نوروز 2025.. شعلة الحرية تجمع السوريين
يأتي نوروز هذا العام محمّلاً بمعانٍ تتجاوز كونه احتفالاً تقليدياً، فهو رمزٌ للصمود، والإرادة الحرة، والأمل المتجدد. في لحظةٍ سياسيةٍ فارقة، وفي ظل التحولات الجوهرية، التي يشهدها المشهد السوري، يشكل هذا العيد مناسبةً لتجديد العهد على بناء سوريا جديدة، قائمة على العدالة والشراكة الحقيقية بين شعوبها. لقد أثبت التاريخ أن محاولات القمع والإنكار، التي تعرض لها نوروز لم تستطع طمس رمزيته، بل جعلته أكثر ارتباطاً بالنضال ضد الظلم، وأكدت أن إرادة الشعوب لا تُقهر، مهما اشتدت عواصف القهر والاستبداد.
نوروز 2025 يحمل معه هذا العام رسالة سياسية عميقة، خاصة بعد التفاهمات السياسية التي بدأت تتشكل بين الأطراف المختلفة في سوريا. إن مسار الحوار والتفاوض، الذي انطلق بين الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية، بقيادة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يشكل بارقة أمل لمستقبلٍ قائم على التعددية، بعيداً عن المركزية القسرية، والاستبداد الذي جثم على صدور السوريين لعقود. هذه التفاهمات تؤكد أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون إلا عبر الاعتراف المتبادل بالحقوق، وبناء دولة ديمقراطية تضمن العدالة والمساواة للجميع، دون تمييز أو إقصاء.
وفي هذا السياق، تأتي النداءات التاريخية للقائد عبد الله أوجلان لتشكل حجر الزاوية في مشروع السلام والحرية في الشرق الأوسط. إن الحرية الجسدية لأوجلان ليست قضية فردية، بل هي مفتاحٌ لبناء مجتمع ديمقراطي يرفض الاستعباد السياسي والفكري. نوروز هذا العام، الذي تُوقد شعلته في أنحاء سوريا والعالم، يعكس إرادة شعبٍ يرفض التبعية والاستبداد، ويسعى نحو تقرير مصيره بإرادته الحرة.
إن سقوط النظام البعثي في سوريا فتح الأفق أمام إمكانات جديدة، وجعل احتفالات نوروز 2025 مناسبةً تحمل أبعاداً أكثر عمقاً. لم يكن هذا العيد مجرد مهرجانٍ تقليدي، بل رسالةً قويةً إلى العالم بأن الشعوب التي ناضلت من أجل حقوقها لن تقبل بأقل من الحرية والديمقراطية. فبعد سنواتٍ من القمع والإقصاء، جاء نوروز ليؤكد أن سوريا الجديدة ستكون لكل أبنائها، على أسس العدالة، والمواطنة، والتعددية.