روناهي/ الدرباسية – أشارت الإدارية في مؤتمر ستار بمدينة الدرباسية “فاطمة كلش” إلى أن المرأة الكردية تستكمل اليوم نضالات النساء الأوائل بشكل أكثر وعياً وتنظيماً، وأكدت أن هذه المرحلة التي تشهدها سوريا مفصلية وحاسمة للمرأة السورية.
يحتفل العالم بأسره بيوم الثامن من آذار في كل عام، ذلك اليوم الذي بات يُعرف باسم يوم المرأة العالمي، الذي استمد اسمه من التظاهرة التي نظمتها 15 ألف عاملة من عاملات النسيج في مدينة نيويورك الأمريكية في عام 1908؛ للمطالبة بتخفيض عدد ساعات العمل في أمريكا وإعطاء المرأة حق الاقتراع، وقد بدأت النسوة الأمريكيات الاحتفال بهذا اليوم في الأول من شباط منذ عام 1909 ولغاية عام 1913، وقد قدمت الألمانية “كلارا زيتكن” فكرة الاحتفال بعيد المرأة لأول مرة.
الفكرة جاءت ضمن المؤتمر الثاني لمناقشة أوضاع النساء العاملات، الذي انعقد في مدينة كوبنهاجن الدنماركية في عام 1910، وقد قررت منظمة الأمم المتحدة في عام 1977 اعتماد الأول من آذار من كل عام يوما للمرأة، تحتفل به أغلب دول العالم. وهو يهدف الاحتفال إلى تحقيق تغيير إيجابي في وضع المرأة وتحقيق التكافؤ بين الجنسين، ليصبح هذا اليوم في كل عام، يوم تجدد فيه النساء على رفع النضال وحماية مكتسباتها.
ريادة المرأة الكردية
وبهذا الصدد، التقت صحيفتنا الإدارية في مؤتمر ستار بمدينة الدرباسية “فاطمة كلش”، حيث قالت: “لقد وضعت النساء الأمريكيات لبنة النضال في سبيل حقوق المرأة، وقد دفعت الألمانية “كلارا زيتكن” باتجاه اعتماد يوم الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة لتطالب فيه بحقوقها، وتناضل من أجلها. ولكن؛ كل تلك الجهود والنضالات كانت بشكل إفرادي، أو بأحسن الأحوال ضم مجموعة صغيرة من النساء. ولكن، مع بروز حركة التحرر الكردستانية بقيادة القائد عبد الله أوجلان، أخذت نضالات المرأة منحى أكثر تنظيماً وأكثر ثورية، وأكثر قدرة على إعطاء النتائج”.
وأضافت: “إن المرأة الكردية، وبالاعتماد على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، باتت على دراية أوسع بكيفية نضال المرأة في سبيل حقوقها المشروعة في المجتمعات، وقد أثبتت ذلك من خلال زيادة تنظيم الصفوف، والعمل على توسع الإدراك الفكري والمعرفي، والانخراط بالعمل الثوري المنظم الذي ساعد المرأة على اكتشاف درب النضال بشكل أفضل، والعمل على تحقيق منجزات تساعدها في الوصول إلى العدالة التي تنشدها”.
دور القائد عبد الله أوجلان
ونوهت فاطمة إلى دور القائد عبد الله أوجلان في قضية تحرر المرأة: “بهذه المناسبة، وجه القائد عبد الله أوجلان رسائل التهنئة إلى المرأة في يومها العالمي، وكما في كل مرة، يؤكد القائد على ضرورة توسيع صفوف منظمات المرأة والعمل على ضم كل النساء في العمل الثوري للدفاع عن مطالبهن، وفي هذا الإطار، لا بد أن نستذكر شهيداتنا الأوائل أيضاً، اللاتي ضحين من أجل رفع صوت المرأة عالياً، ورفض كل أشكال التعذيب وإنكار الحقوق التي تتعرض لها المرأة”.
وزادت: “يعمل القائد عبد الله أوجلان في سبيل تحقيق حرية نساء الأرض قاطبة، بغض النظر عن اللون أو الدين أو القومية أو العرق، الأمر الذي نراه متجسداً في تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، حيث أن هذه الإدارة تضم في صفوفها النساء من مختلف شعوب إقليم شمال وشرق سوريا. وهذا يعتبر التجسيد العملي لنضالات المرأة في سبيل حقوقها”.
حقوق المرأة ضمان لأمن سوريا
وأشارت فاطمة إلى ما تشهده سوريا وضرورة ضمان دور وحقوق المرأة فيها: “نظراً لما مرت به سوريا على مدى أكثر من عقد، وما تمر به اليوم أيضاً، يتعين على الأطراف السورية أن تأخذ مسألة حقوق المرأة بعين الاعتبار، لأنها الضمانة الوحيدة لمستقبل أكثر استقراراً، وذلك لعدم تكرار ما مرت به سوريا خلال حكم الأسد. كما أن ما نشهده اليوم من اضطرابات على مستوى الساحة السورية، يعود في جذوره إلى محاولة سلطة دمشق الجديدة الاستئثار بالقرار السوري واستبعاد باقي الشعوب وشرائح الشعب السوري، وعلى رأسهم المرأة، الأمر الذي سيجعلنا أمام دوامة عنف جديدة من الصعب التخلص منها”.
واختتمت الإدارية في مؤتمر ستار بمدينة الدرباسية “فاطمة كلش”، حديثها: “إن ضمان حقوق المرأة في المستقبل السوري هو ضمان للمستقبل السوري بشكل عام، لذلك يتعين على سلطة دمشق أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، وذلك إذا ما أرادت أن تنهض بسوريا مرة جديدة بشكل معافى وأكثر استقراراً. كما أننا نساء إقليم شمال وشرق سوريا، نؤكد دائماً على مواصلة النضال في سبيل قضية تحرر المرأة، فتحرر المرأة هو شرط ضروري لتحرر المجتمع ككل، وبدونه لا يمكن الحديث عن مجتمع حر”.