قامشلو/ دعاء يوسف – أكدت نساء مدينة قامشلو أن الشعب السوري لاقى الويلات خلال 14 عاماً من الدمار والحرب والاحتلال والقتل، كما أشرن إلى الجرائم التي مازالت ترتكب بحقه في سوريا، وطالبن بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات ليلاقوا الجزاء العادل.
بعد سقوط نظام البعث، كشفت العديد من الجرائم التي ارتكبها في سوريا إلى العلن، إضافةً إلى الجرائم التي قام بها طوال الأزمة السورية، ومع سقوطه لم يحدث تغيير على سلسلة الانتهاكات التي تطال الشعب السوري على حد سواء.
فما زال الاحتلال التركي، ومرتزقته في المناطق المحتلة يرتكبون أفظع الجرائم، وطائراته لم توقف هجماتها بحق شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وأخر جريمة له، استهداف مزرعة بين قرية قومجي وبرخ بوطان جنوب كوباني بطائرة مسيّرة، بتاريخ 17 آذار الجاري، ما أدى إلى استشهاد عشرة أشخاص من عائلة واحدة بينهم ثمانية أطفال ووالدهم ووالدتهم، وبقيت من العائلة طفلة واحدة مصابة بجروح بليغة تصارع الحياة.
وتضاف هذه الجريمة إلى الآلاف من الجرائم الأخرى بحق الشعب السوري، وإلى جانب الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا، حصلت العديد من المجازر في المناطق ذات الغالبية العلوية في سوريا، مثل اللاذقية، وطرطوس، وحمص، وقتل وتعذيب المدنيين في بيوتهم كما تم قصفهم في الشوارع، والتنكيل والتمثيل بجثثهم. ومع هذه الانتهاكات التي تتصاعد وتيرتها، احتجت نساء مدينة قامشلو على ما يجري في سوريا مطالبات بإيقاف هذه الحرب والجرائم التي ترتكب بحق أبناء سوريا، وخاصة النساء والأطفال، كما طالبن بفتح تحقيق ضد المجرمين ومحاسبتهم على المجازر التي ارتكبوها.
مجازر الساحل دون حساب
إذ بينت زوجة عم الشابة شيندا “إحدى ضحايا مجازر الساحل السوري”، مزكين دندح، أن ما يجري في الساحل السوري من انتهاكات هو جريمة، وعمل إرهابي يجب وضع حد لها: “لقد استشهد في هذه المجازر طلاب، وأطباء، وأطفال ومهندسون في منازلهم، مثل الطالبة شيندا التي فقدت حياتها في فراشها نتيجة إصابتها بطلقة بفعل الاشتباكات والجرائم، التي جرت في الساحل السوري”.
وتابعت: “إن الشعب في الساحل السوري، لاقى الويلات من القتل، والاختطاف، والرصاص الغادر، الذي يطلق على المدنيين والعزل، وشهد الساحل السوري والعلويين مشاهد إجرامية دموية يجب محاسبة مرتكبيها”.
ودعت “مزكين دندح” في ختام حديثها، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لفتح تحقيق عادل يعيد العدالة لذوي الشهداء، ويعاقب من سفك دماء الأبرياء، وانتهاك حرمة المنازل وأمانها، وفي ذلك قُتل الناس بتهم واهية لا تمت للواقع بصلة.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قُتل أكثر من 1500 شخص في هذه الهجمات على الساحل السوري، وحمص.
إبادة التنوع السوري
وبدورها، أشارت “هاجر محمد” أن المجازر التي حصلت في الساحل، لم تكن وليدة اللحظة فقد غذت الأطراف الخارجية، والأنظمة المستبدة عقول أبناء الشعب السوري على الفكر الخارجي المتطرف الإرهابي، الذي يسعى إلى دمار سوريا وتفككها: “لم يختلف وضع سوريا بعد سقوط النظام، فما زالت المدن المحتلة بيد تركيا، والقصف التركي يخطف أبناءنا وأولادنا، والإرهاب تحول إلى أعمال فردية يحلل القتل حسب المذهب، والعرق، والدين، وسلسلة الجرائم التي راح ضحيتها الشعب السوري مستمرة”.
كما استنكرت هاجر هجمات الاحتلال التركي ومرتزقتها على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وتدخلها المستمر بما يجري: “لقد سعت تركيا من البداية إلى احتلال الأراضي السورية، وسلب الأهالي حقوقهم، كما قصفت المنشآت الحيوية والمراكز الخدمية لقطع سبل الحياة وارتكبت أفظع المجازر في المناطق المحتلة كما حاولت إبادة الكرد، واليوم يباد العلويون وإن نجحت هذه المخططات سوف يباد الكرد والسريان وغيرهم”.