قامشلو/ سلافا عثمان ـ مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة؛ أكدت نساء عفرين والشهباء أن هذا العام سيكون عام حرية المرأة وتحرير الأراضي المحتلة، كما أثبتن أنهن اليوم أكثر عزماً على تصعيد المقاومة والنضال في وجه مخططات الإبادة.
في ظل التحديات والانتهاكات التي تواجهها النساء في المناطق المحتلة، وفي عفرين والشهباء على وجه الخصوص، ومع استمرار النضال والمقاومة، يبقى الثامن من آذار 2025 محطة جديدة في مسيرة الحرية والتحرر، فبينما تحاول الأنظمة القمعية والاحتلال التركي كسر إرادة المرأة، يثبت التاريخ أن النساء بإرادتهن وعزيمتهن، قادرات على صنع التغيير وقيادة المجتمعات نحو مستقبل أكثر عدلاً ومساواة، تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”.
استهداف ممنهج ومقاومة مستمرة
بهذا الصدد، أكدت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الشهباء وعفرين “أمل قرمان” أن المرأة في الشرق الأوسط سواءً في ليبيا، واليمن، ومصر، وأفغانستان أو سوريا، كانت على مدى عقود مستهدفة بشكل مستمر، إلا أن معاناتها تفاقمت في سوريا، ولا سيما في عفرين المحتلة، حيث تعرضت النساء للسجن، والقتل، والاغتصاب، والخطف، ومصادرة ممتلكاتهن ومنازلهن.
وأشارت أمل إلى أنه رغم هذه الانتهاكات، فإن النساء لم يتوقفن عن المقاومة، بل لعبن دوراً أساسياً في الثورات وساهمن في تحرير مجتمعاتهن من الاحتلال والاستبداد.
وأضافت: “إننا في مجلس عوائل الشهداء، نصعد نضالنا ومقاومتنا حتى تحرير كامل الأراضي السورية من الاحتلال، وليس فقط عفرين بل المناطق المحتلة الأخرى”.
واختتمت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الشهباء وعفرين “أمل قرمان” حديثها، بالتأكيد على الثامن من أذار هذا العام سيكون عاماً للحرية وتحرير أرضهم: “الثامن من آذار لن يكون مجرد يوم احتفالي، بل سيكون عاماً لحرية المرأة، وتحرير أرضنا من الاحتلال التركي، عاش نضال المرأة، وعاشت إرادة الشعوب الحرة”.
لن يستطيعوا كسر إراداتنا
من جانبها، نوهت عضوة منسقية مؤتمر ستار في عفرين والشهباء “فريدة إيبو”، أن المرأة في عفرين تواجه أبشع الانتهاكات منذ احتلال المنطقة في العام 2018، حيث تعرضت للقتل، والاختطاف، والاغتصاب على يد المجموعات المرتزقة المدعومة من تركيا، حتى باتت غير قادرة على مغادرة منزلها خوفاً من الاعتداءات والانتهاكات المستمرة تحت ذرائع واهية.
وتابعت: “نبارك الثامن من آذار أولاً للقائد عبد الله أوجلان، وللمقاومات في السجون، وللمقاتلات اللواتي يدافعن عن وجودنا في الجبهات، وعلى قمم جبال الدفاع المشروع، كما نبارك لجميع نساء العالم في هذا اليوم، الذي يمثل رمزاً لنضال المرأة من أجل الحرية والعدالة”.
وأوضحت فريدة، أن المرأة في مناطق الإدارة الذاتية تعيش بحرية، وتناضل ضد الظلم والعنف من خلال الفعاليات، والمسيرات، والمحاضرات، والاجتماعات الواسعة النطاق، بهدف إيصال صوت المرأة إلى العالم، وترسيخ فكرها الحر المستمد من فلسفة القائد عبد الله أوجلان، الذي أكد أن حرية المجتمع لا يمكن تحقيقها دون تحرير المرأة.
واختتمت عضوة منسقية مؤتمر ستار في عفرين والشهباء “فريدة إيبو” حديثها: “رغم التهجير والتشريد، لا تزال نساء عفرين والشهباء يرفعن أصواتهن ضد الاحتلال والفاشية، ولن يستطيعوا كسر إرادتنا، فقد تعمقنا في فكر وفلسفة الحرية، وسنواصل نضالنا بكل قوتنا وعزيمتنا، لن نحتفل بيوم واحد فقط في الثامن من آذار، بل سنجعل أيامنا احتفالات حتى تتحرر النساء في العالم، بريادة المرأة الكردية التي ناضلت لعقود من أجل حريتها وحرية المجتمع”.
عام الحرية
بدورها؛ شددت عضوة الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين والشهباء “نسرين سليمان” على أن الثامن من آذار ليس مجرد يوم احتفالي، بل هو يوم للتذكير بأهمية النضال المستمر من أجل الحرية والحقوق، وأن المرأة العفرينية كانت وما زالت رمزاً للصمود والتحدي.
وأوضحت نسرين، أن المرأة العفرينية، منذ اندلاع ثورة التاسع عشر من تموز، تمسكت بفكر القائد عبد الله أوجلان، حيث نظمت مجتمعها سياسياً، وعسكرياً، ومدنياً، وأثبتت قدرتها على القيادة في المجالات كافة، وأن نضالها لم يكن فقط من أجل ذاتها، بل من أجل تحقيق حرية المجتمع بأكمله.
وأضافت: “حتى بعد التهجير القسري للمرة الثانية، لم تتخلَّ المرأة عن مبدأ الحرية، بل أصرت على مواصلة نضالها في المجالات، سواء السياسية، والاجتماعية، والعسكرية، والثقافية، أو الاقتصادية، ولم تستسلم للضغوطات والانتهاكات والعنف الممارس بحقها، بل واصلت قيادة المجتمع نحو حياة مشتركة، مبنية على العدالة والمساواة”.
كما أكدت نسرين، أنه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، سيتم تنظيم العديد من الفعاليات، والنشاطات في المناطق التي تتواجد فيها النساء في عفرين والشهباء، تأكيداً على دور المرأة في تحقيق الحرية وصناعة التغيير في المجتمع.
وشددت عضوة الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين والشهباء “نسرين سليمان”، في ختام حديثها، على رفع وتيرة النضال ضد هجمات الإبادة والانتهاكات بحق المرأة “الثامن من آذار سيكون يوماً مشرقاً، نقطة تحول للنساء حول العالم، نهايةً للظلم، وبدايةً لحرية النساء اللواتي ضحين وكافحن من أجل تحقيق الحرية والنصر”.