محمد القادري
من أوثق الوشائج المجتمعية، هو التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع بشعوبه ومعتقداته كافة، لأن الأدبيات والنصوص الدينية كلها تدعو إلى ذلك، منها قوله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، حيث أن التعاون والمعونة والإغاثة والعون والتكاثف والتكافل بين أفراد المجتمع، كل ذلك يؤدي إلى القوة والصدارة ودوام حاله الاستقرار والأمان، وقضاء الحاجات المادية والمعنوية، حيث يسعى الجميع لمساعدة الجميع وتامين المتطلبات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة”، ورغب كثيراً في تقديم المساعدة وإقامة التكافل، حيث قال: “من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” وللقرآن الكريم رأي في توافق القول مع العمل: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”، أي أن الذين يصلون وفي قلبهم الرياء والنفاق والكذب لن تفيدهم صلاتهم لأن أعمالهم اليومية في مجتمعهم لا تصدق ما يقومون به، لأنهم يمنعون أي معونة عن إخوانهم وجيرانهم وأفراد مجتمعهم فهم أنانيون بخلاء حتى بالكلمة الطيبة، لذلك يتسببون في حالات غير صحية في المجتمع، وهي السرقة والنصب والاحتيال والحسد والحقد والصراعات، لذلك فالتكافل والتعاون وبذل المعروف والإنفاق والإحسان من أولويات الثقافة الإسلامية والتربية الدينية التي يجب أن يكون عليها المجتمع حتى يكون صحياً متوازناً، لا توجد فيه الأمراض في المجتمعات المتفسخة، وبذلك يعارضون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يكون الناس كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.