رامان آزاد
لم يكن مشهد المشادة الكلاميّة بين الرئيسين الأمريكيّ ترامب والأوكرانيّ زيلينسكي بالبيت الأبيض الجمعة الماضية، نتيجة اختلافٍ محدودٍ حول سبل وقف الحرب في أوكرانيا مقابل صفقة اقتصاديّة، بل كان إعلاناً أمريكيّاً بغاية الوضوح لنهاية النظام العالميّ الذي تشكّلَ بعد الحرب العالميّة الثانية واستمر طيلة الحرب الباردة، واليوم يقول ترامب بصراحة لشركائه في الناتو إنّ بلاده لن تلتزم بدعمِ أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، لينهيَ بذلك الالتزامَ الأمريكيّ تجاه الناتو، ويؤكدَ عمليّاً عزمه على الانسحابِ من الناتو.
أوروبا أمام الاختبار
في برلين رفع محتج ألمانيّ لافتةً كتب عليها “أوروبا هل يمكنك حماية نفسك؟” وذلك خلال مظاهرة مناهضة لبوتين، ليطرحَ بذلك سؤالاً كبيراً، كانت إجابته في اللقاء الأخير بين الرئيسين الأمريكيّ ترامب، والأوكرانيّ زيلينسكي في البيت الأبيض، والذي وُصف بأنّه نقطة تحول تاريخيّ، وأظهر بوضوح توجهاتِ الإدارة الأمريكيّة الحالية ليس إزاء إدارة الحرب في أوكرانيا، بل مستقبلِ التعاملِ الأمريكيّ مع الشركاء في حلف الناتو، ويفرض على أوروبا سياسة الاعتماد على الذات. فالرئيس ترامب يتبع مع شركائه مبدأ “لن نحميك ما لم تدفع”، ورسالته إلى كييف “لا سلامَ دون صفقةٍ”.
اصطفتِ الدولِ الغربيّة بقيادة الولايات المتحدة في دعمِ أوكرانيا في مواجهةِ الحربِ التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في 24/2/2022، واتبع الرئيس الأمريكيّ السابق جو بايدن سياسةَ دعمِ كييف على هذا الصعيد دون تدخلٍ عسكريّ أمريكيّ، خشية اندلاع حربٍ عالميّة، وأرسلت واشنطن مساعداتٍ عسكريّةً واقتصاديّةً قيمتها عشرات مليارات الدولارات إلى أوكرانيا، وأسهمتِ المساعداتُ الأمريكيّة ومساعداتُ الحلفاء الغربيين بشكلٍ فاعلٍ بتعزيزِ صمودِ أوكرانيا.
ولكن، مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض تغيّر الموقفُ الأمريكيّ، فهو يتبنّى سياسة التصالح مع روسيا ويلتمس لها المبررات في الحرب على أوكرانيا التي يتجه إلى وقفِ دعمها، ويرى أنّ الأولوية هي وقف الحربِ وتجنب التصعيد مع قوةٍ نوويّة كبرى هي روسيا، ويقول إنّ الحرب كلفت بلاده أعباء ماديّةً كبيرةً، تقدر بـ 350 مليار دولار، ويشكو عدم تقديم الحلفاء الأوروبيّين المساعدات بالقدر نفسه، وأنّ كلّ ذلك يجب أن “يتوقف ويتغير”.
ويذهب منهج ترامب أبعد من ذلك، ليناقش فكرة العداء والخصومة مع روسيا، ويريد إنهاءهما تعزيزاً للسلام العالميّ إذ يراوده حلم الحصول على جائزة نوبل للسلام، ولعله يتوافق مع الصين أيضاً، مع الحفاظ على الصدارة الأمريكيّة للعالم اقتصاديّاً وسياسياً، ولكن ترامب سيحتاج إلى الحلفاء، مهما كانت قوة أمريكا، وحتى إذا كانت حاجة هؤلاء الحلفاء إليه أكبر وأكثر.
الموقف الأمريكيّ جعل دول أوروبا وأعضاء الناتو تستشعر أزمةً وجوديّةً، مع توجه إدارة الرئيس الأمريكيّ، ترامب، لهدمِ العلاقات عبر الأطلسي، ليضع الحلفاء التقليديين في مواجهةِ اختبارٍ غير مسبوقٍ يتعلق بقدراتهم الدفاعيّة، ويعتقد البيت الأبيض أنّ أوروبا يجب ألا تعتمد دائماً على واشنطن لتوفير الحماية والدعم.
في20/10/2024 أثار ترامب في سياق التحضير لحملته الانتخابيّة هواجس الأوروبيين، حين قال “لن أحميكم”، إذا أعيد انتخابه، وحينها قال مستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ السابق جون بولتون إنه متأكد أن الخطة الحقيقية للرئيس السابق دونالد ترمب للناتو هي القضاء على الحلف وليس تعزيزه بالضغط على الحلفاء لزيادة إنفاقهم على الحلف.
وكانت ولاية الرئيس الأمريكيّ السابق جو بايدن، قد شهدت ترابطاً وتماسُكاً قويّاً بين أعضاء الناتو، وتعمق الارتباط الجيوسياسي بينهم، وكان الرئيس يؤيد مواصلة دعم الولايات المتحدة لحلف الناتو وترسيخ الروابط بين أعضاء الناتو، وتأكيد فكرة العمل الجماعيّ المؤسسيّ، في إطاره، وأكَّد على ذلك في مناسبة ذكرى تأسيس الحلف في 4/4/2024، وقال: إنّ “واشنطن ستحافظ على التزامها المقدس حِيالَ حلف شمال الأطلسيّ؛ لأنّ الدفاع عن كل شبرٍ من أراضي الناتو يمنحنا نحن أيضاً الأمان”.
تهديد بفرط عقد الناتو
في أحدثِ المواقف الأمريكية أعلن إيلون ماسك المشرف على إدارةِ كفاءة الحكومة الأمريكيّة الإثنين 2/3/2025 تأييده لمبادرة الرئيس الأمريكيّ بانسحاب بلاده من الأمم المتحدة وحلف “الناتو”.
وكان الرئيس الأمريكيّ المنتخب دونالد ترامب، قد أكّد خلال مقابلة مع شبكة “إن بي سي”، بثت الأحد 8/12/2024، أنه قد ينسحب من “الناتو” إذا لم يسدد الحلفاء “فواتيرهم” ويظهروا التزاماً مالياً عادلاً تجاه الولايات المتحدة، وأوضح أن بقاء أمريكا في الحلف يعتمد على ما إذا كانت ستحصل على معاملة “منصفة”، غير أنه لم يستبعد احتمال الانسحاب بالكامل.
في قمة حلف الناتو التي عقدت في 11/7/2018، تصاعدت حِدَّة الخطاب الأمريكيّ؛ وطلب ترامب من الحلفاء الأوروبيّين، زيادة إنفاقهم الدفاعي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتحمل العِبْء الأكبر من ميزانية الحلف؛ الأمر الذي يُشكِّلُ عِبْئاً على دافعي الضرائب الأمريكيّين، وقال ترامب في خطابٍ شديد اللهجة: “إذا لم تدفعوا حصصكم، فإننا قد ننسحب من الناتو”.
ويطرح ترامب حججاً قوية حول احتياج الدول الأعضاء في حلف الناتو إلى زيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما يتجاوز 2% من الناتج المحليّ الإجماليّ؛ وأنها يجب أن تبلغ 3.5 ــ 4%. ولا يتناسب منهج ترامب مع مثل هذا التحالف الضخم، الذي توسع منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022. وترامب الذي رفع شعار “أمريكا أولاً” يجد السلام أولوية سياسته، ولكنه سلامٌ قائم على عقد الصفقات الكبيرة، ولذلك أثار بالفعل فكرة الانسحاب من حلف الناتو.
كان حلف شمال الأطلسي أساس النظام الأمريكيّ بعد الحرب العالمية الثانية، وجاء تأسيسه عام 1949 بهدف مواجهة الاتحاد السوفييتيّ والكتلة الشيوعيّة، ولكن ذلك لم يعد موجوداً في شكله وامتداده السابق، وترامب لا يرى فلاديمير بوتين عدواً، وهو مقتنع أنّ حلف الناتو بات عبئاً ماليّاً وسياسيّاً على الولايات المتحدة، وإذا لم يدفع حلفاء الناتو حصتهم، فإنّه سيشجع الروس على “فعل ما يحلو لهم”.
التوجه الأمريّكي يثير مخاوف متزايدة في دول أوروبا، وجاء طلب السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف الناتو لتحظى بالمظلة الأطلسيّة بعد الاندفاعة الروسيّة، وتتمثل المخاوف بقرار ترامب سحب القوات الأمريكيّة من دول في جميع أنحاء أوروبا، وهو الاحتمال الذي أشار إليه وزير الدفاع الأمريكيّ، بيت هيجسيث، في وارسو، الجمعة 21/2/2025، عندما قال: “لا يمكننا أن نفترضَ أنَّ الوجودَ الأمريكيّ سيستمر إلى الأبد”. وسبق أنّ قال في 12/2/2025: إنَّ بلاده لم تعد تركّز على الأمنِ الأوروبيّ، وأنّ أوروبا يجب أن توفرَ النصيب الأكبر من
وإزاء ارهاصات المرحلة القادمة والمتغير في الموقف الأمريكيّ طرحت ألمانيا و18 دولة بالاتحاد الأوروبيّ في 31/1/2025، مشروع التوسع في تمويلِ السلاح عبر بنك الاستثمار الأوروبيّ، لرفع القاعدةِ الدفاعيّة لمستوى التحديات الأمنيّة قصيرة وطويلة المدى.
تضامن أوروبيّ مع كييف
الإثنين 2/3/2025 عقد قادة 15 دولة حليفة لأوكرانيا اجتماع قمة حاسمة في لندن لبحث مسألة الضمانات الأمنيّة الجديدة في أوروبا إزاء المخاوف من تخلي واشنطن عنها، والتي ارتفع منسوبها بعد المشادة الكلاميّة بين ترامب وزيلينسكي.
ووقّعت بريطانيّا وأوكرانيا السبت 1/3/2025 اتفاقية لتقديم 2.26 مليار جنيه إسترليني إضافيّة في شكل قروض لدعم القدرات العسكريّة الأوكرانيّة، وجاء الاتفاق خلال استقبال رئيس الوزراء البريطانيّ كير ستارمر للرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي في لندن، وقال ستارمر عبر منصة «إكس»: “إنّ بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا الآن ودائماً”.
تحدّث رئيس الوزراء البريطانيّ، كير ستارمر، إلى كل من الرئيسَيْن الأمريكيّ ترامب، والأوكرانيّ زيلينسكي، بعد المشادة الكلاميّة بينهما في البيت الأبيض، الجمعة، وعبّر عن «دعمه الراسخ» لأوكرانيا، وهو ما أكّده قادة أوروبيّون آخرون في تصريحات مماثلة، وبادر معظمهم إلى الدفاع عن زيلينسكي.
واتصل الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون بنظيره الأوكرانيّ عقب الصدام بين زيلينسكي والرئيس الأمريكيّ ترامب وشدّد ماكرون على وجود “معتد هو روسيا وشعب معتدى عليه هو أوكرانيا”، وأضاف “أرى أننا كنا جميعاً على حق في مساعدة أوكرانيا ومعاقبة روسيا قبل ثلاث سنوات وفي الاستمرار في القيام بذلك”، ودعا الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون نظيرَيْه الأمريكيّ دونالد ترامب والأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»، وأضاف أنه إذا وافقت واشنطن على «توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنيّة لأوكرانيا» فإن «قدرتها على الردع الجيواستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما سيتلاشى في اليوم نفسه».
وأعلن رئيس الحكومة الإسبانيّة بيدرو سانشيز موقف بلاده الداعم لكييف وقال “أيها الأوكرانيّون، إسبانيا تقف معكم”.
وقال المستشار أولاف شولتز “يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وأوروبا”، وأكدت وزيرة الخارجية الألمانيّة أنالينا بيربوك عبر “إكس” “ألمانيا وحلفاؤنا الأوروبيّون متحدون إلى جانب أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسيّ. يمكن لأوكرانيا الاعتماد على الدعم الثابت لألمانيا وأوروبا وأبعد من ذلك”، أما الفائز في الانتخابات الألمانية الأخيرة ومستشارها المقبل فريدريش ميرتس فقال “يجب عدم الخلط أبداً بين المعتدي والضحية” في هذا النزاع.
الكلمات الأكثر قسوة جاءت من مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبيّ، كايا كالاس، حيث علقت على المشهد في البيت الأبيض قائلة “اليوم أصبح من الواضح أن العالم الحر بحاجة لزعيم”، وتعهدت كايا كالاس بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، مشكّكة في زعامة الولايات المتحدة للعالم الغربي، وكتبت على وسائل التواصل الافتراضي: “اليوم، أصبح واضحاً أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. الأمر يعود لنا نحن الأوروبيّين لقبول هذا التحدي”، مضيفةً: “أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا”.
ودعا رئيس المجلس الأوروبيّ أنتونيو كوستا إلى قمة أوروبيّة مخصّصة لأوكرانيا في 6/3/2025.
وعبرت رئيسة المفوضية الأوروبيّة أورسولا فون دير لاين عن دعمها للرئيس الأوكرانيّ، وكتبت على منصة “إكس”: “كن شجاعاً وقوياً ولا تخف. لن تكون وحدك أبدا. عزيزي الرئيس زيلينسكي سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم”.
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف “دعم هولندا لأوكرانيا لا يتزعزع خصوصا الآن. نريد سلاماً دائماً ونهاية لحرب العدوان التي باشرتها روسيا”، فيما أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك “عزيزي زيلينسكي، أصدقائي الأوكرانيّين الأعزاء، لستم لوحدكم”.
وتوالت مواقف الدعم الأوروبيّة وجاءت من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني التي دعت لعقد قمة “بدون تأخير” بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما. من أجل بحث صريح حول طريقة مواجهة التحديات الكبيرة الراهنة بدءاً بأوكرانيا التي دافعنا عنها معاً في السنوات الأخيرة”، وأكدت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي، أن أوكرانيا تكافح من أجل حريتها و”حريتنا” مضيفةً: “من الواضح أن الروس سجلوا المشادة التي حصلت اليوم. هدفنا هو التأكد من الاستمرار في دعم الأوكرانيّين”. فيما أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن أن بلادها “فخورة” بالوقوف إلى جانب أوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكرانيّ زيلينسكي قد أبدى استعداداً للقاء الرئيس الروسيّ بوتين بمجرد أن تتفق كييف وحلفاؤها على خطة بشأن كيفية إنهاء الحرب، وأشار إلى أنّ اللقاء ممكن بعد التوصل إلى خطة مشتركة مع ترامب وأوروبا”، مضيفاً “سنجلس مع بوتين ونوقف الحرب، أنا مستعد للقاء في هذه الحالة فقط”.
خلفية توتر العلاقة
بدأت العلاقة الأمريكيّة ـ الأوكرانيّة بالتوتر بعد المكالمة الهاتفيّة في 12/2/2025، بين ترامب ونظيره الروسيّ بوتين، الذي لا يخفي الرئيس الأمريكيّ إعجابه به. ويخشى زيلينسكي، كما حلفاؤه الأوروبيّون، دفعَ ثمن التقاربِ المتسارع بين واشنطن وموسكو، وهو يسعى بشدة للحصول على ضمانات أمنيّة بحال التوصل لوقف الحرب، وهو ما ترفض الولايات المتحدة منحه إياه حتى الآن، وتزايدت هذه المخاوف بعد الاجتماع الذي عُقد في الرياض بين وزيري الخارجية الأمريكيّ والروسيّ. وكان اللقاء إشارة إلى بدء مباحثات لإنهاء الحرب دون دعوة كييف أو الأوروبيّين.
وتتملّك إدارة ترامب شعور بأن أوكرانيا ليست “ممتنة” لواشنطن، نظير المساعداتِ العسكريّة الضخمة التي قدمتها في مواجهة روسيا، في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وانتقد نائب الرئيس الأمريكيّ جاي دي فانس الرئيس الأوكرانيّ وطالبه بتقديم الشكر في اللقاء الذي جرى الجمعة في البيت الأبيض، ليُشعل فتيل النقاش المحتدم أمام وسائل الإعلام، وبعد خروج الصحفيين من المكتب، أكّد ترامب أنّ الرئيس الأوكرانيّ يمكنه العودة “عندما يكون مستعداً للسلام”. فيما دعا وزير الخارجية ماركو روبيو زيلينسكي إلى الاعتذار.
قال الرئيس الأوكرانيّ زيلينسكي، السبت “من الحيويّ بالنسبة لنا أن نحظى بدعم الرئيس ترامب. إنّه يريد إنهاء الحرب، لكن لا أحد يريد السلام أكثر منا”، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسيّة.
وقال أيضاً: “نحن مستعدون للتوقيع على اتفاقية المعادن، وستكون هذه الخطوة الأولى نحو ضمانات الأمن، ولكن هذا ليس كافياً، ونحن بحاجة إلى أكثر من ذلك. إن وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنيّة يشكل خطراً على أوكرانيا، لقد كنا نقاتل منذ ثلاث سنوات، ويجب على الشعب الأوكرانيّ أن يعرف أن أمريكا تقف إلى جانبنا”.