No Result
View All Result
المشاهدات 12
محمد القادري
إذا رجعنا إلى الكتب السماوية المقدسة، فإنها تصرح بأن المجتمعات البشرية تعود بتاريخها إلى أسرة واحدة، تتوحد في أب وأم كانا اللبنة الأولى لتناسل الجنس البشري وانتشار الإنسان على وجه الأرض، وتشكل العشائر والقبائل ثم الأمم والقوميات، لذلك نرى أن الفطرة الإنسانية تدعو دائماً للرجوع إلى الوحدة والتوحد، والإحساس بالانتماء الواحد إلى البشرية والإنسانية، ذلك لأن الاتحاد قوة ويبين الله ذلك الحال بقوله: “كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ”، ثم دعا رسله وأنبياءه إلى الوحدة: “إنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ”، حين ننظر بالموازين والمقاييس العملية لوجود الأمم والمجتمعات البشرية ضمن جغرافية معينة، نجد أن الوحدة بين أفراد أمة أو شعب على جغرافيته هي أهم أسباب القوة، مصداق قوله تعالى: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، حيث أن الانشقاقات والصراعات والخلافات بين أفراد مجتمع تؤدي للتفكك والانهيار، ويمكن أن تؤدي إلى زوال تلك الأمة أو المجتمع أو الحضارة، وكم من أمم وحضارات زالت من وجه الأرض، ولم يبق إلا آثارها، ونرى أن إعمار الأمم يزداد بوحدتها وتماسك أفرادها ورجوعها إلى حالة قبول بعضها، وإقامة العدالة الاجتماعية والمساواة والمؤاخاة بين أفراد تلك الأمم وتلك المجتمعات، لذلك نرى أن الاتجاه إلى الوحدة والتقارب والتلاحم والعمل المشترك، وقبول الآخرين هو فطره إنسانية سليمة تدعو إليها المجتمعات ويتجه إليها قيادات الأمم والدول والحركات والإدارات، والمجتمعات التي تريد أن يعيش شعبها بسلام وأمان وقوه وتلاحم، نرى في هذه الأيام ما تقوم به القيادة الحكيمة في إقليم شمال وشرق سوريا من خطوات تاريخيه، فكما كنا أبطال الحرب والدفاع عن مناطقنا بكل بسالة، كذلك يثبت التاريخ الآن أيضاً إننا أبطال السلام، وفي هذه المرحلة العصيبة من تاريخ سوريا، أثبتنا توجهنا الديني الصحيح والقومي والسياسي، وتجلى بكل وضوح لدول العالم إننا دعاة سلام ووحدة، ممتثلين أوامر الله سبحانه وتعالى بقوله: “إِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”، لذلك نهنئ شعبنا العظيم بجميع أديانه ومعتقداته وقومياته وطوائفه، الاتفاقات التي تجري لخدمة شعبنا وحفظ الأمن، والسلام؛ لكي يعيشوا باطمئنان وراحة بال بعد أن ضحوا بفلذات أكبادهم من أجل الحرية، والسلام، ونيل حقوقهم المشروعة.
No Result
View All Result