جدد مثقفو وناشطو مدينة الحسكة، مطالبتهم للأحزاب الكردية بضرورة تجاوز الخلافات الحزبية الضيقة، والعمل على تحقيق الوحدة الكردية، المطلب الذي ينتظره الشعب الكردي منذ قرن من الزمن.
في ظل التطورات السياسية التي تشهدها سوريا، ومنطقة الشرق الأوسط، تتزايد الحاجة إلى توحيد صفوف الكرد، لتحقيق وضمان حقوقهم المشروعة التي حُرموا منها على مدار عقود.
الوحدة الكردية مصيرية
وحول الموضوع، أكد الرئيس المشترك لمكتب شؤون المنظمات في الحسكة، رمضان فتاح في تصريح لوكالة هاوار للأنباء: إن “الوحدة الكردية في هذه المرحلة أمر مصيري، خاصةً مع المتغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط، حيث يتم رسم معالم جديدة للمنطقة”.
وأشار: “انقسام الأحزاب الكردية يضعف موقفها جميعاً، ويؤثر على مصير الآلاف من الكرد، ما يستوجب الإسراع في تحقيق الوحدة والابتعاد عن الأجندات الخارجية، الأحزاب الكردية يجب أن تضع الخلافات السابقة جانباً، وأن تفتح صفحة جديدة تقوم على التعاون والتكاتف، مشدداً على ضرورة محاسبة أي طرف يعرقل مسار الوحدة لصالح مصالحه الحزبية الضيقة”.
من جهته، قال عضو مؤسسة اللغة الكردية، محمد زيدو: إن “الشعب الكردي يترقب إعلان الوحدة بفارغ الصبر، وتحقيق الوحدة الكردية سيمنح الكرد حقوقهم الشرعية والسياسية والدستورية في سوريا، وسيعزز موقعهم في أي تسوية سياسية مستقبلية”.
أما عضو حزب الاتحاد الديمقراطي، محمد أشرف، فأوضح، بقوله: إن “ليس هناك انقسامات بين صفوف الشعب الكردي، ولكن موجودة بين الأحزاب التي انشغلت بالمصالح الحزبية على حساب القضية الكردية”.
وأضاف: “بعد مئة عام من الظلم والتشريد، أصبح تحقيق الوحدة ضرورة حتمية، والشعب الكردي يدرك أن هذه فرصة تاريخية يجب استغلالها لمصلحته”.
وبدورها، شددت الناشطة الاجتماعية، شيرين عباس، على ضرورة أن يجتمع الكرد على طاولة حوار واحدة، من أجل توحيد مطالبهم وحقوقهم في أي مفاوضات مع دمشق، بشأن الدستور السوري الجديد، ومستقبل البلاد.
ودعت، شيرين عباس، في ختام حديثها، لممارسة الضغط الشعبي على الأحزاب السياسية، لإبعاد المصالح الشخصية والحزبية عن مسار الوحدة الوطنية الكردية.
ومع تواتر هذه الدعوات، يعيش الشارع الكردي حالة من الترقب والأمل في أن تؤدي الحوارات الجارية إلى اتفاق شامل يضع حداً للانقسامات، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل السياسي الموحد، الذي يحقق تطلعات الشعب الكردي في الحرية والحقوق المشروعة.