مركز الأخبار – أغلقت حركة طالبان راديو “بيكم” النسائي واعتقلت اثنين من موظفيه، في الرابع من شباط الجاري، وتعد هذه المرة الثانية التي تغلق فيها السلطات وسيلة إعلامية في أفغانستان بسبب مزاعم التعاون مع وسائل إعلام أجنبية، وهو ما يثير مخاوف متزايدة بشأن حرية الصحافة في ظل حكم طالبان.
أعلنت وزارة الإعلام والثقافة التابعة لحركة طالبان الثلاثاء المصادف الرابع من شباط الجاري إيقاف عمل محطة “راديو بيكم”، التي تديرها نساء أفغانيات، بسبب ما وصفته بـ “تقديم غير مصرح به لمحتوى وبرامج لقناة تلفزيونية أجنبية”.
وكانت إذاعة راديو “بيكم” قد أكدت في بيان لها خبر الإغلاق واعتقال موظفيها، “قام ضباط من المديرية العامة للاستخبارات، بمساعدة ممثلي وزارة الإعلام والثقافة، بمداهمة مقر إذاعة “بيكم” في كابول وقاموا بتفتيش المكتب، ومصادرة أجهزة كمبيوتر، وأقراص صلبة، وهواتف، واعتقال اثنين من الموظفين الذين لم يكن لديهم أي مناصب إدارية عليا في الإذاعة”.
وأعلنت الإذاعة أنها لن تدلي بمزيد من التعليقات بسبب مخاوف على سلامة الموظفين المعتقلين، ودعت سلطات طالبان إلى إطلاق سراحهم، كما أعلنت أن المحطة الإذاعية لم تشارك قط في أي نشاط سياسي وهي ملتزمة بخدمة الشعب الأفغاني خاصة النساء الأفغانيات.
وأثار إغلاق المحطة إدانة واسعة من منظمات حقوقية، حيث أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن قلقها إزاء “التضييق المتزايد على الإعلام المستقل في أفغانستان”، وطالبت السلطات بالتراجع عن قرارها.
وأكدت المنظمة، أن “راديو بيكم كان من المنصات القليلة المتبقية التي تتيح للنساء الأفغانيات التعبير عن أنفسهن في بيئة يزداد فيها القمع الإعلامي”.
ومنذ عودة طالبان إلى الحكم في آب 2021، تقلصت مساحة حرية التعبير بشكل كبير، حيث أغلقت العديد من وسائل الإعلام المستقلة، وفرّ عشرات الصحفيين إلى الخارج، فيما يواجه الصحفيون المتبقون قيوداً صارمة وتهديدات مستمرة.
ويرى مراقبون، أن إغلاق “راديو بيكم” يمثل ضربة جديدة لحرية الصحافة، خاصة أنه كان يُدار بالكامل من نساء، ما يضيف بعدًا آخر للقمع الذي تواجهه النساء في البلاد.
ويخشى صحفيون ونشطاء من أن تكون هذه الحادثة جزءاً من حملة أوسع تستهدف الإعلام المستقل، في وقت تسعى فيه طالبان إلى إحكام قبضتها على المعلومات المتداولة في البلاد.
كما أصدر مركز الصحفيين الأفغان بياناً، أدان فيه قرار وزارة الإعلام والثقافة في حركة طالبان تعليق أنشطة إذاعة “بيكم” الخاصة في كابول، مؤكداً أن إغلاقها انتهاك لقوانين الإعلام واستمرار لسياسة طالبان القمعية.
وأشار مركز الصحفيين الأفغان في بيانه إلى أن حركة طالبان أغلقت خلال العام الماضي ما لا يقل عن 18 وسيلة إعلامية، وهناك محطات إذاعية وتلفزيونية لا تزال مغلقة، ولم يُسمح لها بإعادة فتح أبوابها بعد، وعد المركز هذه الخطوة قمع أنشطة وسائل الإعلام الحرة، ودعا إلى إعادة النظر في القرار المتخذ بشأن راديو “بيكم” والسماح له بمواصلة أنشطته في إطار قانون الإعلام.
كما أصدرت منظمة حماية الصحفيين الأفغانية بياناً أدانت فيه هذا الإجراء، ووصفته بأنه جزء من الضغوط المستمرة على وسائل الإعلام المستقلة ومحاولة لإسكات الأصوات المختلفة في البلاد، ودعت طالبان إلى احترام مبادئ حرية التعبير والامتناع عن إغلاق وسائل الإعلام وتقييد التدفق الحر للمعلومات.
وأسست إذاعة راديو “بيكم” في الثامن من آذار 2021، تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة، وجميع العاملين فيها من النساء، وهدفها رفع مستوى الوعي بين النساء الأفغانيات، وكانت برامجها متاحة في 12 مقاطعة في أفغانستان بما في ذلك كابول، وبغلان، ولوجار، وميدان وردك، وغزنة.