خلدون السلطان
فيمَ السكوتُ، وما المقابل؟
إنَّ القنابلَ لا تجامل…!
إنَّ القنابل لا تفرّقُ
بين طفلٍ نائمٍ بالشّامِ،
أو في غزّةَ افترش المزابل!
فرش المزابل يمتحن ويمتهن.
“أهلَ الفخامةِ والسيادةِ
والنيافةِ والإمارةِ
والممالكِ والجلائلْ ”
إنَّ الحياة لتستحي
من أن تمدَّنا بالحياة.
إنَّ الصلاة لتشتكي لله
مِمَّن يقيمون الصلاة.
مِمَّن يؤدّونَ الزكاة.
وأُميمتي في القدّسِ
تُثكلها الهوائل.
لما تمتلك قلّي، فما؟
أم تشربَ من بعد زقومٍ، فما؟
إن لم تقل للظّلم لا لا، فما؟
كفى تمترض
متى تنتفض
ومتى تقاتل؟
“شعراؤُنا، كتّابُنا، حذّاقُنا”
يتفاخرون بالسرد.
ركبوا القضيِّةِ يشدقون
متحذلقون، ويفهقون
ما بين نثرٍ بائسٍ
أو بين شعرٍ فارغٍ.
يتلاعبونَ بحرفِهِم كالنردِ.
شاعوا ونالوا مبتغاهم والظّهور…
خانوا الأمانة، والفصاحة،
والبلاغة، والشّعور
صاروا “تـرِنـد”
عن أيِّ إنسانٍ سنكتب
إن كنتَ حتّى لم تحاول.
صار التّفكّرُ والتّعقّلُ
حكرَ ذقنٍ للشّيوخ.
حجبوا النُّهىَ، زاروا الهُدى
أمسى شروخ.
قد
“ضعضعوا قد كسّروا قد هدّموا”
فينا الشّموخ.
قد
“علّمونا درّسونا أن نمجّد أن نقدّس”
كلَّ طاغيةٍ وقاتل.
ديناً يعلّبُ من صفيح عقولهم!
قد
“قولبوه وجهّزوه وزيّنوه”
قد قرّروا معنى الكلام
معنى حلالٍ أو حرام.
متى نرتضي ومتى الخصام.
ومتى نساجل
ضاعت فلسطينُ الهوى
وكذا شآمُ المرتجى.
راح العراقُ مع اليمن
لبنانُ يا جنّةْ عدن.
كلُ البلاد اليعربيّةْ، إلى تباب.
من ألفِ – عامٍ في احتراب.
مشغولةٌ من كانَ منّهم في صواب..
“أبني أُميّة سافِحون مُسافِحون
أم العُبّاس قد قطعوا الرقاب”
بِلا دلائل
وبِلا دلائل!
حَتّامَ مولانا سهيراً لا ينام؟
هل يخشى من رؤيا الحُطام؟
من
“أكلِ سبّعِ الخُضّرِ، للصفر السنابل”؟!
هل “يخشى من سبّعٍ عجاف”؟
تقضي على، ذئبِ الخراف؟!
تقضي على، ربِ الجفاف؟!
وكلِّ قوادٍ مُقاوِل…
نم يا رعاك اللهُ
لا تخشَ المنام.
إن نحنُ شعبٌ نجّهلُ الأحلام.
لا يوسف بين الصفوف.
طغيانكُم فينا يحوف.
نم يا ابنَ مزبلةِ الشعوبِ
فلا منازل
“أضغاثُ” حُلمِك، لا رؤى.
أترى دِمانا، يا تُرى؟
هل ضُور قلبُكَ، لا يرى؟!
تِلكَ النوازل
فلم السكوتُ، وما القابل؟
في غدٍ يلي غدي…،
أمسى قريب…
هل تستفق تلك الشعوبُ
من التواكل والنّحيب؟
وتراك تكشفُ سوءتك
في “تل أبيب”.
وتبيع “أقـصانا” بخمّرٍ فاسدٍ
وبنِصفِ مُدٍّ من زبيب!
أُهرُب أيا سِفلَ الأسافِل.
“أهرُب فشعبُكَ إن، أَفَاق.”
“في كل تنهيدة.
وزفرةِ ثائرٍ
تصرخ بِك، أَفّاق”
“دينونتُك ستقومُ حالاً ها هُنا، اَفَـاق”
سترى
“الجّحافل والهوائل والزلازل”
إن العدالةَ كالقنابِلِ لا تُجامِل.