قامشلو/ ملاك علي – يُعدُّ الرابع من نيسان مناسبة ذات أهمية خاصة للشعب الكردي ولأنصار الحرية والتغيير، لأنه يصادف ميلاد القائد عبد الله أوجلان، وبهذا الصدد أكدت المتخصصة في الشؤون السياسية، الدكتورة “فرناز عطية”، إن ولادة القائد عبد الله أوجلان هي ولادة المرأة الحرة، وبناء المجتمع الديمقراطي، وشددت على ضرورة تحقيق حريته الجسدية لتطبيق مبادرة السلام التي أطلقها.
ولد القائد عبد الله أوجلان في الرابع من نيسان عام 1949 في قرية أماره في ناحية خلفتي بباكور كردستان، لكن ميلاد القائد عبد الله أوجلان ليس تاريخاً في التقويم، بل هو محطة للتأمل في مسيرته النضالية الطويلة، التي حملت رؤى جديدة حول قضايا الديمقراطية، وحقوق الشعوب، والبحث عن حلول سلمية للنزاعات، فمع تأسيسه حزب العمال الكردستاني (PKK) في السبعينات، بدأ نضالاً طويلاً من أجل حقوق الشعب الكردي، متخذاً الفكر التحرري والتغيير الاجتماعي أسساً لرؤيته، كما أن فلسفته تجاوزت الحدود القومية، لتشمل مفاهيم الديمقراطية المجتمعية، والحرية، والمساواة بين الجنسين؛ ما جعله قائداً فكرياً وسياسياً يتخطى حدود الجغرافيا.
ميلاد حرية المرأة والشعوب
وفي هذا السياق، أشارت لصحيفتنا “روناهي” المتخصصة في الشؤون السياسية، الدكتورة “فرناز عطية” أن القائد عبد الله أوجلان حمل مشروعاً ديمقراطياً لشعوب الشرق الأوسط: “إن ميلاد القائد عبد الله أوجلان يمثل ميلاداً للشعب، حيث حمل مشروعاً ديمقراطياً لا يقتصر على الكرد فقط، بل يشمل شعوب الشرق الأوسط، إنه مهندس مشروع الأمة الديمقراطية، وهو نموذج لا يقوم على العرق أو الطائفة أو الدين، بل على المواطنة الشاملة التي تحتضن القوميات”.
وأضافت: “إن أفكار القائد عبد الله أوجلان انتشرت رغم اعتقاله وعزله في سجن إمرالي فانتشرت أفكاره بين مختلف الشعوب والقوميات في الشرق الأوسط، وفي بعض الدول الغربية، ما يؤكد شموليتها وقدرتها على تحقيق تغيير جذري في المجتمعات”.
وأوضحت “فرناز” أن المرأة احتلت مكانة بارزة في فكر القائد عبد الله أوجلان، إذ يراها قوة أساسية في بناء المجتمع الديمقراطي. وشددت على: “إن المرأة قادرة على تحقيق حريتها وإحداث ثورة اجتماعية من خلال بناء أسرة ديمقراطية حرة، وهو ما يؤدي إلى فرض ديمقراطية حقيقية في المجتمع”.
ونوهت أن تطبيق أفكار القائد عبد الله أوجلان في إقليم شمال وشرق سوريا، خاصة من خلال مبدأ الرئاسة المشتركة، يعد نموذجاً ناجحاً لمشاركة المرأة في كل جوانب الحياة، وتحرر المرأة من الاستغلال الرأسمالي والتبعية الذكورية، وأن قمع المرأة هو قمع للمجتمع بأسره.
النضال من أجل السلام والديمقراطية
وحول نضال القائد عبد الله أوجلان:” إنه لم ينقطع، بل استمر حتى في ظل اعتقاله، لأن المبادرة الأخيرة التي طرحها، والتي دعا فيها حزب العمال الكردستاني إلى وضع السلاح وإحلال السلام بين تركيا والكرد، يعد تطوراً مهماً يؤكد أن الكرد ليسوا دعاة حرب، بل يسعون لتحقيق السلام والاستقرار”.
وترى فرناز: أن هذه المبادرة تأتي في ظل أوضاع متوترة في الشرق الأوسط، خاصة بعد أحداث السابع من تشرين الأول 2023، والاضطرابات في العديد من الدول العربية مثل “السودان واليمن، وفلسطين، وليبيا” واعتبرت أن نضال القائد عبد الله أوجلان الفكري والعملي ساهم في إبراز القضية الكردية، وتشخيص أسباب النزاعات في الشرق الأوسط، فضلاً عن كشفه سياسات الرأسمالية الإمبريالية، التي تستغل شعوب المنطقة. وتطرقت إلى موقف تركيا من مبادرة السلام: “إن تركيا لم تتخذ أي خطوات إيجابية تجاه مبادرة السلام، بل استمرت في اعتقال القائد عبد الله أوجلان، رغم قضائه أكثر من خمسة وعشرين عاماً في السجن دون مبرر قانوني واضح، إن تركيا تستخدم ذرائع واهية لإبقاء القائد عبد الله أوجلان قيد الاعتقال، بينما تواصل شن الهجمات على المناطق الكردية في سوريا”.
ضرورة تحقيق حريته الجسدية
وتابعت: “إن الكرة الآن في ملعب تركيا، حيث قدم الكرد ما عليهم بإعلان مبادرة السلام، لكن أنقرة لا تزال تتلاعب بالموقف ولا تلتزم بمسؤولياتها. وشددت “على المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة، الضغط على تركيا لتنفيذ التزاماتها والاعتراف بحقوق الكرد، إلا أن هناك تواطؤاً وتراخياً في التعامل مع هذه القضية”.