الحسكة/ محمد حمود ـ أشار المراقب السياسي، عزيز سليمان، أن تحالف “تماسك”، يعدُّ من أكبر التحالفات في سوريا منذ سقوط النظام البعثي البائد، وأكد، بأن التحالف ليس امتداداً للمعارضة التقليدية، ولا للموالاة أيضاً، بل ينتهج الخط الثالث، الذي يجد الديمقراطية الحل الأمثل لسوريا المستقبل.
تتداخل أصوات النقاشات السياسية بين السوريين مع الخوف على مستقبل بلادهم، ويتم تأسيس تحالفات جديدة، ومن هذه التحالفات، تحالف “تماسك”، الذي تم الإعلان عنه في العاصمة السورية دمشق، في 22 آذار 2025، بهدف مواجهة التحديات التي تعترض إيجاد الحلول المستدامة للصراع السوري الذي يستمر منذ عقد ونيف.
نموذج جديد لسوريا المستقبل
في السياق، تحدث لصحيفتنا، المراقب والكاتب السياسي، عزيز سليمان، وأشار إلى رؤية التحالف، والتحديات التي تواجهه، والرهانات المستقبلية في ظلّ بيئة إقليمية ودولية بالغة التعقيد: إن “انهيار نظام البعث الشمولي خلق فراغاً سياسياً وأخلاقياً؛ ما أدى إلى تنامي الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية، وكما نعلم أن السوريين عاشوا تحت حكم شمولي دمّر البلاد، ثم وجدوا أنفسهم في دوامة صراعاتٍ طائفية وإقليمية، واليوم، نريد أن نكتب فصلاً جديداً من تاريخ سوريا الحديثة”.
وربط سليمان بين أحداث السابع من تشرين الأول 2023، في فلسطين وما تلاها من حرب غزة، وبين التسريع في تشكيل تحالف “تماسك”: “العالم يتغير، والشرق الأوسط يشهد تحولات جذرية، ولا يمكن لسوريا أن تبقى ساحةً للصراعات الخارجية، يجب أن نكون فاعلين في تقرير مصيرنا”.
وأكد: أن “التحالف ليس امتداداً للمعارضة التقليدية ولا للموالاة، بل محاولة لتجاوز الثنائيات القديمة، فالشعب السوري تعب من التقسيمات الجاهزة، ونحن نقدم نموذجاً جديداً، لا مع النظام السابق، ولا مع المجموعات، التي تتحارب فيما بينها، نريد دولةً للسوريين”.
وأول مبدأ في بيان التحالف هو الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، مع تأكيد سليمان على ضرورة وجود جيش وطني واحد يبتعد عن السياسة؛ لأن هناك ضرورة لتجاوز دور المؤسسة العسكرية كحكم في الصراع السياسي، كما يُشدّد التحالف، على “تجريم التحريض وإنكار جرائم النظام السابق، لكنه يرفض أيضاً “الانتقامية العشوائية”، كما حدث في مجازر الساحل ضد العلويين، وتابع سليمان: “نرفض أن يُحاسب أبرياء بجرائم النظام، العدالة يجب أن تكون بمحاكمات عادلة، ليس بالفوضى التي تحدث اليوم”.
وبين: أن “الأزمة الاقتصادية هي التحدي الأكبر لسلطات دمشق، ونحن في التحالف نطرح خطة عمل تقوم على إعادة إعمار البنية التحتية، ومكافحة الفساد، وجذب الاستثمارات الخارجية دون شروط سياسية”.
وفي إشارةٍ واضحةٍ إلى ملف القضية الكردية في سوريا، قال سليمان: “الحلّ ليس في التهميش ولا في الانفصال، نريد نظاماً لا مركزياً يعترف بحقوق الجميع، وعلى رأسهم الشعب الكردي، كما يُخصص التحالف بنداً كاملاً لدور المرأة والشباب، أن تغيير سوريا يبدأ بإشراك هاتين الفئتين في صنع القرار”.
واجه التحالف منذ أيامه الأولى انسحابات؛ ما يطرح تساؤلاتٍ عن تماسكه، واعترف سليمان بذلك: “الخلافات موجودة، لكننا نعمل على احتوائها، التحالف ليس كتلةً مغلقةً بل منصةٌ مفتوحة”.
إلى ذلك؛ تُثار تساؤلات حول ما إذا كان التحالف “مشروعاً خارجياً”، وتحدث عن ذلك سليمان: “نرفض الهيمنة الأمريكية والإيرانية على حدّ سواء، وأيضاً التدخلات التركية، وعلينا أن نبحث عن شراكاتٍ تخدم مصلحة سوريا فقط”.
ورغم تأكيده، أن التحالف “ليس معارضةً مباشرةً للسلطات في دمشق، إلا أنه يترك الباب مفتوحاً”: “إذا استمرت الحكومة في إقصاء السوريين، سنتحول إلى قوة ضغطٍ حقيقيةٍ في المشهد السياسي”.
واختتم المراقب السياسي، عزيز سليمان: “نعرف أن الطريق صعب، لكننا نؤمن بأن السوريين يستحقون فرصةً جديدة، هذه ليست أحلاماً، بل مشروعاً وطنياً قابلاً للتنفيذ”.