بيريفان خليل
في كل عام تستقبل المرأة في أنحاء العالم يومها العالمي، مكملة مسيرة قريناتها ممن ناضلن ونلن حقوقهن، حتى حدد لهن يوم عالمي خاص بهن، حيث تحمل بجعبته الإنجازات التي حققتها والتغييرات التي طرأت على واقعها للتخلص من الظلم والعنف والاضطهاد الممارس بحقها، في مجتمع ذكوري لازال متمسكاً بعادات وتقاليد بالية، تحرم المرأة من أبسط حقوقها، وبذلك تتوج هذا اليوم بانتصارات حققتها على مدار العام.
إن ما ميز هذا العام عن سابقه هو نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، الذي نادى بها القائد عبد الله أوجلان، مؤكداً من خلاله البدء بعملية سلام بين الكرد والأتراك، مستشهداً بالعلاقات بينهما على مر التاريخ. عدت المرأة هذا النداء هدية أخرى يقدمه القائد عبد الله أوجلان بمناسبة يوم المرأة العالمي، كما فعلها سابقاً سواء من خلال طرحه لأيديولوجية تحرر المرأة في الثامن من آذار 1998 بمنح المرأة أيديولوجية، للبدء بحياة جديدة بأفكارها أو من خلال فلسفة “Jin, Jiyan, Azadî … المرأة، الحياة، الحرية” التي أصبحت اليوم فلسفة لنساء العالم أجمع، يتبنونها في مسيرتهن النضالية، ضد الذهنية الذكورية التي قمعتها وفككت المجتمع وجردهما من هويتهما.
كما وجدت المرأة بأن هذا النداء زادت مسؤولياتها للقيام بدورها بتصعيد النضال والمقاومة؛ لإنجاح هذه العملية، وكما وضح القائد عبد الله أوجلان؛ فإن للمرأة الدور البارز في تحرر المجتمع، وكما قال، إن العملية الاشتراكية الديمقراطية هي الشكل المحدث للتنشئة الاجتماعية “الأم – المرأة”، حيث يوضح؛ إن لم يتم التغلب على ثقافة الاغتصاب المفروضة على المجتمع الأمومي، لا يمكن أن تتجلى الحقيقة في مجالات الفلسفة والعلم والأخلاق وعلم الجمال والدين بكل أبعادها، وأكد على أن الاشتراكية في العصر الجديد لا يمكن أن تنجح ما لم يتم الإطاحة بالثقافة الذكورية المتغلغلة في أعماق المجتمع، وأن الأساس في فشل الاشتراكية الواقعية ليس في قضايا الدولة والأمة والديمقراطية، بل يعود بالأساس إلى عبودية المرأة التي يتم معايشتها كثقافة بعينها، وربط الشرط الأساسي للاشتراكية بتطور النهج المبرمج في العلاقات بين الرجل والمرأة، وكما أشار القائد؛ فإن تحقيق هذه المهام تعتمد على المرأة، ليكون القرن الحادي والعشرين عصر لحرية المرأة، وبالتالي ضمان بناء مجتمع ديمقراطي حر.