قامشلو/ سلافا عثمان – في الأحداث الأخيرة التي تشهدها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تتخذ المقاومة أشكالاً متعددة، ليس فقط عبر السلاح، بل أيضاً من خلال الفن والموسيقا، وفي هذا السياق يسجّل مركز “استديو ولات” بصمته في دعم مقاومة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في سد تشرين وجسر قرقوزاق، عبر إنتاج خمس أغانٍ تحمل رسائل نضالية واضحة، تعكس روح الصمود والإصرار على الدفاع عن الأرض والهوية.
وفي ظل استمرار التحديات التي تواجه إقليم شمال وشرق سوريا، يثبت الفن أنه ليس مجرد تعبير عن الواقع، بل هو جزء من المقاومة، وأداة لتعزيز الإرادة الشعبية، والتعبير عن صوت الشعوب التي تناضل من أجل حقها في الحياة والحرية.
الفن أداة مقاومة.. صوت لا يخفت
ومنذ تأسيسه “استديو ولات” لعب دوراً محورياً في توثيق الأحداث التي تمر بها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، في أعمال فنية تحمل في طياتها رسائل الوفاء والالتزام بالهوية الوطنية والثقافية، واليوم مع استمرار الهجمات التركية على سد تشرين “المقاومة”، يُسهم المركز في إبراز تضحيات المقاتلين من خلال إنتاج أغانٍ تعبّر عن هذه المرحلة التاريخية الحاسمة.
رسائل الأغاني
الفن سلاح في معركة الوجود، ولكل أغنية من الأغاني الخمس رسالة واضحة تعبّر عن معاناة الشعوب في المنطقة وإصرارهم على الصمود، أغنية “Guj e Çemê Me”: رسالة واضحة تؤكد أن سد تشرين ملكٌ لشعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وأنهم لن يتنازلوا عن حقهم في الدفاع عنه ضد انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته، اللذين يسعيان للسيطرة عليه.
أما الأغنية الثانية “Bendava Me Ye”: تجسد روح التحدي، إذ تؤكد أن مقاومة قوات سوريا الديمقراطية مستمرة، وأن هجمات الاحتلال لن ترهب المقاتلين، بل تزيدهم إصراراً على الانتقام من الجرائم، التي ترتكب بحقهم.
والأغنية الثالثة “QSDê Hêviya Gelan e” (فرقة تربه سبيه): تعكس الأغنية ثقة الشعوب بقسد، إذ يرون فيها الدرع الحامي لهم، وهي تمجيد دور القوات في الدفاع عن المنطقة وحمايتها من التهديدات.
والأغنية الرابعة “Qesedê Ne” (فرقة زيلان): تدعو أبناء المنطقة إلى الاتحاد تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، باعتبارها رمزًا للكرامة والوطنية، وتعزز روح المقاومة لدى الجمهور.
وفي الأغنية الخامسة والأخيرة “QSDê Heqîqet e” (دانيش بوطان): تسلط الضوء على تعددية قسد، حيث تجمع الكرد والعرب والسريان وغيرهم، في وحدة تعكس التنوع الثقافي في إقليم شمال وشرق سوريا، وتبرز أهمية التضامن المشترك ضد العدوان.
الفن رسالة أمل ومقاومة
يرى “خوشمان قادو” عضو استديو ولات: “أن الأغاني ليست مجرد مقطوعات موسيقية، بل هي أداة قوية تعكس فكراً ووجداناً جماعياً، وتقاوم محاولات طمس الحقائق. إن توثيق المقاومة في الأغاني والموسيقا يهدف إلى تشكيل هوية ثقافية جامعة، تربط مختلف شعوب المنطقة وتعزز تلاحمهم”.
وأشار قادو إلى أن السلاح إذا كان يحمي من محاولات الإبادة، فإن الفن يحمي الهوية والذاكرة الجماعية من التشويه، ويعزز الشعور بالانتماء. الأغاني هي لغة عابرة للقوميات، تخلق جسورًا بين الثقافات المختلفة، وتسهم في بناء وعي مجتمعي يرسخ قيم المقاومة والصمود.