قامشلو/ دعاء يوسف ـ أكدت ناشطات مشاركات في مؤتمر نسائي في قامشلو تعزيز وتمكين دور المرأة في المجال السياسي في مستقبل سوريا الجديدة، كما بيَّنَّ أن تجربة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا دليل نجاح المرأة في الإدارة.
عقدت شبكة قائدات السلام وجمعية شاويشكا مؤتمراً نسائياً بعنوان “مشاركة النساء ضرورة لبناء سوريا الجديدة”، وبحضور 30 ممثلة عن منظمات المجتمع المدني وإداريات وعضوات من مؤسسات الإدارة الذاتية على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، واستمر المؤتمر يومين من الثالث إلى الرابع من شباط، بدعم من رابطة النساء الدولية من أجل السلام والحرية، وجاء المؤتمر على إثر مشروع العملية السياسية في سوريا.
مؤتمر لتطلعات النساء في سوريا
استضاف المؤتمر الباحثة والأكاديمية السياسية وعضوة اللجنة الدستورية السورية في فرنسا الدكتورة “سميرة مبيض”، والحقوقية وعضوة المجلس الاستشاري النسوي الذي تم تشكيله في جنيف “سوسن زكزك” عن طريق تطبيق الزوم، وتضمن برنامج اليوم الأول ثلاثة محاور وهي: تطور العملية السياسية، ومشاركة المرأة في العملية السياسية السورية (المجلس الاستشاري النسوي ـ المرأة في اللجنة الدستورية)، والمرأة في مستقبل سوريا رؤى وتطلعات.
وقد تطرقت عضوة المجلس الاستشاري النسوي “سوسن زكزك” في المحور الأول “تطوير العملية السياسة وتدخل الأمم المتحدة في النزاع السوري”، إلى هجوم الإسلام السياسي على حقوق المرأة في العديد من دول الشرق الأوسط، وتأثيره على تطور العملية السياسية في سوريا، وبينت أن المجلس الاستشاري النسائي ناقش القضايا المطروحة على مسار العملية السياسية، وأشارت إلى أن العمل الأبرز الذي قام به المجلس هو تقديم ثلاثة سيناريوهات للانتقال السياسي في سوريا، هذه السيناريوهات تتضمن أن تكون للحركة النسائية والمجتمع المدني جزء أصيل من المفاوضات حول عملية الانتقال السياسي.
كما تطرقت سوسن إلى شكل الانتخابات وكيف يمكن أن تجري انتخابات حقيقية تساهم فيها النساء بشكل فعَّال، وإلى ماذا تحتاج هذه الانتخابات من حرية الرأي وحرية التعبير؟ وكيف يمكن أن تتضمن اللوائح الانتخابية حقوق النساء؟
وشاركت في المحور الثاني “مشاركة المرأة في العملية السياسية السورية (المجلس الاستشاري النسوي ـ المرأة في اللجنة الدستورية السورية)”، الأكاديمية وعضوة اللجنة الدستورية السورية الدكتورة “سميرة مبيض”، والتي تطرقت إلى المبايعات والانتخابات، التي أجرتها المجموعات المسلحة، وأن هذه الأمور لا تعني أن سوريا للسوريين، والأهم في هذه المرحلة أن تحفظ حقوق السوريين في سوريا الجديدة.
فيما أشادت بالدور الذي لعبته المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، واستنكرت ما تتعرض له النساء من انتهاكات في سوريا وخاصة في إقليم شمال وشرق سوريا: “في إقليم شمال وشرق سوريا تم بكل مصداقية توصيف التعددية للمجتمع السوري من النواحي الثقافية والمذهبية والقومية وهذا هام جداً، لكن اليوم يجب أن يتم تشريع لهذه الهوية والشرعية”.
أما المحور الثالث، “المرأة ومستقبلها في سوريا بين رؤى وتطلعات” أكدت فيه الناشطة الحقوقية والسياسية وعضوة مجلس المرأة السورية في إقليم شمال وشرق سوريا الدكتورة “عبير حصاف“، والمديرة التنفيذية لشبكة رائدات السلام “صفاء طه“، مشاركة المرأة في مستقبل سوريا الجديد، وطالبن بتطبيق شروط عدة تحفظ مكانة المرأة في الدستور السوري.
ونوقش في اليوم الثاني محوران، يتضمن الأول “واقع المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا التحديات والمشاكل”، والمحور الثاني “حلول ومقترحات للنهوض بواقع المرأة”.
مشاريع لتمكين المرأة سياسياً
هذا وقد بينت المنسقة بشبكة قائدات السلام “سهيلة صوفي” أن المؤتمر الأول لمناقشة العملية السياسية في سوريا والمستجدات الذي عقد في 2023-2024 خرج بجملة من المحاور، التي سعت لتمكين المرأة ووضعت خطط استراتيجية للمرحلة القادمة ومع تغيير الساحة السياسية عقد المؤتمر النسائي الثاني ضمن مشروع العملية السياسية في سوريا والمستجدات.
ونوهت: “إن تعزيز دور المرأة في العملية السياسية من ضمن أنشطة المشروع، وذلك في مؤتمر نسوي وتنظيم أربع مبادرات في قامشلو، والحسكة، والرقة، ومن المقرر سابقاً أن تكون المبادرة التي ستنفذ في الحسكة في مدينة دير الزور، ولكن الأوضاع الأمنية أحالت دون ذلك”.
وعن أهمية هذا المؤتمر قالت سهيلة: “هذا المؤتمر يسعى لتمكين دور المرأة في العملية السياسية وصناعتها، ولا تكون مجرد قرارات تفرض عليها وتنفذها، ونحاول جمع أصوات الناشطات وعضوات منظمات المجتمع المدني لتتوحد الآراء ونصل إلى أرضية خصبة توصل صوت المرأة من الشرائح المجتمعية السورية للمحافل الدولية في هذه المرحلة، التي تمر بها سوريا حيث تسلك منعطفاً تاريخياً مهماً لبناء سوريا جديدة، وعلينا بناء سوريا قوية تحفظ حقوق الشعوب سواسية”.
المرأة في المجال السياسي
كما ترى المديرة التنفيذية لمنظمة سنابل الفرات في دير الزور، ومنسقة نادي بناء السلام في دير الزور وعضوة في منسقة تحالف منظمات في شمال وشرق سوريا “نهلة العلي“: إن للمرأة دوراً كبيراً وقيادياً في سوريا وضمن الثورة السورية، ومنه يجب أن تنال مكانتها في دستور سوريا الجديدة.
وقالت: “ما زالت المرأة تعاني من هشاشة في موقفها السياسي، فهي غير قادرة على اتخاذ خطوات جدية وقوية في سوريا الجديدة؛ ما يعرضها لتهميش واضح في الواقع السياسي، ومن هذا المنطلق علينا تعزيز الدور السياسي واختيار شخصيات قادرات على تمثيل مطالب النساء السوريات”.
فيما أشارت نهلة إلى الدور الضعيف الذي تلعبه المرأة في مجال الإدارة، وعدم السماح لها باتخاذ القرارات المصيرية: “لم تكن المرأة في السابق في موضع صنع قرار واليوم مع تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية بدأت بتبوؤ مناصب رئاسية وإدارية ولكنها مازالت بحاجة إلى التنظيم والتدريب؛ لتكون محل ثقة في المنصب الذي وضعت فيه”.
وعن واقع المرأة السورية ترى نهلة أنها مشتتة وغير منظمة وبالندوات والمؤتمرات تتوحد الآراء والرؤى السياسية بما يخدم مصلحتها ويحفظ حقوقها: “كما كان للمرأة دور في الثورة السورية يكون لها دور في بناء سوريا الجديدة”.