نادي الجهاد يهدد بالانسحاب من الدوري السوري للدرجة الأولى!

روناهي/ قامشلو ـ هل تغير وضع نادي الجهاد بعد رحيل وسقوط النظام البائد بالكامل منذ شهر كانون الثاني الماضي؟ يبدو حتى الآن لا، فالنادي يتعرض لظلم جديد، وذلك من خلال وضع مبارياته بمدينة إدلب!، ومن جانبه الجهاد يهدد بالانسحاب، فهل بالفعل سينسحب في حال لم يستجيب لمطلبه؟

إن الجهاد طالب بلعب مبارياته إما بدير الزور أو بدمشق، بسبب عدم الاتفاق حتى الآن للعب الجهاد على أرضه بين الجهات المعنية بالرياضة في الحكومة بدمشق والإدارة الذاتية، علماً الجهاد لم يلعب منذ أكثر من عقد من الزمن على أرضه وبين جمهوره بسبب قرارات من النظام البائد السابق، والذي كان يعادي نادي الجهاد ويحسبه نادي محسوب على القومية الكردية، بالرغم من تمتع النادي بفسيفساء جميل كان يضم كل الشعوب بالمنطقة داخل النادي، ولكن هذا النظام كان يدبر الكثير من المؤامرات على الجهاد إن كان من خلال الظلم التحكيمي والعقوبات بمناسبة ودون مناسبة، ولتكرسها في آذار عام 2004، بمحاولة استغلال مباراة نادي الجهاد مع الفتوة من دير الزور والعمل على زرع الطائفية والفتنة بين الشعبين الكردي والعربي، ولكنه فشل بسبب تكاتف الشعبين وقتها بشكلٍ كبير وعدم انجرارهم وراء مطالب هذا النظام.

الجهاد استطاع التأهل في الدور الأول ضمن منافسات الدوري السوري للدرجة الأولى، وتأهل إلى التجمع النهائي المؤهل للدوري السوري الممتاز للرجال، وتأمل خيراً أن تكون مباريات التجمع النهائي، أما في دير الزور كونها أقرب للجميع، أو حتى في دمشق، رغم بعدها ولكن الجهاد يحس بالراحة أكثر في اللعب هناك، ولكن الاتحاد العربي السوري لكرة القدم قرر إقامة التجمع في إدلب مما أدى إلى سخط جماهيري كبير، سبقه اعتراضات كبيرة من النادي والذي نشر على صفحته الرسمية بياناً أصدر من اللجنة الإعلامية للنادي، وجاء فيه:

في زمن العدل… الجهاد يُنشِد العدل

“هل هو قدر دائم محتوم لنادينا أن يبقى تحت جنح الظُلم والظُلمات، أم قرار راسخ وثابت ليبقى ضعيفا مظلوماً، على مدار السنين وحتّى العصور دخل هذا النادي قائمة الأرقام القياسية لما ذاقه من مر ومرارة وقهر خاصةً فيما يتعلق بالقرارات الإداريّة، تأملنا خيراً وتفاءلنا كما المتفائلين بأن واقع الرياضة في سوريا الجديدة، سيكون جديداً جميلاً عادلاً، فالجهاد يكفيه تلك السنوات الكثيرة من الظلم، لم يعد يملك جسده وحاله وروحه أي إضافة أخرى من التهميش والظلم، فقد نال حصته وحصة كل بقاع العالم الرياضية للظلم. أما آن لهذا الجسد الجهادي أن ينتزع الآهات، فقد هرِم وملَّ وتعب من حياة اللا عدل في الرياضة”.

وتابع البيان: “أمضى فريقنا مباريات التجمع الأول باللعب على ملاعب منافسيه، تحت شعار لا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى مبدأ أن تمضي الأمور بالشكل الأنسب في مرحلة الحسم بالتجمع الثاني والأخير…”.

كما أشار البيان: “ولم يكن يعلم الجهاديون بأن ما ينتظرهم من قرار في التجمع الثاني أمرّ من العلقم، فالذي صدر من أهل القرار في مركز القرار، يطلبون من نادينا اللعب في ملاعب مدينة إدلب الخضراء، هذه المدينة تفصلها لحظات قليلة من مدن المنافسين، بل هي مدن شبه ملاصقة لمدينة إدلب”.

ونوه البيان: “أما الجهاد فكأنه من عالم آخر بعيد كل البعد عن العدل والإنصاف، لا يريد إلا حقّه ويمنّي نفسه مع جماهيره بباقة أمل صغيرة بعد الكمية الهائلة للآلام”..

وأوضح البيان: “الجهاد وبلغة المنطق والعقل طلب مدينة دير الزور كأرض محايدة، وبالفعل فيها عدل وعدالة، وكان هناك مقترح آخر من نادينا بحيث تكون ملاعب دمشق ملعباً لتجمّع مجموعتنا، أيضا قوبل بالرفض”.

كما تابع: “ولأن غالبية الأندية وحتى أهل القرار اعتادوا على الجهاد بأنه كبش فداء، فهم يستمرون بزجه في مسار اللا عدل”…

وأضاف: “انصفو جهادنا ولو لمرّة واحدة…انصفوه في زمن العدالة وفي الواقع السوري الجديد الذي نشم منه رائحة المساواة في كل بقاع سوريتنا”

وزاد البيان: “العدل باختيار أرض محايدة أو الانسحاب قرار اتخذ لنادينا الجهاد ويشاطره بالقرار أهل وجماهير ومحبي النادي”..

وختم البيان: “الجهاد ضعيف مادياً ويعتمد على بعض من مجلس إدارته ونخبة من المحبين والداعمين للحفاظ على مكانة نادينا، أما أن تستمر الانتهاكات الرياضية المتعلقة بالقرارات الإدارية فهو لم يعد يستطيع تحملها…أُنهك الجسد والروح والنفس لنادينا

ارحموا نادينا..

اللجنة الإعلامية لنادي الجهاد الرياضي”.

ونبرة النهاية في البيان كانت تشبه التوسّل لحصول نادي الجهاد على أقل الأمور المشروعة له في ميدان الرياضة السورية، كون هذا النادي بالذات تعرّض باص نقل لاعبيه للحوادث لعدة مرات، ونجم عنه استشهاد العديد من كوادره ومن اللاعبين، وتعرّض كما ذكرنا للظلم التحكيمي والعقوبات المتكررة من الجهات المعنية بالرياضة من قِبل النظام البائد، ولكن الجهاد مازال هو الضحية حتى الآن، ويتطلب معالجة قضاياه العالقة من لعبه في التجمع النهائي القادم على أرض قريبة عليه، وذلك كي يتماشى مع وضعه المادي، وصولاً للسماح للعبه على أرضه.

الجدير بالذكر إنه جرت قرعة مباريات الدور النهائي لدوري أندية الدرجة الأولى للرجال بكرة القدم، والمؤهِّل إلى مصافِ أندية الدرجة الممتازة.

وقُسِّمت الفرق المتأهلة إلى مجموعتين: جنوبية، وتضم فرق المجد، والساحل، والكسوة، ودوما؛ وشمالية، وتضم فرق الجهاد، والحرية، وشرطة حلب، وخطاب، وتنطلق منافسات المجموعتين في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

ويُفتتح هذا الدور بلقاء المجد مع الساحل، والكسوة مع دوما، وشرطة حلب مع الجهاد، والحرية مع خطاب. وينص نظام البطولة على إقامة المنافسات ذهابًا وإيابًا بالنسبة لفرق المجموعة الجنوبية، فيما ستُقام من مرحلة واحدة بالنسبة لفرق المجموعة الشمالية، يتأهل بنهايتها الفريق الذي يحتل المركز الأول إلى أندية الدرجة الممتازة.