روناهي / تل حميس -لمع أسم “أحمد الرحيل ” في مجال الرسم والنحت، وهو من أبناء ريف مدينة تل حميس الجنوبي، فسعى أن يحقق مكانة متميزة في بيئته الاجتماعية، وبين ذويه ورفاقه، مستفيداً من موهبته الفطرية فأبدع في الرسم والنحت.
نشأ الرحيل في قرية “صغيرة، حيث برز قصة نجاح مهمة تجمع بين التعليم والفن، فسعى إلى تطوير مجتمعه في إبداعاته الفنية التي تخاطب القلوب والعقول، فعلى الرغم من تحديات البيئة والموارد المحدودة أستطاع أن يطور نفسه ويبدع، وأن يكون بارزاً في مجتمعه.
أحمد الرحيل الولادة والنشأة
وُلد “أحمد الرحيل “في قرية جنوبي مدينة تل حميس، ليكون أحد الأفراد الذين تركوا بصمتهم في مجالات متعددة، جامعاً بين موهبة فنية متقدة، وحنكة تجارية، وحس معماري فريد، منذ طفولته، كانت تظهر عليه علامات النبوغ والإبداع، حيث كان يلفت الأنظار برسوماته الدقيقة التي تميزت بقدرتها على نقل التفاصيل بأمانة وإتقان، كان الرسم له ليس مجرد هواية، بل لغة يعبر بها عن أرائه وأفكاره.
ولمعرفة المزيد عن أبداع الشاب “أحمد الرحيل”، زارت صحيفتنا، منزله في قرية الزباء المتعارف عليها باسم “أبو جرن” وهو مواليد 1990، فتحدث عن كيفية تطور أبداعه في مجال الرسم والنحت: “عقب إكمالي مراحل التعليم الأساسية، التحقت بكلية التربية في جامعة الفرات، فاخترت دراسة التربية لأجمع بين شغفي بالعلم وحبي للفن”.
وتابع: “كانت سنوات الدراسة الجامعية محطة مهمة في حياتي، إذ صقلت خلالها مهاراتي الفنية، وأتقنت أساليب الرسم المختلفة، سواء باستخدام القلم الرصاص أو الألوان الزيتية والمائية، لم أكتف بالالتزام بالمناهج الدراسية فقط، بل كنت أسعى دوماً لاستكشاف أساليب جديدة وتقنيات حديثة، تُضفي على لوحاتي لمسة خاصة تميزني عن أقراني”.
وأضاف: “شاركت في العديد من الأنشطة الفنية، التي نظمتها الجامعة، وقمت بنشر رسوماتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.”
كيفية توظيف المهارات الفنية
أحمد الرحيل، يمتلك موهبة استثنائية في رسم الوجوه والمناظر الطبيعية، فكان قلمه يُجسد التفاصيل الدقيقة بواقعية مدهشة، ولعل أكثر ما كان يلفت الأنظار هو طريقة تعامله مع الظلال والإضاءة، حيث أضافت هذه العناصر عمقاً وبعداً حياً للوحاته، إلى جانب شغفه بالفن، امتلك أحمد حساً معمارياً متقدماً دفعه للانخراط في مجال البناء والعمارة، فقد أدرك مبكراً أن العمارة ليست مجرد علم جامد، بل فن يتطلب رؤية جمالية وإبداعية، ومن هذا المنطلق، بدأ يفكر في كيفية توظيف مهاراته الفنية في مشاريع البناء.
وحول ذلك، بين: “لقد ابتكرت طريقة مميزة في استخدام الحجر ضمن الإسمنت كبديل للحديد، فقمت بوضع الحجر في الإسمنت بشكل متقطع ومدروس، مما سمح بإنشاء أساسات قوية ومستقرة حتى في المناطق المنحدرة، كانت هذه الطريقة ابتكاراً هندسياً، حقق نجاحاً ملحوظاً، وخصوصاً في القرى الجنوبية لمدينة تل حميس”.
لم يكن الجانب المعماري هو المحطة الأخيرة في رحلة الرحيل المهنية، إذ وجد نفسه أيضاً منجذباً إلى عالم التجارة، بفضل دقته في الحسابات وذكائه التجاري، استطاع تأسيس مشاريع ناجحة تميزت بالإدارة الحكيمة والرؤية الاقتصادية السليمة، فكانت تجارته تمتاز بالتنوع والمرونة.
ومن أبرز ما يميز الرحيل، هو التوازن الذي حققه بين حياته الفنية والمهنية، حيث لم يتخلّ يوماً عن الرسم، رغم انشغاله بأعماله التجارية والمعمارية، بل على العكس، استثمر أوقات فراغه في تطوير مهاراته الفنية، وإنتاج لوحات جديدة تعبّر عن قضايا مجتمعية وإنسانية.