هيفيدار خالد
تعدُّ الدولة التركية من الدول التي تحتلُّ المراتب الأولى في ملف انتهاكات حقوق الإنسان بحقِّ الصحافيين والإعلاميين وتقييد حرية الرأي والتعبير، ويومياً تنقل وسائلُ الإعلام أخباراً وتقاريرَ إعلامية عن عمليات الاعتقال وحملات التشديد التي يتعرَّض لها الصحفيون في تركيا، وبات الجميعُ يرى هذه الحقيقة التي لا يمكن غضُّ الطرف عنها أو تجاهلها أو عدم الوقوف عند أسبابها وتداعياتها على المجتمع داخل البلاد.
لم تقتصرِ انتهاكات وسياسات الدولة التركية الفاشية بحق الإعلام والصحافة الحرة التي تحاول في شتَّى الظروف الصعبة والإمكانات القليلة نقل الحقيقة إلى الرأي العام في باكور كردستان (شمال كردستان) وتركيا؛ بل امتدَّت هذه الانتهاكات والسياسيات التعسفية خارجَ حدود بلادها؛ إذ أقدمت وبشكلٍ متعمَّدٍ على استهداف الصحفيين والصحفيات الذين ينقلون حقيقة ما تقوم به تركيا من احتلالٍ داخل الأراضي السوريّة وعلى وجه الخصوص في مناطق شمال وشرق سوريا، والذين حاولوا نقلَ الصورة الحقيقية عن المقاومة التي تبديها شعوب شمال وشرق سوريا ضد المحتل التركي للعالم والمجتمع الدولي، والذي لا يزال حتى هذه اللحظة يلتزم الصمت حيال ما ترتكبه تركيا من جرائم بحق الشعب السوري.
وآخرُ تلك الانتهاكات هناك في سد تشرين بسوريا، حيث تخوض شعوب المنطقة مقاومةً تاريخية إلى جانب مقاتليها في قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، هم يقفون سداً منيعاً ضد هجمات المحتل التركي الذي يحاول احتلالَ المزيد من الأراضي السوريّة وتوسيعَ نفوذه والنيلَ من الإرادة التي تشكَّلت هناك، حيث استهدفت المُسيّرات التركية كلاً من الصحفية جيهان بلكين التي كانت تغطّي المعاركَ الطاحنة هناك والصحفي ناظم دشتان الذي حاول من خلال عدسة كاميرته المتواضعة كشفَ الوجه الحقيقي لأردوغان وحقيقة أطماعه التوسُّعية.
وقبلَ أيامٍ أُصيب أكثرُ من عشرة صحفيين وصحفيات في الهجمات التركية المستمرة على السد (سد تشرين) إلى جانب إصابة عشرات المدنيين المناوبين هناك؛ ولكننا لم نشهدْ حتى الآن أيَّ موقف جادٍّ من كل ما يجري من أعمال إجرامية تنفذها تركيا هناك، فاستهداف الصحافيين في الحرب يعدُّ جريمةً من جرائم الحرب ويجب أن تحاسب عليه الدولة التركية عاجلاً أو آجلاً.
اليومَ في مناطق شمال وشرق سوريا أصبحتْ حياةُ الصحفيين والصحفيات في خطر شديد نتيجةَ الهجمات التركية ضدَّهم، ولم تعدِ المؤسسات الإعلامية تستطيعُ ممارسةَ أعمالها بشكل آمنٍ نتيجة تلك الاستهدافات؛ لذا على المجتمع الدولي التحرُّك فوراً من أجل وقف هذه الهجمات وتلك الجرائم، ووضع حدٍّ لتركيا التي ترى في كلِّ فرد من مناطق شمال وشرق سوريا إرهابياً (يجب قتله)، رغم أنَّها هي نفسها تمارس كلَّ أنواع الإرهاب الذي لا حدودَ له بحقِّ الأبرياء.
يجبُ أن تُحاسبَ الدولة التركيّة الفاشية على كل الجرائم التي ارتكبتها بحق الصحفيين وجميع أفراد الشعب السوري، هؤلاءِ الصحفيون والصحفيات هم صوت الحقيقة ويعملون من أجل كشف الحقائق للعالم وحقيقة الإجرام الأردوغاني ضد شعوبٍ مسالمة تعيش بأمن وأمان على أرضها، نعمْ، تركيا تقتل الصحفيين ويجب أن تُحاسَب فوراً وعلى الجميع التحرك من أجل ذلك.