روناهي / الشدادي – تحسّنت الليرة السوريّة بنسبة وصلت إلى اثنين وعشرين بالمئة مقابل العملات الأجنبية بعد أسبوع واحد من الإطاحة بسلطة البعث في دمشق من قبل إدارة هيئة تحرير الشام، وهروب الرئيس المخلوع إلى موسكو في روسيا الاتحادية.
ومع إطلاق عملية ما تسمى “ردع العدوان” التي أطلقتها إدارة هيئة تحرير الشام تهاوت العملة السوريّة إلى أدنى مستوى لها منذ اندلاع الحرب السورية قبل قرابة الخمسة عشر عاماً.
حيث سجل سعر الصرف في دمشق وحلب أربعين ألف ليرة سوريّة مقابل الدولار الواحد، بينما وصل في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ومناطق شمال غرب سوريا قرابة الخمسة وثلاثين ألفاً للدولار الواحد، بعد أن كان ثابتاً لأكثر من عام عند الـ١٥٥٠٠ ليرة سوريّة لكل دولار.
تحسّن ملحوظ
ما إن أعلنت إدارة هيئة تحرير الشام وإدارة العمليات العسكرية سيطرتها على دمشق بعد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد وسقوط نظامه، حتى بدأت الليرة السوريّة باستعادة عافيتها، حيث انخفضت قيمة الدولار الواحد من ٤٠ ألف ليرة سوريّة في دمشق إلى ٢٠ ألف ليرة سوريّة، في اليوم الأول من السقوط.
ولم يمضِ أسبوع واحد على سقوط نظام البعث الأسدي حتى تعافت الليرة السوريّة بشكلٍ كبير بنسبة وصلت إلى ٢٢ بالمئة حيث سجل سعر الصرف ١٢٠٠٠ ليرة سوريّة مقابل الدولار الواحد.
وثبت سعر الصرف منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، ولا تزال الفرصة أمام الليرة السوريّة لاستعادة عافيتها بشكلٍ أكبر وخاصةً بعد الرفع الجزئي لعقوبات قانون قيصر المفروضة على سوريا منذ العام ٢٠١٩، والذي دخل حيّز التنفيذ في العام ٢٠٢٠.
كيف استعادت الليرة السوريّة عافيتها
في جميع بلدان العالم، تتهاوى أسعار العملات المحلية مع سقوط الأنظمة أو مع حدوث مشكلات سياسة أو انقلابات عسكريّة، ولكن في سوريا حصل العكس تماماً ويعود ذلك إلى عدة أسباب أهمها:
كان يُجرم نظام الأسد السوريين الذي يتعاملون بالدولار الأمريكي أو حتى الذين يتكلمون عنه سواء في الأسواق أو في الشوارع وحتى عبر الهاتف، وبات السوريون إذا أرادوا معرفة سعر صرف الدولار يتحدثون بالألغاز وأطلقوا على الدولار اسم النعنع أو البقدونس أو الأخضر تجنباً للمساءلة القانونية.
وتسبب ذلك بحصر سوق الدولار بيد نظام الأسد والمُقربين منه، الذين كانوا يستعملونه في تجارة المخدرات ولم يُدخلون دولار واحد على خزينة الدولة، الأمر الذي أدى إلى انهيار العملة.
ومع سقوط نظام الأسد دخل العديد من السوريين إلى بلادهم بالإضافة إلى مئات الصحفيين والمنظمات الإنسانية والمؤثرين ومشاهير السوشيال ميديا، الأمر الذي جعل الدولار يتحرر بشكلٍ أكبر ودخل بكميات إلى داخل الأراضي السوريّة مما تسبب بانخفاض قيمته مع زيادة عرضه في السوق المحلية.
وترك نظام الأسد تركة ثقيلة ومهلكة للدولة السوريّة، حيث دمّر عبر براميله البنى التحتية والفوقية وخلّف اقتصاد متهالك يحتاج لعدة سنوات من أجل أن يبدأ بالتعافي تدريجياً.
بحسب منصة arabian gulf business insight رحلة سوريا على طريق التعافي ستكون طويلة وقد تحتاج لنحو 10 سنوات وفيها الكثير من العقبات والتحديات السياسية والمالية والاجتماعية، ولكنها أيضاً لا تخلو من المقومات وعوامل الجذب.