هيفيدار خالد
مع بدء الأزمة في سوريا ودخول البلاد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، نتيجةَ التدخّلات الخارجية في شؤونها واستهداف سيادتها وأمنها بشكلٍ مباشر من قبل أطراف دولية وإقليمية، تعيش البلاد على صفيحٍ ساخن، وسط اضطرابات كبيرة، وعلى رأسها دولة الاحتلال التركية التي ترى في سوريا ساحةً لتصفية حسابتها بالإضافة إلى قضمها مزيداً من أراضيها، واليوم بعد سقوط النظام السوري وسيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة في البلاد، يحاول رئيس النظام أردوغان بشتى الطرق والأساليب بسطَ سيطرته على كامل مفاصل الحكم في البلاد، واستغلال مسؤولي السلطة الجديدة في دمشق خِدمةً لأجنداته الداخلية والخارجية وإبرام صفقات واتفاقات مع سلطة دمشق الجديدة على حساب دماء السوريين الأبرياء؛ بهدف تنفيذ أجنداته وخدمة أهدافه ومصالحه الشخصية، ونتيجة التدخّلات التركيّة المستمرة وهجماتها المتواصلة لا يمكن لسوريا أن تنعم بالأمن والاستقرار ولا يمكن للشعب السوري أن يعيش في أمن وأمان، فالمجازر التي ارتكبتها مرتزقة أردوغان في الساحل السوري بحق العلويين خير مثال على ذلك، بالإضافة إلى المجزرة التي ارتكبوها مؤخراً بحق عائلة كردية كاملة في مدينة كوباني شمال وشرق سوريا، وراح ضحية هذه المجزرة عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال، هجمات دولة الاحتلال التركي في هذه الفترة باتت تشكّل خطراً كبيراً على السيادة السورية، ولا سيما أنه رغم الاتفاق الذي وقِّع بين قسد ودمشق، والذي يأتي في أحد بنوده وقفُ إطلاق النار في الأراضي السوريّة، إلا أنها تواصل نهجها العدائي تُجاه الشعوب السوريّة وتستهدف السكان وقوتهم اليومي وتزعزع الأمن والاستقرار دوماً.
على تركيا رفع يدها عن سوريا فوراً وعن سلطة دمشق أيضاً، كي يستطيع السوريون مناقشة قضاياهم الداخلية معاً دون أي تدخّل خارجي، ومعالجة المشاكل فيما بينهم بالطرق والأساليب الحقيقية، والاتفاق معاً على حلول تُرضي جميع الأطراف السوريّة.
الجميع يعلم بأن تركيا دولة مارقة في المنطقة وهي في سعي دائم من أجل بسط نفوذها على الشعوب واستغلالهم بخطابه الشعبوي الذي لم يجلب للشعب السوري سوى مزيدٍ من الويلات والآهات والمآسي، وفي حال استمر التدخّل التركي المباشر في الشأن السوري الداخلي، فقد تشهد منطقة الشرق الأوسط فوضى عارمة وصراعات متواصلة، وبالتالي تعقد المشهد السياسي السوري أكثر فأكثر. لذا؛ على جميع السوريين التكاتف معاً والعمل معاً من أجل خروج تركيا من أرضيها، فسكان المناطق المحتلة يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة في مخيمات النزوح والتهجير القسري المتعددة ويريدون العودة إلى قراها ومدنهم مرةً أخرى، ويريدون العيش على أرضهم بعد طرد تركيا منها.
وحدةُ الشعب السوري وتنظيمه لصفوفه على كافة النواحي وفي جميع الساحات والميادين، وحدها قادرة على جرِّ سوريا إلى بر الأمان، وهذه المسؤولية التاريخية تقع على عاتق جميع فئات المجتمع السوري، بدءاً من الشبيبة إلى النساء وجميع الشرائح المجتمعية والعمل الجادّ من أجل تحقيق ذلك ويعيش جميع السوريين بحرية وتحقيق العدالة للجميع.