توِّج برشلونة بكأس ملك إسبانيا، بعد فوزه القاتل على غريمه ريال مدريد، بنتيجة 3-2، بعد التمديد للوقت الإضافي، في المباراة النهائية التي أُقيمت على ملعب لا كارتوخا.
ثلاثية البارسا حملت توقيع بيدري وفيران توريس وجوليس كوندي في الدقائق 28 و84 و116، بينما سجل للميرنجي، مبابي وتشواميني في الدقيقتين 70 و77.
وحصد برشلونة، لقب كأس ملك إسبانيا، للمرة 32 في تاريخه، وهو اللقب الثاني هذا الموسم على حساب منافسه التقليدي ريال مدريد، عقب الفوز عليه بنتيجة 5-2 في نهائي كأس السوبر الإسباني.
وفي الدقيقة الأولى، حاول رافينيا، تمرير الكرة إلى فيران توريس، إلا أن المدافع أنطونيو روديجر اعترض الكرة بشكلٍ جيد.
وبحلول الدقيقة 8، ارتفعت حالة القلق في ريال مدريد، بعد سقوط الظهير فيرلاند ميندي على أرض الملعب، حيث بدا أنه عانى من إصابة، وبالفعل غادر الملعب مقابل دخول فران جارسيا.
وفي الدقيقة 16، أثار برشلونة جدلاً كبيراً بعد مطالبة لاعبيه بركلة جزاء، إثر تسديدة لفيران توريس اصطدمت بذراع فيدي فالفيردي أثناء سقوطه، إلا أن الحكم دي بورجوس بنجوتشيا أمر بمواصلة اللعب.
وفي الدقيقة 18، أطلق لامين يامال، تسديدة يسارية قوية من زاوية صعبة على حدود منطقة الجزاء، كادت أن تخدع الحارس تيبو كورتوا، حيث مرت الكرة بجانب القائم بقليل. ومع الدقيقة 20، تصدى الحارس كورتوا ببراعة، لتسديدة قوية من كوندي، ليحرم برشلونة من هدف محقق.
ونجح بيدري في تسجيل الهدف الأول لبرشلونة في الدقيقة 28، بعدما مرر لامين يامال، كرة خلف المدافعين، لتصل إلى بيدري عند حدود المنطقة، حيث سدد كرة قوية على يمين كورتوا. وفي الدقيقة 34، تعادل ريال مدريد بهدف سجله جود بيلينجهام، لكن سرعان ما تم إلغاء الهدف بسبب تسلل واضح أثناء استلام الكرة من داني سيبايوس.
وشهدت الدقيقة 43 تسديدة مميزة من داني أولمو مباشرة من ركنية، لكن الكرة اصطدمت بالقائم، لينتهي الشوط الأول بتقدم برشلونة بهدف دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني، قام تشيزني بإنقاذين متتاليين أمام تسديدات فينيسيوس جونيور في الدقيقة 49. وفي الدقيقة 53، أظهر البديل الفرنسي كيليان مبابي، تألقه الكبير، حيث تصدى تشيزني لمحاولاته الأولى. ونجح كيليان مبابي في تسجيل هدف التعادل للميرنجي بالدقيقة 70، من ركلة حرة مباشرة، حيث ارتدت الكرة من القائم ودخلت الشباك. ونجح تشواميني في تسجيل الهدف الثاني لريال مدريد في الدقيقة 77، من رأسية قوية بعد ركنية نفذها أردا جولر، ليهز الشباك ويمنح فريقه الأفضلية. لكن رد برشلونة كان سريعاً، حيث استغل فيران توريس، خطأً دفاعياً من كورتوا وروديجر، ليضع الكرة في المرمى الخالي، مُعيداً التوازن للمباراة بهدف التعادل في الدقيقة 84. وفي الدقيقة 89، خرج فينيسيوس مصاباً، ليحل محله اللاعب المغربي إبراهيم دياز، وسط قلق واضح من جانب ريال مدريد.
وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، شهدت المباراة، حالة جدلية باحتساب الحكم ركلة جزاء لصالح رافينيا بعد التحام مع راؤول أسينسيو، قبل مراجعة تقنية الفيديو، حيث تراجع عن قراره. وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي (2-2) لتتجه المباراة للأشواط الإضافية.
ونجح كوندي في خطف الانتصار القاتل لبرشلونة في الدقيقة 116، حيث استغل تمريرة بالخطأ من مودريتش قطعها وانطلق وسدد قذيفة أرضية صاروخية سكنت أسفل يمين كورتوا.
من جانبه شرح ريكاردو دي بورجوس بنجوتشيا، حكم نهائي كأس ملك إسبانيا، الأسباب التي دفعته لطرد 3 من لاعبي ريال مدريد، في المباراة التي انتهت بفوز برشلونة 3-2 وتتويجه باللقب.
وأوضح دي بورجوس في تقريره للمباراة، إن الألماني أنطونيو روديجر تعرّض للطرد، لقيامه بـ”قذف شيء عليه من منطقة المدربين دون أن يطوله”. وأشار إلى أنه بعد إشهار البطاقة الحمراء له “اضطر أعضاء من الجهاز الفني للإمساك به لأنه أظهر سلوكاً عدوانياً”. وعن بيلينجهام، قال الحكم في تقريره “توجه إلي بسلوك عداوني عقب المباراة وأمسك به زملاؤه”.
أما لوكاس فاسكيز الذي تم استبداله خلال المباراة، فأوضح دي بورجوس أنه طرد في الدقيقة 120 “لاحتجاجه على أحد القرارات ودخوله إلى أرض الملعب لعدة أمتار، كما قام بإشارات تعبّر عن الرفض”.
كما يذكر أنه حقق هانز فليك، مدرب برشلونة، إنجازاً تاريخياً في كأس ملك إسبانيا، بعدما قاد فريقه للتتويج باللقب هذا الموسم، بينما تذوّق كارلو أنشيلوتي، نظيره في ريال مدريد، مرارة الهزيمة لأول مرة في النهائي. وبات فليك أول مدرب ألماني عبر التاريخ يفوز بكأس ملك إسبانيا. قبلة أنشيلوتي لجولر وغضبه بسبب كامافينجا.. شاهد أبرز لقطات الريال وخيتافي، وجمع فليك في موسمه الأول مع برشلونة بين لقبي الكأس وكأس السوبر الذي كان حققه في كانون الثاني الماضي على حساب ريال مدريد أيضاً.
من جانبه، خسر أنشيلوتي نهائي كأس ملك إسبانيا لأول مرة في مسيرته بعد فوزه باللقب في عامي 2014 و2023.
أما المدرب الأكثر تتويجاً بلقب كأس ملك إسبانيا، فهو التشيكي فرناندو داوتشيك، الذي فاز بالبطولة 6 مرات: 3 مرات مع برشلونة، ومرتين مع أثلتيك بلباو، ومرة واحدة مع ساراجوسا.
ويتفوق دواتشيك على الإنكليزي فريد بنتلاند، الذي توّج بهذا اللقب 5 مرات، يليه مواطنه الإنكليزي جاك جرينويل (4 مرات)، ثم لويس أراجونيس (3 مرات).
كما احتفل الآلاف من مشجعي برشلونة بكأس ملك إسبانيا، الذي توّج به الفريق الكتالوني على حساب ريال مدريد (3-2)، في ساحة كاناليتيس، التي تعد المكان المعتاد لاحتفالات البلوجرانا.
وسيطر المشجعون على منطقة “ليس رامبلز” في مدينة برشلونة، حتى قبل انتهاء المباراة التي امتدت إلى الوقت الإضافي، حيث أثار هدف البارسا الثالث، الذي سجله جول كوندي في الدقيقة 116، حالةً من النشوة بين المشجعين. وهتف المشجعون، ولوّحوا بالأعلام، بل أطلقوا أيضاً بعض الشماريخ، فيما تسلق البعض أعمدة الإنارة في المنطقة للاحتفال باللقب.
ولم يتمكن مشجعو برشلونة من الاحتفال بأي ألقاب على مدار عامين، منذ فوز الفريق بالدوري الإسباني في موسم 2022-2023.