سوزان علي
134 يوماً من المقاومة؛ خاضتها المرأة في كوباني؛ المقاومة التي غيرت مجرى الأحداث ودونت تاريخاً لتسطع شمس السعادة والأمان بعد نضال وجهد كبيرين من مقاتلات وحدات حماية المرأة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب وبمساندة الشعوب الكردستانية وأصدقاء الكرد ليس على كوباني فحسب، وإنما على شمال وشرق سوريا بشكل كامل.. المقاومة التي انتصرت بنهج النساء اللواتي تسلحن بأيديولوجية تحرر المرأة، واعتنقن فلسفة “JIN.. JIYAN.. AZADî المرأة.. الحياة.. الحرية” نهجاً لهن ليحمين الذات والحمى. وما العملية الفدائية التي قامت بها آرين ميركان، وريفانا كوباني سوى أساس النصر في كوباني، بعد أن اشتدت الهجمات عليها من كل حدب وصوب، وراهن المحتل التركي آنذاك على سقوط كوباني. وفي عفرين أيضاً لم تقف المرأة خائرة القوى، مستسلمة أمام هجمات المحتل التركي المكثفة على عفرين، بل نحتت في الصخر، وأبدت بسالة يشهد لها التاريخ؛ مدة 58 يوماً، ومن ثم استأنفت مقاومتها في الشهباء بعد احتلال عفرين في الثامن عشر من شهر آذار عام 2018م، وتهجيرها قسراً وصمدت أمام البرد والجوع والخوف، متحدية هجمات المحتل التركي من جهة والحصار الخانق، الذي فرضته الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري على الأهالي من جهة أخرى، متشبثة بجذورها، مستمدة الأمل من أغصان أشجار الزيتون في العودة إلى عفرين بعد التحرير. فالعملية الفدائية لأفستا خابور في “مقاومة العصر” غيرت المعادلة، وإن تعرض الأهالي للتهجير القسري مرتين؛ قد خلق نساء من فولاذ في مواجهة حرب الإبادة.
واليوم وفي إطار حرب الشعب الثورية وتلبية لنداء النفير والتعبئة العامة؛ تحدت نساء شمال وشرق سوريا مسيّرات المحتل التركي، غير آبهات بدنو الأجل في استهداف المحتل التركي للمناوبين على سد تشرين، فاتخذن ذواتهن دروعاً بشرية بعد أن عرضن أنفسهن للخطر؛ لحماية السد من هجمات المحتل التركي ومساندة قوات سوريا الديمقراطية، ولا نغفل عن قديسات السلام؛ مقاتلات وحدات حماية المرأة؛ الثائرات، والسائرات في درب السلام بتصديهن لهجمات المحتل التركي ومرتزقته على سد المقاومة والشهداء؛ “سد تشرين”، اللواتي تركن الخوف جانباً، واضعات نصب أعينهن الدفاع عن قيم ثورة التاسع عشر من تموز وحماية خط الشهداء.
هجمات الإبادة على الشعوب الكردستانية وفي مقدمتهم الشعب الكردي؛ جعلت المرأة صامدة، تأبى الخنوع والاستسلام، وتتأهب للدفاع والحماية أينما ومتى تطلب منها الأمر.
نساء شمال وشرق سوريا أدركن بإيمانهن الثوري وعشق الوطن أن بناء العش الأسري الآمن يحتاج أولاً إلى وطن حرّ هانئ، لا يتعرض هذا العش لهجمات الإبادة بين الفينة والأخرى، ولا يُمارس عليه الظلم والعدوان؛ لذا آثرن على حمايته أولاً لينعم أبناؤه بالعيش المطمئن الكريم.