قامشلو/ سلافا عثمان – في ظل الحاجة المتزايدة إلى كوادر طبية مؤهلة قادرة على تقديم الإسعافات الأولية، تسعى هيئة الصحة لسد هذه الفجوة من خلال تنظيم دورات تنظيم مجانية، لتأهيل الشباب والشابات وتزويدهم بالمهارات الأساسية للتعامل مع الحالات الطارئة؛ ما يعزز النظام الصحي المحلي، ويضمن توفير مسعفين مدربين في مختلف الأحياء والمدن.
تعد دورات التمريض فرصة مهمة لاكتساب مهارات الإسعافات الأولية، فهي تساهم في تأهيل الشباب والشابات لتقديم الرعاية الطبية الأساسية في الحالات الطارئة، ويعكس الإقبال الكبير على هذه الدورات ومدى وعي المجتمع بأهميتها، خاصة في ظل الحاجة المستمرة إلى كوادر مؤهلة قادرة على تقديم المساعد الفورية عند الضرورة.
في كل حي مسعف
وبهذا الصدد، أكدت عضوة في مجال الصحة وناشطة في تنظيم دورات التمريض “سامية يوسف“، بأنه يتم تنسيق هذه الدورات بإشراف محمود سيد، الذي يتولى عملية التعليم والتدريب: “حتى الآن نجحنا في فتح ثماني دورات تدريبية، موزعة على عدة كومينات في مدينة قامشلو، بهدف تأهيل الشباب والشابات في مجال الإسعافات الأولية والتمريض”.
وأشارت، إلى أن الدورات التي تم تنظيمها تضمنت (“كومين الشهيدة هبون: دورتان الأولى ضمت 32 طالباً، والثانية 28 طالباً”، “كومين أم الفرسان: دورتان، الأولى ضمت 35 طالباً وكانت تابعة لاتحاد الشبيبة الثورية، بينما الثانية ضمت 20 طالبا”، “كومين الشهيد أورهان: دورتان، الأولى ضمت 25 طالباً، والثانية 18 طالباً”، “وكومين الشهيد عادل: دورة واحدة قيد المتابعة، تضم 20 طالبة”.
وأكدت، إن مجموع الطلاب الذين تم تخريجهم حتى الآن من الكومينات بلغ 76 طالبة؛ ما يعكس نجاح هذه المبادرة في إعداد كوادر طبية قادرة على تقديم الإسعافات الأولية.
كما أوضحت سامية، بأن شهادات التخرج تُمنح للطلاب بعد استكمال الدورة، التي تستمر لمدة شهر واحد، ويتم ختمها رسمياً من الناحية: “نحرص على تنظيم حفل تخرج لكل دفعة، تكريماً لجهود الطلاب، وتحفيزاً لهم على الاستمرار في هذا المجال”.
وأكدت، أنه في كل كومين يتم اختيار ثلاثة طلاب من المتفوقين، ليتم تأهيلهم في دورة متخصصة لثلاثة أشهر، وتركز بالكامل على التدريب العملي: “إن هؤلاء الطلاب يحصلون على تدريب متقدم يشمل استخدام جهاز تخطيط القلب، والتعامل مع جهاز الإيكو، إضافةً إلى مهارات خياطة الجروح والإسعافات الأولية المتقدمة، ويتم تحويلهم لاحقاً إلى جامعة روج آفا لاستكمال دراستهم، حيث يحصلون على شهادة رسمية يتم الاعتراف بها دولياً؛ ما يفتح أمامهم آفاقاً واسعة في المجال الطبي”.
واختتمت عضوة في مجال الصحة وناشطة في تنظيم دورات التمريض “سامية يوسف” حديثها: “نحن مستمرون في تقديم هذه الدورات لأننا نؤمن بأهمية وجود مسعفين مدربين في كل حي، هدفنا أن يكون لدى كل منطقة كوادر قادرة على التدخل السريع في الحالات الطارئة، وسنعمل على تطوير هذه المبادرة باستمرار”.
توسيع نطاق التدريب
وبدوره أكد عضو هيئة الصحة ومدرب دورات التمريض “محمود سيد” في مدينة قامشلو، أنه يقدم تدريبات في الإسعافات الأولية والتمريض عبر هيئة الصحة والمجالس المحلية في الكومينات، بهدف تأهيل الشباب في هذا المجال، وأن مع مرور الوقت تطورت المبادرة، مما دفعه إلى تقديم الدورات بشكل مستقل لتلبية الحاجة المتزايدة للمسعفين في مختلف الأحياء: “مثل حي الهلالية، وحي الكورنيش، وحي أم الفرسان”؛ ما يعكس الإقبال الكبير على تعلم مهارات التمريض والإسعافات الأولية.
وأشار، إلى أنه خلال ثلاثة أشهر تم تقديم ثماني دورات في الكومينات: “الهدف الأساسي من هذه الدورات هو تدريب أكبر عدد ممكن من الشباب ليكونوا قادرين على تقديم الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها”.
وأوضح، إن هذه الدورات استهدفت فئات عمرية متنوعة، حيث تراوحت أعمار المشاركين بين 20 إلى 40 سنة، ما يدل على وعي المجتمع بأهمية وجود كوادر مؤهلة للتعامل مع الحالات الطارئة.
وأكد سيد: “إن هذه المبادرة لاقت دعماً من الكومينات والمجالس الصحية، إلى جانب الهلال الأحمر الكردي، الذي ساهم في توفير المستلزمات الطبية الأساسية مثل السرنجات، القثطرات، والسيرومات؛ ما ساعد على استمرار العملية التدريبية بشكل فعال”.
وأوضح، أن هناك عدة صعوبات تعيق سير العمل أبرزها عدم توفر وسائل نقل للتنقل بين الكومينات والأحياء، إضافة إلى نقص بعض المواد التعليمية؛ ما يضطر الطلاب إلى شرائها على نفقتهم الخاصة، وأن الطلاب لا يواجهون مشكلة في ذلك، ولكن بما أن هذه الدورات مجانية، فمن المفترض توفير جميع الأدوات اللازمة للمتدربين.
وأشار إلى أن هناك خططًا لإطلاق دورات جديدة بعد العيد: “نحن مستمرون في هذا العمل، لأننا نؤمن بأن وجود مسعفين مدربين في كل منطقة أصبح ضرورة لا غنى عنها”.