علي زاخراني
يقول تبارك وتعالى في كتابه الكريم: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. إن الصوم عبادة من أجل العبادات، وقربة من أشرف القربات، وطاعة مباركة، لها آثارها العظيمة والكثيرة، العاجلة واﻵجلة، من تزكية النفوس وإصلاح القلوب وحفظ الجوارح من الفتن والشرور وتهذيب اﻷخلاق، وفيها من اﻹعانة على تحصيل اﻷجور العظيمة، وتكفير السيئات المهلكة، والفوز بأعلى الدرجات.
فالصوم من أفضل الأعمال المستحبة في الإسلام، فهو يساعد على تحسين مستوى التقوى والتأمل في الحياة الدنيا والآخرة، ويعيش المسلمون خلال شهر رمضان بروح أخرى هي “روح رمضان”، حيث يمتنعون عن الطعام والشراب والشهوات الزائدة خلال فترة الصيام، وهذا يعمل على تنقية النفس والتخلص من الرغبات الأرضية والشهوات العابرة، كما يشعر الصائم بالراحة والاسترخاء الروحي، ويقضي وقتًا أكثر في الذكر والدعاء، ويتأمل في الحياة والدين والمجتمع، ويصلي المسلمون في الليل، ويتصدقون على الفقراء، ويتجنبون الأفكار السلبية والمعنوية الضارة، فالصوم ليس مجرد تقييد للأكل والشرب، بل هو فرصة لتحقيق النمو الروحي والتوازن الداخلي، وتطوير الذات الكاملة.
واعلموا إن للصوم فوائد صحية عديدة، فحسب العديد من الدراسات، يُشكّل الصيام أحد أفضل الطرق لتحسين الصحة العامة للجسم.
ويعمل الصيام على تنظيم نسبة السكر في الدم والتحكم في مستويات الدهون والوزن، كما يُعزز عمل القلب والأوعية الدموية ويقلل ارتفاع ضغط الدم، ويُعزّز التفكّر والتأمّل وتقوية الإرادة والعزيمة؛ ما يؤثر بشكل إيجابي على مستوى الروح، لذلك، فإنّ الصوم طريق نحو القرب من الله وصون النفس وتحسين الصحة، ويساعد الصوم على التحكم بالنفس والشهوات، ويزيد الإيمان والتقوى، كما ينقي الجسم من السموم ويُحسن من عملية الهضم والتمثيل الغذائي، لأن الصوم يمنح الجسم فرصة للراحة والمُداواة، ويتيح الفرصة للنفس للتحمل والاستغناء عن شهوات الدنيا، لذا فإن الصوم يعد من الأعمال الفاضلة التي تنفع الإنسان في الدنيا والآخرة، ومن خلاله يُتيح للإنسان فرصة للتقرب إلى الله سُبحانه وتعالى. فإذا صمتم أخوتي وأخواتي، فليصم سمعكم وبصركم ولسانكم، وجميع جوارحكم، وﻻ يكن يوم صيامكم وفطركم سواء.
كن حليماً حسن اﻷخلاق، واحذر الغضب ﻷتفه اﻷسباب، واحفظ جوارحك عن المعاصي ولسانك عن بذاءة اﻷلفاظ والشتم، واللعن والغيبة، والنميمة والكذب، ولتكن قلوبكم سليمة خالية من الكراهية، والحقد، والحسد.