قامشلو/دعاء يوسف – أعربت نساء إقليم شمال وشرق سوريا، عن ثقتهن في الجنرال مظلوم عبدي وقوات سوريا الديمقراطية، متأملات تطبيق بنود الاتفاق القائم بين حكومة دمشق وقسد على أرض الواقع، وعودة سوريا لأبنائها دون تدخلات خارجية، منتظرات الخطوات القادمة بثقة، وأن دماء الشهداء لن تذهب سدى.
عقدت اتفاقية في العاشر من آذار بين رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع”، وقائد قوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي”، والتي نصت على عدة بنود تضمن وحدة الأراضي السورية وتوفر السلام والأمان للشعب السوري، وبعد هذه الاتفاقية أبدت نساء من إقليم شمال وشرق سوريا أراءهن حول الاتفاقية.
السلام والحرية غاية الشعوب
“بتضحيات أبنائنا سيحل السلام، وتعود أراضينا المحتلة” وبهذه الكلمات عبرت والدة الشهيد كادوس من مدينة قامشلو “كلستان علي” موقفها من الاتفاقية، وبينت أن التضحيات التي قام بها أبناء مناطق إقليم شمال وشرق سوريا لم تذهب سدى بل كانت القوة التي سيحل بسببها الأمن والسلام.
وأضافت: “إننا على ثقة بالقائد مظلوم عبدي، إذ أنه وضع نصب أعينه حرية شعبه وسلامته، ولن يقدم على خطوة إلا إن كان واثقاً منها، ونأمل ألا نغدر مرة أخرى، فهذه الاتفاقية ما زالت حبر على ورق، حتى يتم تطبيق شروطها”.
فيما تؤكد كلستان: “لم نتنازل يوماً عن أرضنا أو دماء شهدائنا، وكنا ولا نزال جزءاً من سوريا، ولم يكن هدفنا الانفصال بل السعي للعيش بسلام وحرية، التي سلبها منا نظام البعث الفاشي، ونأمل أن تتحقق وحدة سوريا وتتوقف جرائم الحرب بحق الشعب السوري كاملاً”.
وبغصة أم فقدت ولدها قالت كلستان: “قبل أن نكون كرداً أو عرباً أو سريان أو سنة أو علوية وبعيداً عن أي دين ومذهب نحن بشر، ويجب أن نتمتع بالإنسانية، وما يجري في سوريا اليوم من جرائم إبادة بحق الشعب السوري، وخاصة العلوي ينافي أخلاقنا ومبادئنا، لقد ضحى ولدي من أجل الوطن والسلام، فيكفي قتلاً وإجراماً”.
تأمل كلستان أن تعود الأراضي السورية، وتتوحد من جديد على مبادئ الديمقراطية والإنسانية في بلد يعيش فيه السوريون بعيداً عن التهميش والعنصرية والتمييز بين فئة والأخرى: “لقد حمينا أرضنا وسنحمي سوريا إن توحدنا، بدون تدخلات خارجية، فالحل بيد السوريين واليوم مع هذه الاتفاقية، التي عقدت مع حكومة دمشق، نبرهن أننا لسنا انفصاليين، ولكننا نريد السلام وألا تضيع تضحيات أولادنا وشهدائنا سدى”.
اختتمت والدة الشهيد كادوز “كلستان علي” حديثها: “لقد عانى الشعب الكردي من الظلم والخيانة كثيراً، ونأمل من هذه الاتفاقية أن تكون بداية خير للجميع، وأن تعود المناطق المحتلة إلى أهلها، وتتوقف المجازر التي ترتكب بحقنا، ونجد حقوقنا وحريتنا في سوريا الجديدة، وخاصة حق المرأة التي عانت من أجل حماية شعبها، وتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية المثال الناجح للإدارة الحرة”.
الاتفاق ينهي الاحتلال
وبدورها، أشارت مهجرة من عفرين والتي تقطن مدينة قامشلو “روهان عبدالو” أن الاتفاق الذي عقد مهم، ويصب في صالح السوريين، ولكنه لم يتطرق إلى دور المرأة في سوريا: “نتمنى أن تكون هناك بنود خاصة بحفظ حقوق النساء في فروع هذا الاتفاق، ولقد كان لهذا الاتفاق قبول من الشعب السوري الذي يسعى لإنهاء دائرة الحرب التي استمرت 14 عاماً”.
وقد تطرقت خلال حديثها إلى البند الخامس من الاتفاقية، وهي ضمان عودة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية: “حتى لو طلبت منا الدولة السورية العودة تحت حمايتها فقط، لا نعود خوفاً من بطش “العمشات والحمزات”، إلا إذا طبق هذا البند سنعود بحماية أبنائنا وقواتنا، التي لن تغدر بنا أبداً”.
كما تابعت: “تثق شعوب إقليم شمال وشرق سوريا وخاصة الكرد بالجنرال مظلوم عبدي، وقوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى وحدات حماية المرأة وجميع قواتنا، التي حمت المنطقة من الاحتلال التركي ومرتزقته داعش وغيرها، وهذه الخطوة التي نحن في صددها مهمة لوحدة الأراضي السورية وتوحد شعوبها تحت راية واحدة”.
وفي ختام حديثها دعت “روهان عبدالو” أن تتوقف سلسلة المجازر التي يرتكبها أبناء الشعب السوري فيما بينهم، وأن يحل السلام والديمقراطية التي سعت لها الشعوب، وينتهي الاحتلال والتدخل التركي: “إن الكعكة السورية آن لها أن تعود لأصحابها دون تقسيم وأطماع خارجية، فسوريا للسوريين”.