روناهي/ تل حميس ـ تمتاز مدينة “تل حميس” بموقع جغرافي هام، حيث تشكل نقطة التقاء بين مختلف الثقافات، وشهدت على مر العصور، تغيرات ثقافية كبيرة، خلق منها بيئة ثقافية متنوعة وغنية.
على بعد 35كيلومتراً جنوب مدينة قامشلو تقع “تل حميس”، وتتبع إداريًا لمقاطعة الحسكة، وتعد رمزاً للصمود والمقاومة أمام مختلف التحديات التي واجهتها.
مساحتها وتسميتها
ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن مدينة “تل حميس” زارت صحيفتنا “روناهي” منزل “تختور الحرير”، البالغ من العمر 57 عاماً، والذي عرفنا تاريخ هذه المدينة العريقة: “تبلغ مساحة تل حميس ما يقرب من 100 كيلومتر مربع، وكان عدد منازلها عام 1975 35 منزلاً، وجميعها من الطين، وكان يوجد فيها أحياء عدة كـ “حي الملا حسن، وعبد الرحمن، والعبد الله، والحرير”.
وعن تسميتها، قال الحرير: “لقد اختلفت الآراء حول تسميتها بهذا الاسم، فمنهم من يقول نسبة للتلال، التي تكثر فيها، ومنهم من يقول نسبة لعشبة تتغذى عليها الإبل وتنمو بشكل سريع”.
حدودها الجغرافية
وتحد مدينة تل حميس، العديد من المناطق الجغرافية الهامة: “تحد تل حميس من الشمال مدينة قامشلو، ومن الشرق الحدود السورية العراقية، ومن الجنوب مدينة الشدادي، ومن الغرب مدينة الحسكة، ويحدها من الشرق قرية تل علو، والتي تتميز بنشاطها الزراعي، ومن الجنوب قرية “جزعة” المشهورة بتربية المواشي، ومن الغرب قرية “تل براك” الشهيرة بزراعة القمح والشعير، ومن الشمال قرية “تل معروف”.
وتعد مدينة “تل حميس” ذات موقع استراتيجي، لأنها تربط بين المناطق الزراعية والحضرية.
عادات وتقاليد أصيلة
وأشار الحرير، يعد سكان “تل حميس”، خليطاً من الكرد والعرب، ما يضفي على المدينة طابعًا ثقافيًا متنوعًا، وأبرز العادات والتقاليد التي يتميزون بها “الضيافة، والتي تعد من القيم الأساسية، حيث يُكرم الضيف بشكل لافت، فتقدم القهوة العربية له”، و”الأعراس، حيث تقام بطريقة تقليدية تشمل الأغاني الشعبية والدبكات”، و”المناسبات الدينية، حيث يحتفل أهالي تل حميس بالأعياد الإسلامية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، إضافةً إلى احتفالات الكردية مثل عيد “نوروز”، إضافةً، للعادات الزراعية، حيث يرتبط سكان تل خميس بأرضهم، ويعتبرون موسم الحصاد مناسبة اجتماعية هامة”.
الاندماج الثقافي بين السكان
وأردف الحرير: “لقد شهدت تل حميس اندماجًا ثقافيًا بين العرب والكرد، ومن أبرز مظاهر هذا الاندماج “اللغة، حيث يتحدث السكان مزيجًا من اللغة العربية والكردية، مما ساهم في تسهيل التواصل بينهم، والزواج المختلط فيُلاحظ وجود زيجات بين العرب والكرد، مما عزز الوحدة الاجتماعية، كما يحتفل السكان معًا بالمناسبات الاجتماعية، سواء كانت كردية أو عربية، وأيضاً هناك الفنون الشعبية، حيث تشترك الثقافتان في بعض الأغاني، والدبكات التي تُؤدى في المناسبات”.
عمل سكانها
ويعمل معظم سكان مدينة تل حميس بالزراعة وخاصةً زراعة “القمح، والشعير، والكمون”، إلى جانب تربية المواشي كالأبقار، والأغنام، والماعز، والتجارة المحلية والحرف اليدوية، بالإضافة إلى العمل في القطاع الحكومي والخدمات.
وعن أبرز العشائر والأفخاذ المتواجدة في تل حميس، بين الحرير: “أبرز العشائر الموجودة في مدينة تل حميس، (عشيرة الجبور، والشرابيون، والبني سبعة)، أما العشائر الكردية، فهي عشيرة “الدقوري، والهفيركان، والكيكان”.