رامان آزاد
خلافاً لروح العيد التي تفترض أجواء من التسامح والمودة، كان عيد السوريين مصبوغاً بلون الدم، الذي نغّص أول أعيادهم بعد رحيل النظام، في وقتٍ ما زالوا يعيشون حالةَ الصدمةِ لهول الجرائم والمجازر المروّعة في مناطق الساحل بدوافع طائفيّة، والتي لم يُعرف تحديداً عدد ضحاياها، ليتم تأكيد حجم التحديات الأمنيّة التي تعرقلُ الوصول إلى حالةِ الأمنِ والاستقرار. وما كانت حوادث العيد لتقع لو اُتخذت إجراءاتٌ رادعةٌ بعد مجازر الساحل.
صبيحة عيد دمويّ
صبيحة أول يوم بالعيد، قتل ستة مواطنين بينهم مختار قرية حرف بنمرة بريف بانياس، وأصيب عدد آخر في هجومٍ دمويّ مروّع نفذته مجموعة مسلحة، ووفقاً لمصادر أهليّة، انطلق المسلحون من قاعدة الديسنة، المعسكر السابق لقوات النظام بريف بانياس، والذي تتمركز فيه قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخليّة. وأفادت مصادر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان بأنّ المهاجمين رددوا شعارات طائفيّة وهددوا قبل تنفيذ الجريمة.
وذكرت تقارير وإفادات شهود العيان ومعلومات متقاطعة بأنّ مسلحين اثنين دخلا صباح الاثنين قرية حرف بنمرة من نقطة “الديسنة” الأمنيّة، عند الساعة 11:00 وطرقا باب أول منزل لصاحبه سومر إبراهيم، الذي استضافهما بعد طلبهما ماء للشرب. واستفسر المسلحان عن المختار جودت فارس، الذي اُستدعي عبر الهاتف، وقبيل مغادرتهما أطلقا النار على الجميع، ما أدى لمقتل المختار وابنه نجدت، وأربعة أشخاص آخرين بينهم الطفل إبراهيم وعمره 12 سنة.
بعد المجزرة شهدت قرى حرف بنمرة، ودير البشل، وبلغونس، والتلة بريف بانياس، حركة نزوح للأهالي نحو الجبال ومناطق آمنة، ورافق حركة النزوح حالة من الخوف والهلع بين المدنيين من ارتكاب مجزرة جديدة بحقهم، ونقص وشح في الغذاء والماء والدواء، وسط مناشدات لإنقاذ المدنيين وتأمين المنطقة من تهديد المسلحين.
وانتشرت صور الضحايا، وخاصة صورة الطفل إبراهيم، الذي ظهر مسجى على الأرض، وسرواله مربوط بحبل قماشيّ، في مشهد يعكس حالة الفقر المدقع، التي يعيشها أهالي القرية، الأمر الذي أثار صدمة واسعة في أوساط السوريين.
وجاءت جريمة قرية “حرف بنمرة” بعد جريمة أخرى مشابهة الأحد يوم وقفة العيد، باقتحام رجل مسلحٍ مرافقا ابنه منزل المواطن بشار طلال إبراهيم في حي كرم الزيتون بمدينة حمص شارع 24، مقابل سنتر كافيه، وارتكبوا مجزرة بدم بارد بحق عائلة علويّة وأصدقاء الأب الذي صدف وجودهم في زيارة له. وأشارت وسائل إعلام محليّة في حمص إلى احتمال تورط متطوع بالأمن العام معروف بسلوكياته الاستفزازيّة في الجريمة. والضحايا هم: الأم علا وأولادها: أحمد بشار إبراهيم، وشقيقه هيثم، وشقيقته غزل، إضافة إلى شخصين من زوار العائلة، وهم من الطائفة السنيّة، من عائلة بكار، فيما أسعف الأب بشار إبراهيم للمشفى وحالته حرجة. شهدت بلدة حفير الفوقا حادثة بريف دمشق مروعة الساعة الثالثة فجر الإثنين 31/4/2025، فقد توقف مسلحان قدما على دراجة ناريّة أمام محل حلاقة في منطقة باب القنان وأطلقا النار عشوائيّاً على أكثر من عشرة شبان داخل المحل، ما أسفر عن مقتل شاب وإصابة أكثر من ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
إعدامات ميدانيّة وجرائم قتل طائفيّة
قتل مواطن من أهالي قرية أم السرج شرق حمص أثناء ذهابه إلى عمله صباح اليوم الجمعة 4/4/2025 قرب مفرق قرية دنحة بعد أن اعترض طريقه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة “جيب” فضية اللون بعد أن حاولوا اختطافه، وعند فراره أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا.
عثر يوم الجمعة على جثامين شهداء عائلة آل منصور في مشفى الوعر في حمص، بعد يوم من اعتقالهم من منزلهم في حي السبيل بمدينة حمص من عناصر الأمن العام، والضحايا هم: سعيد محمد منصور، وشقيقه إبراهيم سعيد، وولداه إبراهيم وكاظم، والطفل حسن دانيال منصور.
وتداولت مواقع محلية مقتل هاني محفوظ/ شمعون، (55 سنة)، وشمعون محفوظ/ أبو رامز (65 سنة)، برصاص عناصر الأمن العام في قرية حريصون، بريف بانياس، بعد ظهر الجمعة.
الخميس 3/4/2025، قُتل شاب جراء تعرضه لطلقات نارية على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارة “سنتافيه” فضية اللون في قرية غور العاصي بريف حماة.
وعُثر على شخص مقتولًا بطلق ناريّ بالرأس داخل حارة السويداء بمنطقة برزة في العاصمة دمشق، وسط غموض يلف تفاصيل الجريمة وهوية مرتكبيها.
قتل فجر الأربعاء 2/4/2025، ثالث أيام العيد المواطن نوار حسن الزين في قريته الكاظمية قرب الحازمية بريف حمص الشمالي. واقتيد المواطن نوار الزين من منزله، وقتل ذبحاً وأطلق الرصاص على جثمانه. نوار سبق أن اعتقل وأفرج عنه بعد دفع فدية قدرها 21 مليون ل.س، وسيارة.
كما عثر على جثمان الشاب دانيال عمار السالم، (19 سنة) من أهالي قرية النوية، بعد يومٍ من اختطافه من مسلحين أثناء توجهه من ناحية خربة التين باتجاه مدينة حمص للبحث عن عمل.
وقُتل شاب وطفل على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارة “سنتافيه” فضية، وذلك أثناء توجههما من قريتهما قبة الكردي إلى تل الدرة بريف سلمية في ريف حماة.
قُتل مواطن من مدينة جاسم “محتجز لدى المخفر” على يد شقيقه بعد هجومه على مخفر المدينة، وذلك عقب اعتقال شقيقه بسبب مشاجرة.
عثر الأهالي قرب تلة الخضر في منطقة صافيتا بريف طرطوس، على جثتي الشابين “يوسف عيسى”، وصهره “محمد ورد” من قرية قميدة بمنطقة الدريكيش، بريف طرطوس، وقد تعرضا لعملية “إعدام ميدانيّ”.
صباح الثلاثاء 1/4/2025، ثاني أيام العيد، عثر الأهالي على جثمان المواطن الشاب باسم معين دلا قرب مطعم الرابية في قرية بارمايا بمنطقة بانياس، وقد أعدم بطلق ناري في الرأس، وذلك بعد يوم من اختطافه من عناصر يفترض أنّها أمنيّة.
والثلاثاء أيضاً، قُتل الطفل حيدر سليمان وأصيب أربعة من عائلته لدى عودتهم إلى المنزل في حي كرم اللوز بمدينة حمص، بعدما رمى شخص يستقل دراجة ناريّة، قنبلة يدوية عليهم قرب مدرسة عبد الفتاح النشيواتي. والمصابون مواطن وزوجته، واثنان من أطفالهما بجروح متفاوتة،
الإثنين 31/1/2025 أول أيام العيد، عثر الأهالي على 11 جثة مرمية في نهر جوبر غرب شركة مصفاة بانياس على طريق شاليهات مصفاة بانياس في ريف طرطوس، أعدموا ميدانياً بطلقات في الرأس في وقت سابق. وما يزال هناك مئات المفقودين من حي القصور في بانياس لا يعرف مصيرهم، إذا ما أعدموا أو فروا إلى مناطق أخرى.
الأحد 30/03/2025، قُتل الفتى إبراهيم محمد (17 سنة) بإطلاق نار على مفرق كرتو في مدينة طرطوس. والفتى إبراهيم من أهالي قرية شاص بريف طرطوس، وهو طالب في الصف العاشر، وكان يستقل سيارة، ولدى المرور قرب المرملة فوجئ الركاب بوجود حاجز مسلح، ما دفع السائق للالتفاف والرجوع، إلا أنّ عناصر الحاجز استهدفوا السيارة بالرصاص المباشر، ما أدى إلى مقتل الفتى إبراهيم.
وقامت مجموعة مسيحيّة تابعة لكنيسة اللاتين بحلب آخر يوم بيوم من رمضان بحملةِ إطعام 300 فقير مسلم في مسجد في حي الشعار بمدينة حلب تحت شعار الوحدة الوطنيّة، ليبادر عنصر من الأمن، إلى أخذ الميكرفون وقال للحضور: “المسيحي ليس أخانا، وهو كافر ومن يعده أخاً له فهو كافر أيضاً”.
شهادات توثق مجزرة الرصافة
تداولت العديد من المواقع الإعلاميّة وصفحات التواصل الافتراضي شهادات مصورة توثق الفظائع المرتكبة في قرية الرصافة بريف حماة يومي السابع والثامن من آذار 2025. وتضمنت شهادات ناجين تعرضوا لاعتداءات على يد عناصر مسلحة بعضها من وزارتي الدفاع والداخلية وقوات رديفة، ما يعكسُ حجم الرعب الذي يعيشه الأهالي والتخوف من تكرار المجازر في مناطق أخرى.
يتحدث المسن يحيى إبراهيم علي في أحد المقاطع ويروي تفاصيل المجزرة التي أودت بحياة ثلاثة من أحفاده، مع ابن جيرانهم وامرأتين من العائلة. وكشف المواطن وحشية العناصر المنفذة للجريمة، وذكر عبارة قال مسلح أثناء ارتكاب المجزرة: “معنا أمر بقتلِ الأطفال حتى”.
والضحايا هم: الأحفاد: زين العابدين علاء علي، (5.5 سنوات)، وشقيقاه يحيى (10 سنوات)، وجواد (3 سنوات)، والكنة (زوجة ابنه): ميلانة محمد عاموري. وجدة الأطفال ووالدة ميلانة مريم إبراهيم إدرع. إضافة للطفل بشار هادي عاموري (10 سنوات)
في مقطع مصور ثانٍ أفادت مواطنة شهدت هول الفاجعة، وصدمتها بمقتل سبعة من أفراد عائلتها أمامها. ولم يكتفِ المسلحون بالقتل، بل قاموا بابتزازها وطلب المال والمصاغ الذهبي، ولدى تأكيدها عدم امتلاكها لأيّ شيء، سألوها: “كيف تفضلين الموت”. ثم أطلقوا النار داخل منزلها، ما أدى إلى إصابتها بشظية.
في مقطع ثالث يتحدث أبٌ فُجع بقتلِ ابنه، ويروي تفاصيل الجريمة فقد اقتاد مسلحون ابنه الشاب إلى جهة مجهولة رفقة شقيقه الأصغر، إلا أنّهم أخلوا سبيل الصغير بسبب إصابته بمرض عضال بعد تدخل مجموعة أخرى، واتصل المسلحون به مستخدمين هاتف ولده، وأبلغوه بقتله، وأنهم ألحقوا ابنه بحافظ الأسد، وقالوا حرفياً: “اقتلعنا قلب ابنك”. وعلى الفور هرع الأب إلى حيث العنوان الموصوف بوجود جثمان ابنه، ليصعق أمام مشهد جثمان ابنه، وقد تعرض لإطلاق النار والتعذيب الوحشي وينهار الأب في موجة بكاء.
دمشق تتحمل مسؤولية أحداث الساحل الدمويّة
أصدرت منظمة العفو الدوليّة الخميس تقريراً حول عمليات القتلِ الجماعيّ التي شهدها الساحل السوريّ خلال آذار الماضي، وقالت المنظمة: يجب على الحكومة السوريّة ضمان إجراء تحقيقات مستقلة وفعّالة في عمليات القتل غير المشروع وغيرها من جرائم الحرب ومحاسبة الجناة وأضافت أنّه يتعين على الحكومة السوريّة أن تضمن محاسبة مرتكبي موجة عمليات القتل الجماعيّ التي استهدفت المدنيين العلويين في المناطق الساحليّة، وأن تتخذ خطوات فورية لضمان عدم استهداف أي شخص أو جماعة على أساس طائفتهم. إن أحداث الساحل السوري تُعَدّ “جرائم حرب”، محمّلة سلطة دمشق مسؤولية الفوضى الدموية، التي شهدتها المنطقة.
وأوضحت المنظمة، في تقريرها، أنّ “ميليشيات تابعة موالية للحكومة قتلت أكثر من 100 شخص في مدينة بانياس الساحليّة، يومي الثامن والتاسع من آذار 2025”.
ووفقاً لمعلومات، تلقتها المنظمة، تمّ التحقق من 32 حالة قتل متعمدة، استهدفت، بصورة خاصة، الأقلية العلويّة، وأكّد شهود عيان للمنظمة أن “المسلحين كانوا يسألون الضحايا عن هويتهم الطائفيّة، إذا كانوا علويين، قبل تهديدهم أو قتلهم”.
وأفادت المنظمة أيضاً بأن السلطات أجبرت عائلات الضحايا على دفن أحبائهم في مقابر جماعيّة، دون إقامة مراسم دينيّة أو جنازات عامة، الأمر الذي يعكس انتهاكاً لحقوق الضحايا وأسرهم.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامار، إن هذا النوع من القتل المتعمد يرقى لمستوى “جرائم حرب”، داعيةً إلى “محاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة الجماعية الوحشية”. وشددت على أن “غياب العدالة قد يُعيد سوريا إلى دوامة جديدة من الفظائع وسفك الدماء”، داعية إلى إجراء “تحقيقات مستقلة وفعالة” في هذه الجرائم، وضمان عدم وجود مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في مناصب قد تمكّنهم من تكرار جرائمهم” واحترام حقوق الضحايا في معرفة الحقيقة ونيل العدالة والتعويض”.
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن مرتكبي تلك المجازر “دهموا منازل وسألوا سكانها إن كانوا من العلويين أو السنة قبل أن يمضوا قدماً إما في قتلهم أو تركهم بناء على ذلك”، مشيرة إلى مقتل رجال على مرأى عائلاتهم.
واشنطن نعرف كيف نحمي الأقليات
قال جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب السبت 15/3/2025، إن بلاده لن تنشر قوات في سوريا لكنها تعرف كيف تحمي الأقليات. وأضاف دي فانس خلالعيدٌ اصطبغ بالدم… بعد مجازر الساحل
رامان آزاد
خلافاً لروح العيد التي تفترض أجواء من التسامح والمودة، كان عيد السوريين مصبوغاً بلون الدم، الذي نغّص أول أعيادهم بعد رحيل النظام، في وقتٍ ما زالوا يعيشون حالةَ الصدمةِ لهول الجرائم والمجازر المروّعة في مناطق الساحل بدوافع طائفيّة، والتي لم يُعرف تحديداً عدد ضحاياها، ليتم تأكيد حجم التحديات الأمنيّة التي تعرقلُ الوصول إلى حالةِ الأمنِ والاستقرار. وما كانت حوادث العيد لتقع لو اُتخذت إجراءاتٌ رادعةٌ بعد مجازر الساحل.
صبيحة عيد دمويّ
صبيحة أول يوم بالعيد، قتل ستة مواطنين بينهم مختار قرية حرف بنمرة بريف بانياس، وأصيب عدد آخر في هجومٍ دمويّ مروّع نفذته مجموعة مسلحة، ووفقاً لمصادر أهليّة، انطلق المسلحون من قاعدة الديسنة، المعسكر السابق لقوات النظام بريف بانياس، والذي تتمركز فيه قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخليّة. وأفادت مصادر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان بأنّ المهاجمين رددوا شعارات طائفيّة وهددوا قبل تنفيذ الجريمة.
وذكرت تقارير وإفادات شهود العيان ومعلومات متقاطعة بأنّ مسلحين اثنين دخلا صباح الاثنين قرية حرف بنمرة من نقطة “الديسنة” الأمنيّة، عند الساعة 11:00 وطرقا باب أول منزل لصاحبه سومر إبراهيم، الذي استضافهما بعد طلبهما ماء للشرب. واستفسر المسلحان عن المختار جودت فارس، الذي اُستدعي عبر الهاتف، وقبيل مغادرتهما أطلقا النار على الجميع، ما أدى لمقتل المختار وابنه نجدت، وأربعة أشخاص آخرين بينهم الطفل إبراهيم وعمره 12 سنة.
بعد المجزرة شهدت قرى حرف بنمرة، ودير البشل، وبلغونس، والتلة بريف بانياس، حركة نزوح للأهالي نحو الجبال ومناطق آمنة، ورافق حركة النزوح حالة من الخوف والهلع بين المدنيين من ارتكاب مجزرة جديدة بحقهم، ونقص وشح في الغذاء والماء والدواء، وسط مناشدات لإنقاذ المدنيين وتأمين المنطقة من تهديد المسلحين.
وانتشرت صور الضحايا، وخاصة صورة الطفل إبراهيم، الذي ظهر مسجى على الأرض، وسرواله مربوط بحبل قماشيّ، في مشهد يعكس حالة الفقر المدقع، التي يعيشها أهالي القرية، الأمر الذي أثار صدمة واسعة في أوساط السوريين.
وجاءت جريمة قرية “حرف بنمرة” بعد جريمة أخرى مشابهة الأحد يوم وقفة العيد، باقتحام رجل مسلحٍ مرافقا ابنه منزل المواطن بشار طلال إبراهيم في حي كرم الزيتون بمدينة حمص شارع 24، مقابل سنتر كافيه، وارتكبوا مجزرة بدم بارد بحق عائلة علويّة وأصدقاء الأب الذي صدف وجودهم في زيارة له. وأشارت وسائل إعلام محليّة في حمص إلى احتمال تورط متطوع بالأمن العام معروف بسلوكياته الاستفزازيّة في الجريمة. والضحايا هم: الأم علا وأولادها: أحمد بشار إبراهيم، وشقيقه هيثم، وشقيقته غزل، إضافة إلى شخصين من زوار العائلة، وهم من الطائفة السنيّة، من عائلة بكار، فيما أسعف الأب بشار إبراهيم للمشفى وحالته حرجة. شهدت بلدة حفير الفوقا حادثة بريف دمشق مروعة الساعة الثالثة فجر الإثنين 31/4/2025، فقد توقف مسلحان قدما على دراجة ناريّة أمام محل حلاقة في منطقة باب القنان وأطلقا النار عشوائيّاً على أكثر من عشرة شبان داخل المحل، ما أسفر عن مقتل شاب وإصابة أكثر من ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
إعدامات ميدانيّة وجرائم قتل طائفيّة
قتل مواطن من أهالي قرية أم السرج شرق حمص أثناء ذهابه إلى عمله صباح اليوم الجمعة 4/4/2025 قرب مفرق قرية دنحة بعد أن اعترض طريقه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة “جيب” فضية اللون بعد أن حاولوا اختطافه، وعند فراره أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا.
عثر يوم الجمعة على جثامين شهداء عائلة آل منصور في مشفى الوعر في حمص، بعد يوم من اعتقالهم من منزلهم في حي السبيل بمدينة حمص من عناصر الأمن العام، والضحايا هم: سعيد محمد منصور، وشقيقه إبراهيم سعيد، وولداه إبراهيم وكاظم، والطفل حسن دانيال منصور.
وتداولت مواقع محلية مقتل هاني محفوظ/ شمعون، (55 سنة)، وشمعون محفوظ/ أبو رامز (65 سنة)، برصاص عناصر الأمن العام في قرية حريصون، بريف بانياس، بعد ظهر الجمعة.
الخميس 3/4/2025، قُتل شاب جراء تعرضه لطلقات نارية على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارة “سنتافيه” فضية اللون في قرية غور العاصي بريف حماة.
وعُثر على شخص مقتولًا بطلق ناريّ بالرأس داخل حارة السويداء بمنطقة برزة في العاصمة دمشق، وسط غموض يلف تفاصيل الجريمة وهوية مرتكبيها.
قتل فجر الأربعاء 2/4/2025، ثالث أيام العيد المواطن نوار حسن الزين في قريته الكاظمية قرب الحازمية بريف حمص الشمالي. واقتيد المواطن نوار الزين من منزله، وقتل ذبحاً وأطلق الرصاص على جثمانه. نوار سبق أن اعتقل وأفرج عنه بعد دفع فدية قدرها 21 مليون ل.س، وسيارة.
كما عثر على جثمان الشاب دانيال عمار السالم، (19 سنة) من أهالي قرية النوية، بعد يومٍ من اختطافه من مسلحين أثناء توجهه من ناحية خربة التين باتجاه مدينة حمص للبحث عن عمل.
وقُتل شاب وطفل على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارة “سنتافيه” فضية، وذلك أثناء توجههما من قريتهما قبة الكردي إلى تل الدرة بريف سلمية في ريف حماة.
قُتل مواطن من مدينة جاسم “محتجز لدى المخفر” على يد شقيقه بعد هجومه على مخفر المدينة، وذلك عقب اعتقال شقيقه بسبب مشاجرة.
عثر الأهالي قرب تلة الخضر في منطقة صافيتا بريف طرطوس، على جثتي الشابين “يوسف عيسى”، وصهره “محمد ورد” من قرية قميدة بمنطقة الدريكيش، بريف طرطوس، وقد تعرضا لعملية “إعدام ميدانيّ”.
صباح الثلاثاء 1/4/2025، ثاني أيام العيد، عثر الأهالي على جثمان المواطن الشاب باسم معين دلا قرب مطعم الرابية في قرية بارمايا بمنطقة بانياس، وقد أعدم بطلق ناري في الرأس، وذلك بعد يوم من اختطافه من عناصر يفترض أنّها أمنيّة.
والثلاثاء أيضاً، قُتل الطفل حيدر سليمان وأصيب أربعة من عائلته لدى عودتهم إلى المنزل في حي كرم اللوز بمدينة حمص، بعدما رمى شخص يستقل دراجة ناريّة، قنبلة يدوية عليهم قرب مدرسة عبد الفتاح النشيواتي. والمصابون مواطن وزوجته، واثنان من أطفالهما بجروح متفاوتة،
الإثنين 31/1/2025 أول أيام العيد، عثر الأهالي على 11 جثة مرمية في نهر جوبر غرب شركة مصفاة بانياس على طريق شاليهات مصفاة بانياس في ريف طرطوس، أعدموا ميدانياً بطلقات في الرأس في وقت سابق. وما يزال هناك مئات المفقودين من حي القصور في بانياس لا يعرف مصيرهم، إذا ما أعدموا أو فروا إلى مناطق أخرى.
الأحد 30/03/2025، قُتل الفتى إبراهيم محمد (17 سنة) بإطلاق نار على مفرق كرتو في مدينة طرطوس. والفتى إبراهيم من أهالي قرية شاص بريف طرطوس، وهو طالب في الصف العاشر، وكان يستقل سيارة، ولدى المرور قرب المرملة فوجئ الركاب بوجود حاجز مسلح، ما دفع السائق للالتفاف والرجوع، إلا أنّ عناصر الحاجز استهدفوا السيارة بالرصاص المباشر، ما أدى إلى مقتل الفتى إبراهيم.
وقامت مجموعة مسيحيّة تابعة لكنيسة اللاتين بحلب آخر يوم بيوم من رمضان بحملةِ إطعام 300 فقير مسلم في مسجد في حي الشعار بمدينة حلب تحت شعار الوحدة الوطنيّة، ليبادر عنصر من الأمن، إلى أخذ الميكرفون وقال للحضور: “المسيحي ليس أخانا، وهو كافر ومن يعده أخاً له فهو كافر أيضاً”.
شهادات توثق مجزرة الرصافة
تداولت العديد من المواقع الإعلاميّة وصفحات التواصل الافتراضي شهادات مصورة توثق الفظائع المرتكبة في قرية الرصافة بريف حماة يومي السابع والثامن من آذار 2025. وتضمنت شهادات ناجين تعرضوا لاعتداءات على يد عناصر مسلحة بعضها من وزارتي الدفاع والداخلية وقوات رديفة، ما يعكسُ حجم الرعب الذي يعيشه الأهالي والتخوف من تكرار المجازر في مناطق أخرى.
يتحدث المسن يحيى إبراهيم علي في أحد المقاطع ويروي تفاصيل المجزرة التي أودت بحياة ثلاثة من أحفاده، مع ابن جيرانهم وامرأتين من العائلة. وكشف المواطن وحشية العناصر المنفذة للجريمة، وذكر عبارة قال مسلح أثناء ارتكاب المجزرة: “معنا أمر بقتلِ الأطفال حتى”.
والضحايا هم: الأحفاد: زين العابدين علاء علي، (5.5 سنوات)، وشقيقاه يحيى (10 سنوات)، وجواد (3 سنوات)، والكنة (زوجة ابنه): ميلانة محمد عاموري. وجدة الأطفال ووالدة ميلانة مريم إبراهيم إدرع. إضافة للطفل بشار هادي عاموري (10 سنوات)
في مقطع مصور ثانٍ أفادت مواطنة شهدت هول الفاجعة، وصدمتها بمقتل سبعة من أفراد عائلتها أمامها. ولم يكتفِ المسلحون بالقتل، بل قاموا بابتزازها وطلب المال والمصاغ الذهبي، ولدى تأكيدها عدم امتلاكها لأيّ شيء، سألوها: “كيف تفضلين الموت”. ثم أطلقوا النار داخل منزلها، ما أدى إلى إصابتها بشظية.
في مقطع ثالث يتحدث أبٌ فُجع بقتلِ ابنه، ويروي تفاصيل الجريمة فقد اقتاد مسلحون ابنه الشاب إلى جهة مجهولة رفقة شقيقه الأصغر، إلا أنّهم أخلوا سبيل الصغير بسبب إصابته بمرض عضال بعد تدخل مجموعة أخرى، واتصل المسلحون به مستخدمين هاتف ولده، وأبلغوه بقتله، وأنهم ألحقوا ابنه بحافظ الأسد، وقالوا حرفياً: “اقتلعنا قلب ابنك”. وعلى الفور هرع الأب إلى حيث العنوان الموصوف بوجود جثمان ابنه، ليصعق أمام مشهد جثمان ابنه، وقد تعرض لإطلاق النار والتعذيب الوحشي وينهار الأب في موجة بكاء.
دمشق تتحمل مسؤولية أحداث الساحل الدمويّة
أصدرت منظمة العفو الدوليّة الخميس تقريراً حول عمليات القتلِ الجماعيّ التي شهدها الساحل السوريّ خلال آذار الماضي، وقالت المنظمة: يجب على الحكومة السوريّة ضمان إجراء تحقيقات مستقلة وفعّالة في عمليات القتل غير المشروع وغيرها من جرائم الحرب ومحاسبة الجناة وأضافت أنّه يتعين على الحكومة السوريّة أن تضمن محاسبة مرتكبي موجة عمليات القتل الجماعيّ التي استهدفت المدنيين العلويين في المناطق الساحليّة، وأن تتخذ خطوات فورية لضمان عدم استهداف أي شخص أو جماعة على أساس طائفتهم. إن أحداث الساحل السوري تُعَدّ “جرائم حرب”، محمّلة سلطة دمشق مسؤولية الفوضى الدموية، التي شهدتها المنطقة.
وأوضحت المنظمة، في تقريرها، أنّ “ميليشيات تابعة موالية للحكومة قتلت أكثر من 100 شخص في مدينة بانياس الساحليّة، يومي الثامن والتاسع من آذار 2025”.
ووفقاً لمعلومات، تلقتها المنظمة، تمّ التحقق من 32 حالة قتل متعمدة، استهدفت، بصورة خاصة، الأقلية العلويّة، وأكّد شهود عيان للمنظمة أن “المسلحين كانوا يسألون الضحايا عن هويتهم الطائفيّة، إذا كانوا علويين، قبل تهديدهم أو قتلهم”.
وأفادت المنظمة أيضاً بأن السلطات أجبرت عائلات الضحايا على دفن أحبائهم في مقابر جماعيّة، دون إقامة مراسم دينيّة أو جنازات عامة، الأمر الذي يعكس انتهاكاً لحقوق الضحايا وأسرهم.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامار، إن هذا النوع من القتل المتعمد يرقى لمستوى “جرائم حرب”، داعيةً إلى “محاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة الجماعية الوحشية”. وشددت على أن “غياب العدالة قد يُعيد سوريا إلى دوامة جديدة من الفظائع وسفك الدماء”، داعية إلى إجراء “تحقيقات مستقلة وفعالة” في هذه الجرائم، وضمان عدم وجود مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في مناصب قد تمكّنهم من تكرار جرائمهم” واحترام حقوق الضحايا في معرفة الحقيقة ونيل العدالة والتعويض”.
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن مرتكبي تلك المجازر “دهموا منازل وسألوا سكانها إن كانوا من العلويين أو السنة قبل أن يمضوا قدماً إما في قتلهم أو تركهم بناء على ذلك”، مشيرة إلى مقتل رجال على مرأى عائلاتهم.
واشنطن نعرف كيف نحمي الأقليات
قال جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب السبت 15/3/2025، إن بلاده لن تنشر قوات في سوريا لكنها تعرف كيف تحمي الأقليات. وأضاف دي فانس خلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكيّة، أن “واشنطن لديها الكثير مما يمكنها فعله دبلوماسيّاً واقتصادياً لحماية الأقليات في سوريا”. وذكر، أنّ “على الإدارة الأمريكيّة أن تتذكر مع من تتعامل في سوريا، وعليها ضمان حماية هذه المجتمعات التاريخيّة”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن تتحدث مع حلفائها وتعمل بعيداً عن الإعلام من أجل تشجيع الإدارة السوريّة المتشددة على حماية الأقليات المسيحيّة والدرزيّة وغيرها”. ولفت إلى أنّ “غزو العراق دمّر واحداً من أعظم المجتمعات المسيحيّة في العالم بغضّ النظر عن وجهة نظرنا في الحرب، وبالتالي يجب عدم السماح بتكرار ذلك مرة ثانية”.
وكان مجلس الأمن الدوليّ قد وافق الجمعة 14/3/2025، على مشروع بيان أمريكيّ – روسي مشترك يندد بالعنف واسع النطاق في منطقة الساحل السوريّ، داعياً الإدارة السوريّة الانتقاليّة لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنيّة، وإلى الوقف الفوريّ لجميع أعمال العنف والأنشطة التحريضيّة في سوريا، وتأكيد الدور الأمميّ بدعم عملية انتقال سياسيّ بقيادةٍ سوريّة. وطالب المجلس كافة الدول باحترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخليّة”.
كانت الحرب والتدخل الخارجيّ سبب معاناة السوريين خلال السنوات الماضية، ولكن وقوع حوادث والمجازر بدوافع انتقاميّة متطرفة، وزيادة خطاب التكفير والكراهية بعد سقوط النظام؛ سببه عدم ضبط الاحتقان بخلق بيئة آمنة ووضع إطار قانونيّ يضمن التعدديّة، ويقرّ بالاختلافات على أنّها مصادر غنى وطنية.
مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكيّة، أن “واشنطن لديها الكثير مما يمكنها فعله دبلوماسيّاً واقتصادياً لحماية الأقليات في سوريا”. وذكر، أنّ “على الإدارة الأمريكيّة أن تتذكر مع من تتعامل في سوريا، وعليها ضمان حماية هذه المجتمعات التاريخيّة”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن تتحدث مع حلفائها وتعمل بعيداً عن الإعلام من أجل تشجيع الإدارة السوريّة المتشددة على حماية الأقليات المسيحيّة والدرزيّة وغيرها”. ولفت إلى أنّ “غزو العراق دمّر واحداً من أعظم المجتمعات المسيحيّة في العالم بغضّ النظر عن وجهة نظرنا في الحرب، وبالتالي يجب عدم السماح بتكرار ذلك مرة ثانية”.
وكان مجلس الأمن الدوليّ قد وافق الجمعة 14/3/2025، على مشروع بيان أمريكيّ – روسي مشترك يندد بالعنف واسع النطاق في منطقة الساحل السوريّ، داعياً الإدارة السوريّة الانتقاليّة لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنيّة، وإلى الوقف الفوريّ لجميع أعمال العنف والأنشطة التحريضيّة في سوريا، وتأكيد الدور الأمميّ بدعم عملية انتقال سياسيّ بقيادةٍ سوريّة. وطالب المجلس كافة الدول باحترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخليّة”.
كانت الحرب والتدخل الخارجيّ سبب معاناة السوريين خلال السنوات الماضية، ولكن وقوع حوادث والمجازر بدوافع انتقاميّة متطرفة، وزيادة خطاب التكفير والكراهية بعد سقوط النظام؛ سببه عدم ضبط الاحتقان بخلق بيئة آمنة ووضع إطار قانونيّ يضمن التعدديّة، ويقرّ بالاختلافات على أنّها مصادر غنى وطنية.