بسبب غياب المراكز التدريبية بالمنطقة، وكون وجود المراكز الخاصة هي مقابل اشتراك مالي، والكثير من الأهالي غير قادرين على دفع هذه الاشتراكات، فقيام فتح بعض الأندية بمقاطعة الجزيرة بالمجان مدارس كروية، ومنها لكرة السلة، هو خطوة جيدة، ولكن تبقى بعض الألعاب مهمشة وخاصةً الفردية منها، حيث ينعكس ذلك سلباً على الحالة الرياضية بشكلٍ عام.
وكانت تصل لصحيفتنا “روناهي” الكثير من المطالب بفتح مراكز تدريبية وخاصةً في القسم الغربي من مدينة قامشلو، ولمختلف الألعاب، وركزنا على هذه القضية منذ سنوات، ولكن حتى الآن لعبة كرة القدم كانت الأوفر حظاً بخصوص المراكز التدريبية، وقد تعدُّ خطوة فتح مركز للعبة التايكواندو وآخر للعبة كرة الطاولة بداية جيدة، وفال خير لباقي الألعاب في المستقبل القريب.
ويُتطلب من المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة تبنّي فكرة المراكز التدريبية بشكلٍ جدي وخاصةً أنه بعد عدة أشهر سينتهي الموسم الدراسي، وهي فترة مناسبة لفتح مراكز أخرى على أن تكون جاهزة ومكيّفة، وليست كما كانت أثناء تدريبات مشروع “صدى” بالعام 2017، فصيفاً كان اللاعبين يتعرضون للشِواء، وهذا الأمر يُشكّل خطراً على صحة الأعمار الصغيرة، لذلك يجب الانتباه لهذه النقطة، بالإضافة للعمل على نقل التجربة لكافة المدن، وأن لا تنحصر بمدينة قامشلو فقط.