الدرباسية/ نيرودا كرد -أشار القيادي في تيار طريق التغيير السلمي السوري، فاتح جاموس، إلى أن ما يحدث في الساحل السوري، من مجازر هو نتيجة استعصاء حالة التغيير الديمقراطي في سوريا، ولفت إلى أن سوريا اليوم تحكمها العقلية المتطرفة المتشددة، بعيدا عن عقلية إدارة البلاد، مشيرا إلى الدور التركي السلبي والبارز في كل ما يجري.
تتعرض مناطق الساحل السوري، لانتهاكات وجرائم، بسبب الصراع المستمر، الذي تشهده البلاد، حيث يعيش الساحل السوري، اضطرابات ومعارك بين الأطراف المتنازعة هناك؛ ما يؤدي إلى وقوع انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، ومعاناة كبيرة للسكان المدنيين.
الانتهاكات في الساحل السوري، تشمل الهجمات العشوائية على المدنيين، والبنية التحتية المدنية، وانتهاكات حقوق الإنسان، كالقتل، والتعذيب، والتهجير القسري، وبالنتيجة فإن الوضع الإنساني في المنطقة يتدهور يومًا بعد يوم؛ وهذا يتطلب تدخلًا عاجلاً لحماية المدنيين، وتقديم المساعدة اللازمة للمتضررين.
حتى الآن، تستمر سلطات دمشق، في محاولات التعتيم الإعلامي على هذه المجازر، مدعية أن ما يجري هو بسبب ما تقدم عليه من أسمتهم بفلول النظام السابق من مجازر، محاولة أن تُظهر الانتهاكات التي تقوم بها أنها “تصرفات فردية”، وهي ستحاسبهم على هذه الأفعال، علما أن الواقع يزداد سوءا مع مرور الزمن، دون وجود أي بوادر لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم.
هيمنة العقلية المتشددة الانتقامية 
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا القيادي في تيار طريق التغيير السلمي السوري، فاتح جاموس: إن “فهم الأسباب التي أدت إلى ارتكاب هذه المجازر بات بسيطا جدا، لأن المجموعات التي تقوم بهذه الجرائم لا تمثل حزبا أو تنظيما واحدا، بحيث تخضع لأوامر منها، بل أن تلك المجاميع هي ذات توجهات وانتماءات مختلفة، تعبر في سلوكها عن هذه التوجهات، ضف إلى ذلك التناقضات البينية التي تعيشها هذه المجموعات، والذي سيؤدي حكما إلى هيمنة الحالة الفصائلية عليها”.
وأضاف: إن “الحالة الفصائلية التي يعيشها الساحل السوري، هي نموذج مصغر لآلية الحكم في سوريا، والتي لم ترتقِ بعد إلى مستوى الحكم بعقلية الدولة، وإذا ما أرادت سلطة دمشق، أن تثبت جدارتها في إدارة البلاد، عليها أن تتمتع بدرجة أكبر من البراغماتية، وهذا ما لم نشهده حتى اللحظة، خاصة بعد أن رأينا طريقة التعيينات والقرارات التي صدرت عن هذه السلطة”.
وتابع: “ما يحدث في الساحل السوري اليوم يتوافق تماما مع تاريخ وعقلية هذه المجموعات، حيث أنها تتسم بالتشدد والأصولية، وهي لا تأبه بارتكاب المجازر بحق الأطراف، التي تتهمهم بما تسميه “الردة”، وظهور هذه المجموعات المتطرفة، هو ما أدى إلى سرقة الثورة السورية من أيدي السوريين، ووضعها على طريق مناقض تماما للطريق، الذي كان قد رسمه المثقفون والوطنيون السوريون في بداية الأحداث، وبالتالي هذه الأطراف تمارس اليوم قناعاتها بشكل كامل، وهي لم تقم بما هو غريب عنها”.
وزاد: “لم تستطع هذه المجموعات المتطرفة، أن تمارس قناعاتها في الفترة الأولى من سقوط سلطة البعث، وذلك بسبب الضغوط الخارجية، والعيون التي كانت تراقبهم حينها، أما اليوم وبعد أن ثبتت دعائم سلطتها في دمشق، بدأت بتطبيق مشروعها الفعلي، الذي أسَّست عليه، والقائم على رفض كل ما هو مختلف عنها، والجهوزية التامة لإلحاق التهم وتبرير المجازر التي تقوم بارتكابها”.
الدور التركي المكشوف والسلبي
وأشار: “لدولة الاحتلال التركي، الدور الأبرز في كل ما يجري، وذلك من خلال دعم وتوجيه سلطة دمشق، للقيام بكل ما تقوم به اليوم، لأنه بمقدورها، أن توقف كل هذه المجازر، ولكن الواضح هو أن لها مصلحة في كل ما يحدث، ضف إلى ذلك قدرة الأطراف الأخرى، كالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك إسرائيل، على إيقاف هذه المجازر، ولكن كل هذه الأطراف لها مصلحة في تدمير سوريا، وبالنهاية هو توافق تام بين الأطراف الداخلية، وبعض الأطراف الخارجية”.
وأردف: “الدور التركي ليس بجديد خلال الأزمة السورية، لأن تركيا دعمت العديد من المجموعات المرتزقة، وقامت بإرسالها إلى سوريا، وها هي اليوم تحكم سوريا عبر السلطات الجديدة في دمشق، لذلك، ومتى ما قررت دولة الاحتلال التركي، أن تتراجع عن مطامعها داخل الأراضي السورية، فإن الأمور في سوريا ستتجه نحو الحل حتماً، أما إذا استمرت على ما هو عليه اليوم، فسيتم القضاء على حلم السوريين في التغيير الحقيقي والديمقراطي، لأن استمرار الوضع بهذا الشكل، يحول إلى تقسيم دائم للأراضي السورية”.