قامشلو/ دعاء يوسف ـ أعربت نساء مدينة قامشلو عن رفضهن الإعلان الدستوري السوري الجديد، وأكدنَ أنه يحمل طابعاً ولوناً واحداً مخالفاً لمطالب ثورة الشعب السوري، وعدَّنَ الدستور الجديد ظالماً لشعوب سوريا الأخرى، داعيات لتشكيل دستور جديد يحفظ حقوق الشعوب وخاصة النساء.
منذ الإعلان عن الدستور السوري لاقى رفضاً من الشعب السوري ومكوناته إذ خرجت الشعوب في وقفات احتجاجية ومسيرات تؤكد أن الدستور لا يمثل الشعب السوري كاملاً بل يحمل طابعاً واحداً، ويدعو لقومية واحدة، وعد الشعب هذا النهج، النهج ذاته، الذي اتبعه نظام البعث السابق.
وخلال هذه الاحتجاجات المركزية والمسيرات المدنية رفع كل شعب لافتات بلغته الأم، رافضين تطبيق هذا الدستور، وعدوه انتهاكاً صارخاً لحرية وقومية وثقافة الشعوب السورية، وضمن بنود الدستور السوري المعلن عنه، لم يكن للمرأة وجود يذكر في سير العملية السياسية، والمجتمعية، إذ هُمشت بشكل ملحوظ، وهذا ما أثار سخط النساء أيضاً إذ كانت المرأة ديناميك الثورة السورية، ومشاركاً أساسياً في قيامها ونجاحها.
فقد أكدت نساء مدينة قامشلو رفضهنَّ القاطع للإعلان الدستوري، الصادر من سلطة دمشق، وقد طالبن بإلغاء هذا الدستور، وتشكيل دستور عادل يمثل شعوب، وأطياف سوريا كافة دون تمييز عرقي أو ديني.
الدستور لا يمثل الشعوب السورية
إذ بينت المواطنة “شيرين بلال” أن سوريا لجميع السوريين الذي شاركوا في الثورة السورية، وعانوا من ويلات الحروب: “أن الشعب السوري تعرض للكثير من الظلم وخاصة الكرد في سوريا فنظام البعث السابق حرمنا من قوميتنا وديننا، ومنعنا من الحديث باللغة الكردية وسلطة دمشق تحاول أعادة السيناريو ذاته بهذه القوانين المجحفة بحقنا”.
وتشير شيرين، إلى أن الدستور السوري لا يمثلها فهو لم يحفظ حقها ككردية في سوريا، لا يُمثّل حقوقها الثقافية واللغوية، التي تعد جزأ من التنوع الحضاري في سوريا منذ القدم، وأنَّ هذا الدستور إقصائي، ولا يمثّل الشعب السوري بأي شكل من الأشكال: “إن الاعتراف بلغتنا وثقافتنا وحضارتنا يعد اعترافاً بكوننا سوريين، ولكن النظرة بلون وثقافة واحدة لن تمثل هذا الأمر السوريين أبداً”.
فيما تابعت: “إن سوريا للجميع، وعليها أن تكون دولة لا مركزية ديمقراطية فيدرالية، يحميها دستور عصري لا تهميش فيه، ولا إقصاء لأي شعب”.
ودعت المواطنة شيرين بلال في ختام حديثها الشعوب لرفض هذا الدستور: “نطالب حتى ننال حقوقنا دون إقصاء أو تهميش من الدولة السورية الجديدة”.
تهميش المرأة في الإعلان الدستوري
وبدوها أكدت الناشطة النسوية شمس عنتر أنها ضد الإعلان الدستوري، الذي خيب فرحة السوريين بالاتفاقية التي عقدت بين رئيس سلطة دمشق أحمد الشرع، والجنرال مظلوم عبدي، فهذا الدستور دمر أمال الشعوب، التي لم يحفظ حقوقها في سوريا”.
وتابعت: “خاصة الشعب الكردي الذي همشت حريته وقضيته في سوريا، وذلك بسبب النظام السابق الذي حاول سلخه من قوميته وثقافته وتطبيعه بقومية ولغة أخرى، وهذا الدستور والنهج لا يختلف عن نظام البعث السابق”.
وتأملت شمس أن تكون هناك آذان صاغية لصوت الشارع السوري عامةً، والكردي خاصةً، وأن يتم تعديل بنود الإعلان الدستوري وتذكر فيه حقوق الشعوب الأخرى.