قامشلو/ ملاك علي ـ في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة، تبرز النساء في إقليم شمال وشرق سوريا قوة فاعلة في النضال من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان، وبصوت واحد، يواصلن المطالبة بكسر نظام التعذيب والإبادة بحق القائد عبد الله أوجلان، معتبرات الإفراج عنه هو خطوة أساسية نحو بناء سوريا جديدة ومفتاح حل الأزمات في الشرق الأوسط.
على مدار أكثر من ربع قرن، لا يزال القائد عبد الله أوجلان رهن الاعتقال ضمن نظام القمع والإبادة تتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. اعتقاله وفرض نظام القمع والإبادة عليه لم يكن مجرد إجراء قانوني، بل كان خطوة سياسية تهدف إلى كسر إرادة الشعوب المناضلة من أجل الحرية، لا سيما أن أفكاره تشكل حجر الأساس لمشروع الأمة الديمقراطية، الذي يسعى إلى تحقيق العدل والتعايش المشترك في المنطقة، وحسب قياديات نسائية في الإدارة الذاتية الديمقراطية والاتحادات النسوية، فإن حرية القائد عبد الله أوجلان تعني حرية المجتمعات، التي تسعى إلى تجاوز الهيمنة والاضطهاد.
مؤامرة تتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية
في هذا السياق، أوضحت النساء القياديات أهمية حرية القائد عبد الله أوجلان ودور المرأة في الدفاع عن القيم الديمقراطية، التي يؤمن بها، وكما أنّ نظام القمع والإبادة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان تعدُّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وجريمة ممنهجة ضد الإنسانية، وفق ما أكدته عضوة منسقية المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، سمر العبد الله: “إن الهدف الأساسي من اختطافه وسجنه وفرض نظام التعذيب والإبادة عليه هو لكسر إرادة الشعب الكردي، والشعوب المناضلة من أجل الحرية، إن أفكار القائد عبد الله أوجلان تحمل رؤى تحررية قادرة على حل الأزمات في الشرق الأوسط، وهو ما جعله يشكّل عقبة أمام المشاريع الاحتلالية والتوسعية في المنطقة، وأن القوى المعادية لحرية الشعوب لم تكتفِ بسجنه، بل فرضت عليه نظام التعذيب والإبادة بهدف طمس تأثيره ومنع وصول أفكاره إلى العالم”.
وأوضحت أن نظام التعذيب والإبادة يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية، التي تحظر التعذيب والعقوبات القاسية، مشددة على أن ما يتعرض له القائد عبد الله أوجلان هو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، يستوجب إدانة دولية واسعة.
وفي سياق متصل، دعت سمر النساء إلى تصعيد النضال ورفع الصوت عاليًا للمطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان، لأنه رمز الفكر الحر وصاحب فلسفة بدأت آثارها تتجلى ليس فقط في إقليم شمال وشرق سوريا، بل في مختلف أنحاء العالم، وأضافت: “مكان القائد عبد الله أوجلان الطبيعي هو بين شعبه ومحبيه، وليس خلف القضبان”.
العالم بانتظار رسائل السلام والديمقراطية
وأشارت إلى أن العالم يترقب خطاب القائد أوجلان، متوقعة أن يحمل رسائل السلام والديمقراطية كما عهده الجميع، “إن أفكاره تحمل الأمل والتفاؤل بمستقبل أكثر عدالة للشعوب التواقة للحرية”.
واختتمت عضوة منسقية المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا “سمر العبد الله” حديثها برسالة إلى المرأة المناضلة، “إن طريق الحرية يستلزم النضال والمقاومة والصمود، وعلى النساء إدراك ذاتهن وتنظيم صفوفهن وتحقيق أهدافهن في سبيل الحرية والعدالة”.
مطالبات مستمرة بحرية القائد عبد الله أوجلان
ومن جهتها استنكرت مسؤولة الاتحاد النسائي السرياني في الحسكة “استيرا أنطون مراد” المؤامرة التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان: “إن استمرار عزله وتعذيبه يشكل جريمة ضد الإنسانية، إن القائد أوجلان ليس مجرد معتقل سياسي، بل هو صاحب فكرة الأمة الديمقراطية التي تسعى إلى توحيد شعوب المنطقة وتحقيق العدالة والمساواة”.
ونوهت إلى أن النساء يجب أن يكنّ صوتاً واحداً في المطالبة برفع نظام التعذيب والإبادة عن القائد عبد الله أوجلان، والنضال من أجل حريته هو نضال مشترك للشعوب التي تسعى لتحقيق العدالة والديمقراطية: “حرية القائد أوجلان ستكون المفتاح الأساسي لسوريا جديدة يسودها العدل والديمقراطية، لذلك نواصل المطالبة بفك أسره”.
وأكدت بأنهن يترقبن خطاب القائد عبد الله أوجلان، وبأنه سيكون نقطة تحول مهمة في مسار التطورات السياسية في سوريا والمنطقة: “نأمل أن يكون يوم خطابه هو يوم انطلاق لسوريا جديدة تُبنى على أسس الديمقراطية والتعايش المشترك بين شعوبها”.
كما شددت استير على أن يوم اعتقال القائد عبد الله أوجلان يمثل يوماً أسود في تاريخ الشعوب التواقة للحرية، إن مرور 26 عاماً على اعتقاله يعزز المطالبات برفع نظام التعذيب والإبادة بحق القائد: “نطالب بإطلاق سراحه لتتمكن الشعوب الكردية، والعربية والسريانية، والآشورية، والكلدانية، من تحقيق حقوقها المشروعة والعيش بحرية وعدالة”.