الدرباسية/ نيرودا كرد – أشارت الرئيسة المشتركة للمجلس العام في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، هيفين سليمان، إلى أن الاتفاق مع السلطة في دمشق جاء بعد سلسلة من التطورات على الساحة الداخلية، والإقليمية، والدولية، ولفتت إلى أن الاتفاق جاء لتعزير العيش المشترك والحفاظ على السلم الأهلي، وأن احترام خصوصية الحيين الكرديين كان يلزم اتفاقاً للحفاظ عليه.
وقد وقع المجلس العام لحيي الأشرفية والشيخ مقصود، التابع للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، يوم الثلاثاء الأول من نيسان 2025، اتفاقا مع سلطات دمشق، يحدد مستقبل الحيين الكرديين الواقعين في مدينة حلب، بعد مفاوضات بين الطرفين. ويهدف الاتفاق إلى تعزيز العيش المشترك، والحفاظ على السلم الأهلي، مع التأكيد على احترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية لسكان الحيين، وجلهم من الشعب الكردي.
وفيما يلي نص الاتفاق:
انطلاقاً من الحرص على تعزيز العيش المشترك، والحفاظ على السلم الأهلي، وتحقيق أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة، وانطلاقاً من الإيمان بأن التوافق بين مختلف الشعوب والمكونات السورية، هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الراهنة، فقد تم الاتفاق على ما يلي:
أولاً: يعدُّ حيَّا الشيخ مقصود والأشرفية، وهما من الغالبية الكردية، حيين من أحياء مدينة حلب، ويتبعان لها إدارياً، وإن حماية واحترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية لقاطني هذين الحيين أمراً ضرورياً لتعزيز التعايش السلمي.
ثانياً: تسري أحكام هذه الاتفاقية المرحلية إلى حين توافق اللجان المركزية المشتركة على حل مستدام.
ثالثاً: تتحمل وزارة الداخلية بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، مسؤولية حماية سكان الحيين، ومنع أي اعتداءات أو تعرض لهم.
رابعاً: حفاظاً على السلم الأهلي وسلامة المدنيين، تمنع المظاهر المسلحة في الحيين، ويكون السلاح حكراً على قوات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية في الحيين.
خامساً: تزال السواتر الترابية من الطرق العامة، مع الإبقاء على الحواجز الرئيسية تحت إشراف الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية، إلى حين استتباب الأمن والاستقرار في الحيين.
سادساً: تنسحب القوات العسكرية، بأسلحتها، من الحيين إلى منطقة شرق الفرات.
سابعاً: ينظم مركزان للأمن الداخلي في حي الأشرفية وحي الشيخ مقصود.
ثامناً: تكفل حرية التنقل لسكان الحيين، وتمنع ملاحقة أي شخص كان ملاحقاً قبل الاتفاق، ولم تكن يده قد تلطخت بدماء السوريين.
تاسعاً: تشكل لجنة تنسيقية لتسهيل الحركة والتنقل بين مدينة حلب ومناطق شمال وشرق سوريا.
عاشراً: تشكل لجان في الحيين لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع.
أحد عشر: تعمل المؤسسات المدنية في الحيين بالتنسيق مع المؤسسات المدينة، وتقدم الخدمات لهما دون تمييز عن بقية أحياء حلب، من خلال فرعي البلدية الموجودين في الحيين.
اثنا عشر: تبييض السجون من الطرفين في محافظة حلب، وتبادل جميع الأسرى الذين تم أسرهم بعد التحرير.
ثلاثة عشر: يمنح الحيان حق التمثيل الكامل والعادل في مجلس محافظة حلب، وكذلك في غرف التجارة والصناعة وسائر المجالات، وفقاً للقوانين الناظمة.
أربعة عشر: المحافظة على المؤسسات الخدمية، والإدارية، والتعليمية، والبلديات، والمجالس المحلية القائمة في الحيين، إلى حين توافق اللجان المركزية المشتركة على حلٍ مستدام.
الحفاظ على السلم الأهلي
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الرئيسة المشتركة للمجلس العام في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، هيفين سليمان: “نتيجة الأحداث السياسية المتسارعة على الساحة السورية، وساحة الشرق الأوسط، واختلاف موازين القوى السياسية للأطراف المتصارعة، جاءت هذه الخطوة في سياق نداء القائد عبد الله أوجلان، حول السلام والمجتمع الديمقراطي، وذلك بعد أن أقدم القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على الخطوة الأولى، عندما وقع اتفاقاً في العاشر من آذار الماضي، مع رئيس سلطة دمشق، أحمد الشرع، وقد جاء الاتفاق الأخير بيننا وبين حكومة دمشق على أساس بنود ذاك الاتفاق، بعد حوارات ونقاشات مكثفة مع وفد سلطات دمشق، والتي أفضت إلى توقيع بنود هذا الاتفاق الذي تم الإعلان عنه”.
وتابعت: “لقد حافظت هذه الاتفاقية على حقوق الشعب الكردي في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، من خلال الحفاظ على الحالة الأمنية والإدارية والثقافية، على ما هي عليه منذ أكثر من عقد، وكذلك ساهم في الحفاظ على السلم الأهلي، فيما يخص الحيين والمناطق الأخرى من مدينة حلب، ضف إلى ذلك مساهمة هذه الاتفاقية في سد الثغرات والوقوف في وجه النعرات الطائفية، التي تهدد السلم الأهلي في حلب بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام، حيث تم قطع الطريق أمام تكرار مشاهد المجازر، التي وقعت في منطقة الساحل السوري”.
وأضافت: “نظرا لأن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، يتبعان لمدينة حلب، بالإضافة إلى المكانية الاستراتيجية من الناحية الاقتصادية والتجارية لحلب، على اعتبارها العاصمة الصناعية لسوريا، ركز هذا الاتفاق في أحد بنوده على دعم المسائل الخدمية والاقتصادية في الحيين، بناء على كل ما سبق، سيكون هناك تنسيق لإيجاد آلية لتطبيق بنود الاتفاقية بالشكل المطلوب، عبر تشكيل لجان مختصة من الطرفين، للوقوف على تطبيق بنود هذا الاتفاق، لا سيما فيما يتعلق بالنواحي الخدمية والإنسانية، بحيث يتم دعم الحيين، بالإضافة إلى دعم الأحياء الأخرى لمدينة حلب”.
حماية حقوق أهالي الحيين
وبينت: “من جهة أخرى، سيكون هناك انفتاح في المجال الاقتصادي والتجاري، بين هذين الحيين وأحياء حلب الأخرى، وذلك من خلال التنسيق مع غرفتي التجارة والصناعة في حلب، وذلك لفتح المجال أمام أبناء الحيين لممارسة أعمالهم التجارية والصناعية، من خلال دعم المهن والحرف الموجودة في هذين الحيين”.
وأشارت: “بنود الاتفاقية تؤكد على حماية حقوق أبناء الأشرفية والشيخ مقصود، وإن المسؤولية الأمنية في الحيين تقع على عاتق قوى الأمن الداخلي “الأساييش”، بتنسيق مباشر مع وزارة الداخلية السورية، وهذا ما يساهم في تعزيز الثقة بين الطرفين الموقعين على هذا الاتفاق، وفي الأيام القليلة المقبلة سنشهد تنفيذا لبنود هذا الاتفاق على أرض الواقع، وذلك من خلال تسهيل الحركة والمرور إلى مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وعدم التعرض لأي شخص، تحت أي حجة كانت، أي أن حماية الحيين وخصوصيتهما، كانا من أوائل البنود التي تم الاتفاق عليها، وهذا ما فتح الباب أمامنا للانتقال لمناقشة البنود الأخرى لتطبيقها بأقرب فرصة ممكنة”.
ولفتت: “سيتم التنسيق بين الطرفين من خلال اللجان المشتركة، للإشراف على آلية سير العمل ودعم المؤسسات الخدمية والمدنية في الحيين، من خلال تخصيص ميزانية مالية ثابتة للمؤسسات الخدمية فيها، وذلك أسوة بالموازنة المالية التي يتم تخصيصها لباقي أحياء مدينة حلب”.
الرئيسة المشتركة للمجلس العام لحيي الأشرفية والشيخ مقصود، هيفين سليمان، أنهت حديثها: “نرى أن هذه الاتفاقية تاريخية، لا سيما وأن الاتفاق تم من خلال الرئاسة المشتركة للمجلس العام للحيين، لأنها المرة الأولى في تاريخ سوريا التي يتم فيها الاتفاق بين طرفين على أساس رئاسة مشتركة، حيث وقعت المرأة على هذا الاتفاق إلى جانب الرجل، الأمر الذي لم يحصل في تاريخ سوريا”.