الحسكة/ محمد حمود – في الخامس عشر من آذار عام 2011، بدأت الأزمة السورية التي طالبت بالحرية والكرامة، واليوم، وبعد مرور 14 عامًا، تحررت سوريا من نظام الأسدين، لكنها ما زالت تواجه تحديات كبيرة في بناء مستقبل ديمقراطي مزهر تواجه سلطات دمشق الحالية.
في الخامس عشر من آذار عام 2011، خرجت أول مظاهرة في دمشق، لتبدأ الشرارة الأولى التي طالبت بالحرية والكرامة، وبعد مرور 14 عامًا، تحررت سوريا من نظام الأسد، لكنها ما زالت تواجه تحديات كبيرة في بناء مستقبل ديمقراطي مزدهر، هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة للتأمل في الماضي، بل هي أيضًا فرصة لتقييم الحاضر واستشراف المستقبل.
البداية والانتقال للمدن السورية الأخرى
دمشق العاصمة شهدت أول مظاهرة سلمية تطالب بالإصلاح وإسقاط النظام، لتكون الشرارة الأولى لانطلاق الأزمة السورية، لم يتأخر النظام في قمع هذه الاحتجاجات، حيث اعتقل المشاركين وحاول إسكات الأصوات المطالبة بالتغيير، لكن الشعلة انتقلت سريعًا إلى درعا، التي انتفضت في الثامن عشر من آذار، لتجدد الروح الثورية وتؤكد أن مطالب الشعب لن تموت. تبع ذلك انتفاضة مدينتي حمص وحماه، في الخامس والعشرين من آذار، حيث خرج الآلاف من المتظاهرين مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية، حيث واجه المتظاهرون القمع بعزيمة كبيرة، رغم استخدام النظام للقوة المفرطة.
لم يتأخر أبناء شمال وشرق سوريا في الانضمام إلى المظاهرات والاحتجاجات، حيث كانوا من أوائل من حرروا مناطقهم من سيطرة النظام. وتميزت هذه المناطق بالحفاظ على المسار السلمي وانتهاج الخط الثالث، رغم انحرافها نحو التسليح في مناطق أخرى من سوريا، نجح أبناء هذه المناطق في إدارة مناطقهم عبر الإدارة الذاتية الديمقراطية، مع الحفاظ على مبادئ الثورة السلمية.
سقوط نظام البعث وتحديات كبرى
في الثامن من كانون الأول 2024، سقط نظام البعث، مخلفًا وراءه دولة من الركام، رغم هذا الإنجاز الكبير، إلا أن السوريين ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة في بناء دولتهم الجديدة على أسس ديمقراطية تعددية، تكفل حقوق الجميع، عملية إعادة الإعمار تتطلب جهودًا كبيرة، خاصة في ظل الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.
اليوم، في الذكرى الرابعة عشرة للأزمة السورية، تحررت البلاد من نظام الأسد، لكن الطريق ما زال طويلًا نحو تحقيق مستقبل مزهر، لأن بناء دولة ديمقراطية تعددية، يتطلب جهودًا إضافية وتعاونًا بين الأطراف.
إعادة الإعمار ليست التحدي الوحيد الذي يواجه السوريون، فالمصالحة الوطنية تمثل أيضًا تحديًا كبيرًا، الحرب خلفت جراحًا عميقة في المجتمع السوري، ولا بد من العمل على تحقيق المصالحة الوطنية لضمان مستقبل مستقر للبلاد، كما أن التشاركية بين الشعوب في بناء بلدهم وضمان حقوقهم السياسية والاجتماعية والثقافية؛ يمثل حجر الزاوية في بناء سوريا الجديدة.
الأمل في مستقبل أفضل للسوريين
يلعب المجتمع الدولي دورًا مهمًا في دعم عملية إعادة الإعمار والمصالحة الوطنية في سوريا، الدعم الدولي ضروري لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.
وفي الختام، تبقى الذكرى الرابعة عشرة للأزمة السورية، تذكيرًا بإرادة شعب طالب بالحرية، وواجه القمع بعزيمة لا تلين، ورغم التحديات، يبقى الأمل في مستقبل أفضل هو ما يدفع السوريين إلى الاستمرار في النضال من أجل تحقيق أحلامهم.