الحسكة/ محمد حمود ـ قال المحلل السياسي العراقي، كاظم الحاج: “في ظل التطورات السياسية والأمنية المتسارعة في المنطقة، إن مسار السلام والديمقراطية، الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، يحظى باهتمام كبير، رغم العقبات التي تواجهه”، وأكد، أن النداء يمثل رؤية استراتيجية تهدف لحل القضية الكردية حلاً سلمياً وديمقراطياً.
الهجمات عقبة أمام تحقيق السلام
وأجرت صحيفتنا لقاء معه، وحول ذلك نوّه: إن “مسار السلام والديمقراطية الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان في ندائه التاريخي، يمثل رؤية استراتيجية، تهدف إلى حل القضية الكردية بشكل سلمي وديمقراطي، بعيدًا عن لغة السلاح والعنف”. وتابع: “القائد عبد الله أوجلان، طرح فكرة السلام خياراً استراتيجياً، ليس فقط من أجل الكرد، ولكن من أجل تركيا والمنطقة بأكملها، ورؤيته تقوم على إيجاد حل ديمقراطي يضمن حقوق الكرد، ويحقق التعايش السلمي بين جميع الشعوب والمكونات في المنطقة، فهو من خلال ندائه، دعا إلى إقامة نظام ديمقراطي في تركيا، يعترف بالتنوع الثقافي والسياسي، ويضمن حقوق الكرد، والشعوب الأخرى، هذا المسار سيكون نقطة تحول في تاريخ تركيا والمنطقة، إن أرادت القيادة التركية بالشكل المطلوب للتعامل معه”.
لكن هذا المسار يواجه تحديات كبيرة، أبرزها الهجمات العسكرية التركية المتكررة على شمال وشرق سوريا، وكذلك على مناطق الدفاع المشروع في باشور كردستان.
وبخصوص ذلك، قال الحاج: “الهجمات التركية ليست فقط هجمات عسكرية، بل هي هجمات سياسية على مسار السلام نفسه، تركيا، من خلال هذه الهجمات، تحاول إفشال أي محاولة للتوصل إلى حل سلمي للقضية الكردية، والهجمات لا تؤثر فقط على الوضع الأمني في المنطقة، بل تعيق أيضًا الجهود الرامية إلى عقد المؤتمر العام لحزب العمال الكردستاني، والذي يُفترض أن يكون خطوة مهمة نحو تعزيز مسار السلام، وكما نعلم أن حزب العمال الكردستاني قد أعلن وقف إطلاق النار، وعبّر عن استعداده للمضي قدمًا في مسار السلام، لكن الهجمات التركية تجعل من الصعب تحقيق ذلك”.
ولفت: “وقف الهجمات التركية هو شرط أساسي لتمكين حزب العمال الكردستاني، من عقد مؤتمره العام، والمضي قدمًا في تحقيق السلام المطلوب، ولا يمكن الحديث عن سلام في ظل استمرار القصف والهجمات التركية، وعليها أن تدرك أن الحل العسكري لن يجلب إلا المزيد من العنف والدمار، الحزب، من خلال إعلانه وقف إطلاق النار، قد أظهر مرونة واستعدادًا للتفاوض، لكنه يحتاج إلى بيئة آمنة لتنفيذ خطواته السياسية؛ والمؤتمر العام للحزب ضروري لتحديد استراتيجية جديدة تعتمد على الحلول السياسية بدلًا من العسكرية”.
الاعتراف بحقوق الشعب الكردي أولوية
وأثنى الحاج، على موقف حزب العمال الكردستاني، الذي رحب بنداء القائد عبد الله أوجلان، وأعلن وقف إطلاق النار: “هذا الموقف يعكس إدراكًا عميقًا لأهمية السلام، ويظهر أن الحزب مستعد للتضحية من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن هذا الموقف يحتاج إلى رد إيجابي من الجانب التركي أيضاً”.
وأردف: “استمرار الهجمات التركية دون استجابة إيجابية لوقف إطلاق النار، قد يؤدي إلى إضعاف الثقة في مسار السلام، ويدفع الأطراف الكردية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها، الكرد لا يريدون الحرب، لكنهم أيضًا لن يقبلوا بالاستسلام، إذا لم تكن هناك إرادة حقيقية للسلام من الجانب التركي، فإن الوضع سيبقى متأزمًا”.
واستطرد: “هناك ضرورة بالابتعاد عن لغة السلاح، واعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل النزاعات”، وشدد، “السلاح لن يحقق السلام، بل سيزيد تعقيد المشاكل، الحل الوحيد هو الاعتراف بالحقوق المشروعة للكرد”.
واختتم، المحلل السياسي العراقي، كاظم الحاج: “إن تجارب التاريخ أثبتت أن الحلول العسكرية، لن تحقق أبدًا استقرارًا طويل الأمد، والسلام الحقيقي يحتاج إلى إرادة سياسية، واعتراف بالآخر، تركيا لديها فرصة تاريخية لتحقيق السلام، لكن عليها أن تختار بين الاستمرار في سياسة القمع، أو الانفتاح على الحلول السياسية”.
وفي الختام، يمثل مسار السلام والديمقراطية، الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، أملًا للكثيرين في المنطقة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه، فالهجمات التركية على شمال وشرق سوريا، ومناطق باشور كردستان، تبقى عقبة رئيسية في طريق هذا المسار، لكن وقف هذه الهجمات يمكن أن يفتح الباب أمام فرص جديدة للسلام.