روناهي/ دير الزور – أكد أعضاء المجلس العسكري في دير الزور، أن قوات سوريا الديمقراطية هي الجهة الوحيدة القادرة على تنظيم مناطق شمال وشرق سوريا، وحماية سكانها، وأشاروا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، ملتزمة بمواصلة جهودها لحماية مكتسبات شهدائها، وبناء مستقبل آمن ومزدهر لأبناء المنطقة، خالياً من الإرهاب والتطرف.
في خضمّ المعركة ضد ظلام التطرف والصراع المرير ضد قوى الظلام، التي حاولت طمس هويّة المنطقة، وإغراقها في بحر من الدماء، برزت قوات سوريا الديمقراطية قوّة صلبة مُدافعة عن الحقّ والحرية، لم تكن دير الزور مجرّد ساحة معركة في الحرب ضدّ داعش، بل كانت رمزاً للمقاومة والصمود، وعنواناً للتحدّي في وجه قوى الإرهاب، التي حاولت بسط سيطرتها على المنطقة، وفرض الأيديولوجية الظلامية على أهلها.
لم يكن تحرير الباغوز عام 2019 حدثاً عابراً في تاريخ المنطقة، بل كان نقطة تحوّل تاريخية فاصلة، أنهت حقبة سوداء من القمع والظلم والخوف، وفتحت صفحة جديدة عنوانها الحرية والكرامةُ والإرادة، لقد بذلت قوات سوريا الديمقراطية تضحيات في سبيل تحقيق هذا الانتصار، وقدّمت شهداء على مذبح الحرية، ليُصبح تحرير دير الزور رمزاً للانتصار على قوى الظلام والتطرّف، وشاهداً على قدرة أبناء هذه الأرض على صنع مستقبلهم بأيديهم.
مكافحة الإرهاب حتى النهاية
في هذا السياق تحدث عضو المجلس العسكري لمقاطعة دير الزور، رامان حسكة: “تحرير الباغوز شكل نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب ضد داعش، قبل التحرير، كانت المنطقة تعيش فوضى عارمة، تحت رحمة تنظيم إرهابي دموي مارس أبشع أنواع العنف ضد المدنيين، كان الخطر يطال الجميع، من شيوخ وأطفال ونساء، في ظل غياب أي شكل من أشكال الأمن أو الاستقرار، وداعش كما يعلم العالم أجمع، ليس مجرد خطر محلي، بل تهديد عالمي يهدف لزعزعة استقرار الدول ونشر الفكر المتطرف”.
وتابع: “في دير الزور، واجهنا هذا الخطر بكل قوة وعزيمة، وقامت قوات سوريا الديمقراطية، بدورها البطولي في دحر داعش، وتخليص المنطقة من براثنه، لم يكن داعش مجرد عدو عسكري، بل كان قوة ظلامية تستهدف نسيج المجتمع، تقتل الأبرياء، وتسعى لإضعاف المنطقة، من خلال استهداف جميع فئاتها، من شيوخ يحملون حكمة الأجيال، إلى شباب يمثلون مستقبلها، وصولاً إلى أطفال لم يعرفوا طعم الحياة الآمنة، لقد كان هدفهم واضحاً، وهو زرع الرعب وتدمير كل معاني الإنسانية”.
وشدد: “تحرير الباغوز، لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان بداية لمرحلة جديدة عنوانها البناء والاستقرار، من أهم إنجازات هذه المرحلة تشكيل مجالس مدنية وعسكرية، تمثل إرادة الشعب وتعمل على توحيد صفوفه وتنظيم شؤون حياته”.
وأضاف: “لقد أدرك أبناء المنطقة، بعد التحرير، القوة الحقيقية الموجودة على الأرض، قوة تمثلهم وتدافع عن مصالحهم، إنها قوات سوريا الديمقراطية، هذه القوات لم تقاتل فقط من أجل تحرير الأرض، بل عملت على حماية المؤسسات وتعزيز الأمن والاستقرار، لتكون الضامن الحقيقي لوحدة المنطقة وتماسك مجتمعها”.
واختتم عضو المجلس العسكري في دير الزور، رامان حسكة: إن “قوات سوريا الديمقراطية هي الجهة الوحيدة القادرة على تنظيم مناطق شمال وشرق سوريا وحماية سكانها، وضمان مستقبل آمن ومستقر للجميع، نحن ملتزمون بمواصلة مسيرتنا في مكافحة الإرهاب، وبناء مجتمع ديمقراطي حر وعادل”.
تحرير الباغوز نقطة تحول تاريخية
من جانبه؛ تحدث عضو المجلس العسكري في دير الزور، فرات محمد: إن “قوات سوريا الديمقراطية، كما يعلم الجميع، هي قوة عسكرية وطنية تتألف من أبناء هذه الأرض، بكل تنوعهم العرقي والديني واللغوي، اجتمعت هذه القوات تحت راية واحدة، راية محاربة الإرهاب المتمثل بداعش، الذي لم يكن يهدد سوريا فقط، بل شكل خطراً على العالم أجمع”.
وأشار: “معركة الباغوز، في عام ٢٠١٩، كانت نقطة تحول تاريخية، في تلك المعركة، تم دحر داعش من آخر معاقله في سوريا، وحققنا نصراً استراتيجياً حاسماً لقوات سوريا الديمقراطية، وللعالم أجمع، هذا النصر لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة تكاتف جهود شعوب ومكونات المنطقة، وبجهود قوات سوريا الديمقراطية، ومن خلال تضحياتها وشجاعة مقاتليها، استطاعت دحر داعش وتخليص مناطق واسعة من سيطرته”.
واستطرد: “بعد التحرير، بدأت مرحلة جديدة من البناء والتطوير، بفضل وحدة وتكاتف أبناء المنطقة، تم تشكيل مجالس محلية، وإدارة ذاتية، تُعنى بشؤون المنطقة، وتديرها بكفاءة، بما يلبي تطلعات سكانها ويساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية”.
وأردف: “لكن، ورغم الانتصار على داعش، لم ينتهِ الخطر تماماً، فقد شهدنا في الفترة الماضية محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في دير الزور، من فلول داعش، وقوات سوريا الديمقراطية، بالتعاون مع أبناء المنطقة، تصدت لهذه المحاولات بكل حزم وقوة، واستطاعت القضاء على هذه الفلول، والحفاظ على مكتسبات شعبنا، وتضحيات شهدائنا الأبرار”.
وأضاف: “اليوم، وبعد كل هذه التحديات، نشهد تحسناً ملموساً في الوضع الأمني، ونلمس ارتياحاً نفسياً لدى سكان المنطقة، الذين ذاقوا مرارة العيش تحت حكم داعش، وعانوا من ظلمه وقمعه، إنهم يدركون تماماً الفرق بين حياة الكرامة والأمان التي يعيشونها اليوم، وبين أيام الظلم والخوف التي عاشوها في الماضي”.