روناهي/ عين عيسى ـ تتميز طقوس “عيد النوروز” بالمشاركة من الشعوب كافة للاحتفال بها، ويعد العيد عيداً سنوياً للكرد في أنحاء العالم وهو يوم للانبعاث والتجدد حيث يترافق بطقوس احتفالية كرنفاليه، وما يميزه بمشاركة النساء السوريات بلباسهن الفلكلوري الأصيل.
ومن أروع أشكال التشاركية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تعكس صورة التعايش والتآخي بين الشعوب، هو مشاركة المرأة العربية بزيها الفلكلوري التراثي العريق بفعاليات عيد النوروز، وكذلك نساء الشعوب الأخرى كالشركس والأرمن، والآشور وغيرهم، بعد أن كان إحياء هذا العيد من المحظورات في عهد هيمنة النظام البعثي البائد.
ترتبط الأزياء والملابس في كل منطقة بالحالة الثقافية لسكانها، ما يحدد مقدار معاصرة الصيحات والموضة في هذا الإطار، بالنظر إلى القدرات المالية، والمستوى المعيشي والاجتماعي للفرد، إلى جانب التمسك بالزي التقليدي التراثي، الذي يسير بثبات نسبي عبر الزمن، فينتقل من جيل إلى آخر، دون تغييرات جوهرية تلغيه كتقليد يبرز في المناسبات الاجتماعية أكثر من الحياة اليومية، وهو ما ينطبق على الأزياء الشعبية لنساء الشعوب السورية.
اللباس انعكاس هوية الشعوب
وتستعد نساء من الشعب العربي في مدينة عين عيسى، للمشاركة في عيد نوروز هذا العام بزيهن العربي الأصيل، حيث أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءات معهنَّ، فتحدثت المواطنة شاهة العساف: “في كل عام نتشارك مع إخوتنا الكرد احتفالات عيد النوروز، والذي يشكل عنصراً حيوياً للهوية الأصيلة لأبناء المجتمع الكردي، فلا يرتبط بصراعات سياسية بمقدار ما يعكس حالة تمسك الفرد بالهوية، والولاء للانتماء”.
وأضافت: “ما يميز عيد النوروز برغم خصوصيته للشعب الكردي، هو تشارك الشعوب المحتفلة للباس، فالكردي يلبس لباس العربي، والعربي يلبس لباس الكردي، وترى النساء كذلك يفعلن، في رسالة ترجمة حقيقية لروح الوحدة بين أبناء الشعوب السورية، ولا تتخذ الشعوب لباسها علامة، أو إشارة على أي نوع من الاصطفاف السياسي”.
ووفق رأيها بأنه برغم تعبير اللباس عن الهوية، فلا حاجة للفرد بامتلاك زي واحد، فالمشاركة والتنوع هو عنوان عيد النوروز في مجتمعاتنا السورية في المناسبات الثقافية، والقومية، والاجتماعية.
المشاركة الشعبية.. رسالة تعايش
من جانبها استعدت المواطنة “رقية محمد” للاحتفال بعيد النوروز المقرر في مدينة عين عيسى هذا العام بإدخال ألوانٍ متنوعة ضمن لباسها العربي، وقررت أن تضيف عليه قطعاً من مكونات لباس المرأة الكردية احتفالاً بهذه المناسبة، حيث ترى بأنه بالرغم من التميز بين اللباسين إلا أنهما قريبان كثيراً من بعضهما، ويعكسان تعايشاً يعود بجذوره الى آلاف السنين.
وتابعت: “عيد النوروز هو عيد الانبعاث واليوم الجديد الذي تحتاجه شعوب سوريا لبناء المستقبل سوياً، والعودة بالجذور الأولى قبل استحكام الأنظمة المتسلطة على رقاب شعوبنا، وأعمالها على زرع الفتنة والتفرقة، والتي تحطمت أمام إرادة الحياة والتعايش بعد عقود من الكفاح والنضال وتقديم التضحيات الجسام”.