روناهي/ الطبقة ـ أكدت المشاركات في منتدى مجلس المرأة السورية الذي انعقد في مقاطعة الطبقة، على ضرورة وجود المرأة في بناء سوريا الجديدة وطالبن بسوريا علمانية لا مركزية تحفظ حقوق الشعوب والأطياف، فيما خرج المنتدى بجملة من المخرجات، وكان أهمها عقد مؤتمر وطني نسوي يشمل النساء السوريات.
تحت شعار “المرأة السورية مشروع نهضة لبناء سوريا السلام” عقد المنتدى الحواري النسوي، في الرابع من شهر شباط الجاري في مدينة الطبقة، وذلك بحضور ٨٠ امرأة سورية من المدن السورية، وعضوات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا وتجمّع نساء زنوبيا، بالإضافة إلى ممثلات عن الأحزاب السياسية.
حيث تمحور المنتدى في اتجاهين: المحور الأول (المرأة السورية وتحديات المستقبل) حيث أوضحت ناطقة مجلس المرأة السورية “سهير سنوح” تحديات الواقع السياسي للمرأة، بينما أسهبت القاضية في مجلس العدالة الاجتماعية في مقاطعة الرقة “أليف شيخ محمد” عن تحديات عودة المرأة للحياة بعد التحرير من المعتقلات، فيما تطرقت إلى تحديات الواقع الاجتماعي ناطقة مجلس المرأة السورية في الطبقة “جهينة مسو”.
والمحور الثاني كان بعنوان “تنوع جسر للتفاهم والسلام” حيث نوهت الأستاذة “رندة العجيلي” على وجوب الحفاظ على التنوع الثقافي في سوريا والنهج الديمقراطي، فيما أشارت نائبة هيئة المرأة لشمال وشرق سوريا “نيروز مسلم” أن نهج الديمقراطية والتعددية طريق للحفاظ على الشعوب والثقافات وأجمعت المشاركات على وجوب حماية حقوق المرأة، وعدم إقصائها من أي عملية سياسية تحدد مستقبل سوريا.
ضرورة مشاركة المرأة في صياغة الدستور
وعلى هامش المنتدى؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الرئيسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل في المنطقة الوسطى “ناديا محمد” والتي أشارت في بداية حديثها إلى: “أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ومنذ أعوام استطاعت تنظيم نفسها، وجاء هذا التنظيم بعد القضاء على مرتزقة داعش، الذي كان هدفه الأول هو القضاء على حريه المرأة وقمعها ووضعها في قالب واحد”.
ونوهت إلى: “ولكن بعد زوال غمامة مرتزقة داعش، أثبتت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال انتزاع حقوقها ودخولها في المجالات العسكرية، السياسية، الإدارية وأثبتت للمجتمع أنها لا تقل عن الرجل، ودخلت أيضاً في المحافل السياسية، وأثبتت وجودها وشاركت في صياغة العقد الاجتماعي وناصفت الرجل في العقد الاجتماعي، واستطاعت إثبات نفسها في المجال الإداري من خلال تطبيق نظام الرئاسة المشتركة”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل في المنطقة الوسطى “ناديا محمد” حديثها: “وبعد سقوط النظام البائد منذ شهرين تسعى نساء مناطق شمال وشرق سوريا للوصول للداخل السوري، وإيصال تجربتنا للتخلص من القمع، ودفع النساء في الداخل السوري للمطالبة بحقوقهن وعدم الاستسلام للواقع الذي خلفه النظام البائد، ومن الواجب على إدارة دمشق الجديدة أن تجعل المرأة في الصفوف الأولى لإنصافها وضمان حقوقها، وأن تشارك في صياغة الدستور السوري الجديد وأن تمثّل بشكل عادل في المجالات كافة”.
العلمانية واللامركزية ضمان حقوق الشعوب
ومن جانبها بينت إدارية لجنة الإعلام في مجلس المرأة السورية ميديا مدور: “أن تجربة العلمانية في دول الغرب؛ فتحت آفاقاً واسعة في التطور والازدهار، وابتعدت عن براثن الحروب، فلعقود عديدة عانت الدول الأوروبية من حروب عديدة وهيمن الجهل عليها”.
وزادت: “نحن في سوريا انتشلنا من معاناة استمرت لأكثر من ٥٠ عاماً وخلال ١٤ عاماً في الأزمة السورية، وحكم نظام البعث طوال هذه الأعوام بحكم طائفي، وهذا ما رأيناه بعد خروج المعتقلات من سجونه كصيدنايا وعدرا وغيرها الكثير، وظهور أثار التعذيب والاغتصاب والحرب النفسية، التي كانت تعيشها المرأة في المعتقلات”.
واختتمت إدارية لجنة الإعلام في مجلس المرأة السورية “ميديا مدور” حديثها: “فاليوم يتخبط الداخل بين وجه الحكم في سوريا، والآراء بين حكم إسلامي ومدني وعلماني، وشهدت معظم المدن السورية خروج مظاهرات تطالب بدولة علمانية، لأن الشعب يرى في الدولة العلمانية ضمان حقوق المجتمع في أطيافه كافة، وأيضاً يجب أن تطبق اللامركزية لكيلا تعاد معاناة استمرت لأكثر من نصف قرن”.
مخرجات المنتدى
بعد الانتهاء من المحورين، شاركت الحاضرات آراءهن فيما يتعلق بحقوقهن وحمايتها وسبل تعزيز المساواة في المجتمع.
وانتهى المنتدى الحواري ببيان ختامي، وتضمن عدة مخرجات هي:
١-عقد مؤتمر وطني نسوي يشمل النساء السوريات.
٢-فتح قنوات التواصل مع النساء المعتقلات بعد خروجهن من سجون النظام البائد.
٣-نقل مكتسبات ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا إلى المحافظات السورية.
٤-ضمان مشاركة المرأة في المرحلة الانتقالية.
5-رفع وتيرة العمل النسوي في سوريا.
٦-الحفاظ على التنوع الثقافي في سوريا.
٧-مشاركة المرأة في كتابة الدستور السوري الجديد.
٨-التمثيل العادل للمرأة في المجالات كافة.
٩-محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا وعدم قبول الشخصيات التي اغتالت النساء في سوريا الجديدة.
١٠-عدم قبول فكرة سوريا محررة في ظل وجود الاحتلال التركي على الأراضي السورية.