قامشلو / دلير حسن ـ عُرفت طريقة انتقاء المنتخبات في عهد نظام الأسد البائد، على أنها تأتي بتدخّلات من حزب البعث العربي الاشتراكي وتجار ورجال وضباط من آل الأسد، وخاصةً منتخب الرجال لكرة القدم، والذي كان دائماً يتعرّض للانتقادات والخسارات، ولم يُفلح لمرة واحدة فقط للتأهّل إلى كأس العالم.
وبتاريخ 8/12/2024، وبعد سقوط النظام البعثي، فقد بدأت الاتحادات الرياضية التابعة لهذا النظام وأعضائه بتقديم استقالتهم، وتعيين لجان لتسيير الأمور بدلاً عنهم، حيث قدّم رئيس الاتحاد العربي السوري لكرة القدم صلاح رمضان وأعضاء الاتحاد استقالتهم، وتم تكليف الأمين العام محمد مازن دقوري بتسيير وإدارة الأعمال اليومية للاتحاد وفق ما نصّت عليه أحكام النظام الأساسي للاتحاد العربي السوري لكرة القدم.
كما عُيّن اللاعب السابق السوري فراس تيت رئيساً لمكتب الألعاب الجماعية في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، على أن يكون مُشرفاً بشكلٍ مباشر على اتحادي كرة القدم وكرة السلة، بالإضافة إلى باقي الاتحادات الأخرى.
تشكيل اتحاد كرة جديد
وتتجه الأنظار في المستقبل القريب في حال تحسنت الظروف الأمنية بالبلاد أن يتم إجراء انتخابات للاتحاد الرياضي العام والاتحادات الرياضية لمختلف الألعاب، ومنها الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، والجماهير السوريّة تترقّب أن يتم انتقاء شرفاء الرياضة بسوريا وليس الفاسدين لمهمة انتقاء المنتخبات وعلى رأسهم منتخب الرجال لكرة القدم، وأن يحقق هذا المنتخب حلم الجماهير السوريّة الذي طال انتظاره لعقودٍ من الزمن وهو التأهّل ولو لمرة واحدة للمونديال، ورغم عدم وضوح معالم البلاد من الناحية الرياضية حتى الآن، ولكن لن ترضى أبداً الجماهير بمنتخب مشابه للمنتخب السابق الذي كان يأتي عبر الواسطات ويطغى عليه الفساد والمحسوبيات.
وبالطبع المنتخب لن يكون قوياً إلا عبر دوري قوي ويكون بالفعل ممتاز، وليس بالاسم فقط مثلما كان بعهد النظام البائد الذي كان يُسميه دوري ممتاز، بينما كان الدوري لا يرتقى لهذا الاسم بتاتاً، وذلك بسبب الملاعب التي كانت بمعظمها غير مؤهّلة بالشكل المطلوب، ناهيك عن الآداء الفني لهذه الأندية والتوقفات والعقوبات والمشاكل والشغب الجماهيري، الذي كان يحدث تقريباً طوال فترات الدوري ذهاباً وإياباً، وكانت الكثير من المشاكل تحدث بسبب ضعف أداء الحكام، وهذه حقيقة فحتى في انتقاء الحكام كان الفساد يُسيطر على الموقف، وكان هناك من الحكام ممن يدفعون الرشاوى لزج أسمائهم في إدارة المباريات والذهاب للدورات الآسيوية.
حيث كان الفساد يُعشش في رياضة سوريا بالكامل هذه حقيقة ومن الصعب التخلص منها بشكلٍ سريع، ولكن هذا يتوقف على الرياضيين الشرفاء في الداخل والخارج، بحيث هناك رياضيين ولاعبين كرة قدم في الخارج ينتظرون الأوضاع المناسبة للعودة والعمل على تأهيل الرياضة بشكلٍ كامل، وعلى رأسها لعبة كرة القدم وجعلها تليق بسوريا الجديدة التي تتمناها الجماهير من كافة الأطياف بسوريا، منتخب لا عنصرية فيه ولا طائفية، والجميع جنباً لجنب يمثلون منتخب يستطيع أن يحقق آمال الجماهير وأن يتأهل لكأس العالم بعد القادمة، لأن المنتخب فشل في التأهل للمونديال المقبل.
منتخب الهزائم
المنتخب السوري كان يتعرض للكثير من الهزائم، وأنهت هزيمة قاسية وقتها مشوار المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر مع المنتخب السوري، بعد أكثر من عام على توليه المهمة.
وكان هيكتور كوبر تولى قيادة المنتخب السوري في شباط 2023، قبل أن يقوم بتجديد عقده حتى نهاية تصفيات كأس العالم 2026.
لكن الاتحاد السوري لكرة القدم أعلن في بيانٍ رسمي وقتها بالعام 2024 عن تقدم كوبر باستقالته من تدريب المنتخب السوري لكرة القدم.
وجاء قرار تقدّم كوبر باستقالته من تدريب المنتخب السوري مباشرةً بعد الخسارة الكبيرة التي تعرّض لها على يد اليابان بِخُماسية نظيفة في الجولة السادسة من المجموعة الثانية بالدور الثاني من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهِّلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027.
وودع المنتخب السوري تصفيات آسيا المؤهِّلة إلى كأس العالم 2026 رسمياً بعد فوز كوريا الشمالية على ميانمار 4-1.
وبذلك، تأهل منتخب اليابان متصدّر المجموعة بالعلامة الكاملة (18 نقطة) برفقة منتخب كوريا الشمالية الذي حل في المرتبة الثانية بتسعِ نقاط.
وتجمد رصيد منتخب سوريا عند 7 نقاط في المركز الثالث بعد الخسارة في نصف عدد المباريات (3) مقابل الفوز في مباراتين والتعادل في مباراة.
وأعلن الاتحاد العربي السوري لكرة القدم المستقيل حالياً والتابع للنظام البائد وقتها تعاقده رسميًا مع المدرب الإسباني خوسيه لانا لقيادة المنتخب الأول، خلفًا للأرجنتيني هيكتور كوبر في شهر آب الماضي بالعام 2024، وكان لانا قاد منتخب إسبانيا للفوز ببطولة أوروبا تحت 19 عاماً، وسبق له تدريب منتخبي إسبانيا لما دون 15 و17 عاماً.
وبقيادة المدرب الجديد خوسيه لانا لم يحقق المنتخب السوري أي جديد وآخر مباراة لهذا المنتخب كانت تحت مظلة النظام البائد هي الخسارة الكبيرة من المنتخب الروسي في مباراة وديّة بأربعة أهداف نظيفة في المباراة الدولية الودية بكرة القدم، التي جمعتهما على ملعب فولغوغراد أرينا بمدينة فولغوغراد.
وأحرز المدافع الروسي مكسيم أوسيبينكو هدفين لأصحاب الأرض الأول والرابع في الدقيقتين (33، 81 من ركلة جزاء).
بينما تكفّل بتسجيل الثنائية الأخرى كلّاً من اللاعبين إيليا ساموشنيكوف، وألكسي ميرانتشوك في الدقيقتين (53، 66).
والمنتخب السوري تغيّر بتدريبه عشرات المدربين ولم يستطيعوا أن يفلحوا في تحقيق حلم الجماهير السوريّة، وكانت التدخلات كثيرة كما ذكرنا في بداية التقرير بأنه بعض المرات كانت القائمة تكون جاهزة من قبل حزب البعث وأشخاص من آل الأسد، وكانوا يفرضون لاعبين على تشكيلة المنتخب السوري، وهذه الأفعال كانت كافية كي يظهر المنتخب السوري دائماً بشكلٍ هزيل في الكثير من البطولات، ويتعرّض للخسارات المتتالية وعدم تحقيق حلم الجماهير في سوريا بالتأهل لكأس العالم.
ومع سقوط نظام الأسد فقد تم تكليف الأمين العام محمد مازن دقوري بتسيير وإدارة الأعمال اليومية للاتحاد وفق ما نصّت عليه أحكام النظام الأساسي للاتحاد العربي السوري لكرة القدم.
آمال بمنتخبٍ وطني حقيقي
وينتظر السوريون توضح ملامح الاتحاد العربي السوري الجديد لكرة القدم، ومن سوف يتولى هذه المهام ومن هم الأعضاء الذين سيكونون معه؟ وهل سوف يُكمل نفس المدرب مع هذا المنتخب؟ وحتى ملامح دوري كرة القدم الممتاز للرجال ولباقي الفئات والدرجات لم تتضح إلى الآن، بسبب الظروف الأمنية السائدة في البلاد، وهذا الأوضاع تُصعّب الأمور بشكلٍ عام ومن ضمنها الوضع الرياضي، فمن غير الممكن أن يكون هناك دوري وبطولات بهذه الأجواء، وخاصةً تنقّل الأندية بين المناطق والمدن السوريّة في الوقت الحاضر.