تواصل قوات الدعم السريع ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين، مستهدفة النساء بشكل ممنهج، ما يتطلب تدخلاً دولياً، وفرض عقوبات على المتورطين في تلك الجرائم.
منذ اندلاع النزاع في السودان منتصف نيسان 2023، ظهرت تقارير تشير إلى وقوع حالات عنف جنسي في البلاد، حيث تتعرض النساء والفتيات لمختلف أشكال العنف بما في ذلك التحرش والاغتصاب وأشكال أخرى من الاعتداءات.
شجبت مجموعة مناصرة دارفور يوم الأحد 16 شباط الجاري، في تقريرٍ لها الانتهاكات المرتكبة من قوات الدعم السريع بحق النساء والفتيات بمعسكر زمزم للنازحين وبعض قرى مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور غربي السودان، كالإعدامات الميدانية والاغتصابات الوحشية.
ووفق تقرير مجموعة مناصرة دارفور فإن قوات الدعم السريع شنت هجمات عنيفة بتاريخ 12و 11 شباط الجاري، على مخيم زمزم للنازحين، والتي أودت بحياة أكثر من ستة مدنيين وإصابة العشرات، بعضهم بطلقات طائشة وآخرون بطلقات مباشرة من بينهم نساء، مؤكدةً أنها وثقت حالات اغتصاب وحشية، بالإضافة إلى إعدامات ميدانية بحق النساء في بعض القرى وداخل مدينة الفاشر.
استهداف النساء بشكل ممنهج
وبينت أن هذه الجرائم تستهدف النساء والفتيات بشكل ممنهج في إطار حملة تهجير وبث الرعب بين المدنيين، حيث شنت هجمات على قرى غرب الفاشر، بما في ذلك قرية سلومة؛ ما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين للمناطق النائية دون غذاء أو مأوى، إضافةً لانعدام الخدمات الأساسية، ومخاطر الاعتداءات المسلحة والافتقار إلى أي حماية.
وطالبت مجموعة مناصرة دارفور بتعزيز حماية النساء والفتيات في المخيمات والمناطق المتضررة عبر فرق حماية خاصة وضمان وصول الدعم النفسي والطبي للضحايا ودعم جهود حماية المدنيين، بما في ذلك تعزيز آليات الإنذار المبكر والتدخل الوقائي لوقف الهجمات المستقبلية.
وشددت على ضرورة فرض عقوبات فورية على القيادات المتورطة في هذه الجرائم، وضمان عدم إفلات مرتكبي الانتهاكات من العقاب وفتح ممرات إنسانية آمنة بشكل فوري لإيصال المساعدات الطارئة للمدنيين والنازحين الذين يواجهون ظروفاً قاسية في المخيمات والمناطق المتضررة.
وأدانت مجموعة مناصر دارفور صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الانتهاكات مطالبةً بوقف هذه الانتهاكات بشكل فوري، وضمان العدالة للضحايا ومحاسبة الجناة، والعمل على حماية المدنيين من العنف والانتهاكات المتزايدة في البلاد.
تسجيل 556 حالة عنف جنسي
كما كشفت أيضاً مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان “سليمى إسحاق” سابقاً، عن تلقيهم بلاغات عنف جنسي في قرى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض وسط السودان، على يد قوات الدعم السريع وهم بانتظار تأكيد الأرقام من الوحدة الصحية بالقطينة، مؤكدةً تسجيل 556 حالة عنف جنسي منذ اندلاع النزاع والذي يقترب من عامه الثاني.
وأشارت إلى أن حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب الموثقة والمُسجَّلة تمثل (2%) فقط من الأرقام الحقيقية، لافتةً إلى صعوبة حصر أعداد النساء اللواتي تعرّضن للعنف الجنسي والاغتصاب في ظل انعدام الخدمات الطبية والصحية.
ففي 29 تشرين الأول 2024، نشر موقع المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة تقريراً للجنة تقصي الحقائق الأممية بشأن العنف في السودان، جاء فيه: “إن قوات الدعم السريع مسؤولة عن ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع أثناء تقدّمها في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، وخطف واحتجاز الضحايا في ظروف ترقى إلى مستوى الاستعباد الجنسي”.
انهيار النظام الصحي
وتواجه المئات من النساء والفتيات اللواتي تعرّضن لاعتداءات جنسية تحديات خطيرة في الحصول على الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي والقانوني في الوقت المناسب، خاصة فيما يتعلق بالعلاج الوقائي، لانهيار النظام الصحي.
وأكّدت سليمى وقوع حالات عنف جنسي في ولاية الجزيرة، ولم يتم الكشف عن الأرقام الحقيقية بسبب تكتم الأسر عليها، ورأت أن هذا يُضعف موقف الناجيات.
وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد وصل عدد النساء والفتيات اللواتي يمكن أن يتعرضن للعنف الجنسي والعنف المبني على النوع الاجتماعي في السودان إلى 6.9 ملايين امرأة وطفلة خلال هذا العام.